التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

48 ساعة من الأحداث الساخنة بعد مفاجأة السعودية وأوبك+.. ماذا حدث؟

أحمد بدر

فاجأ قرار خفض إنتاج النفط، الذي أصدرته السعودية و8 دول من تحالف أوبك+، الأحد 2 أبريل/نيسان (2023)، كثيرًا من دول العالم، لا سيما الدول المهتمة بشراء النفط الخام، سواء للاستهلاك أو ملء مخزوناتها الإستراتيجية.

وتغيّرت حصص إنتاج النفط لدول التحالف، بعد إعلان المملكة و8 دول أخرى الخفض الطوعي الإضافي في الإنتاج، الذي بلغ نحو 1.657 مليون برميل يوميًا بصورة إجمالية، وذلك بدءًا من شهر مايو/أيار المقبل (2023) حتى نهاية العام الجاري.

وكانت دول تحالف أوبك+، التي اتخذت قرارها بخفض الإنتاج، قد أعلنت في بيانات منفصلة، أن الخطوة جاءت بالتنسيق مع الدول المشاركة في إعلان التعاون من أعضاء التحالف، معتبرة أنه إجراء احترازي يهدف إلى دعم استقرار أسواق النفط، ومجابهة التحديات التي تشهدها.

وتُضاف الكميات الإضافية المعلنة خفضها إلى الكميات المخفضة بقرار من دول تحالف أوبك+، بقيادة المملكة العربية السعودية، في الاجتماع الوزاري رقم 33، المنعقد في 5 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

اجتماع لجنة المراقبة الوزارية

خلال اجتماعها الإثنين 3 أبريل/نيسان (2023)، أكّدت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لأوبك+ أن الخفض الطوعي لإنتاج النفط من جانب السعودية و8 دول بالتحالف إجراء احترازي لدعم استقرار سوق النفط.

وبحسب اللجنة، فإن إجمالي تعديلات الإنتاج الطوعية الإضافية سيبلغ 1.66 مليون برميل يوميًا، وأعضاء اللجنة ملتزمون بإعلان التعاون الذي يمتد حتى نهاية عام 2023، إذا طالبوا جميع الدول المشاركة بالالتزام بآلية التعويض، وذلك بحسب بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- حصص إنتاج دول أوبك+ بعد قرار الخفض الطوعي بداية من مايو/أيار 2023 حتى نهاية العام:

حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ من مايو إلى ديسمبر 2023

وتعقد لجنة المراقبة الوزارية المشتركة اجتماعها المقبل في 4 يونيو/حزيران 2023، وذلك لمناقشة المستجدات التي تشهدها أسواق النفط، في ظل التزام الدول التي أعلنت الخفض الطوعي بمواصلة خططها حتى نهاية العام الجاري.

ومن المقرر أن تبدأ السعودية الخفض الطوعي لإنتاج النفط بداية من مايو/أيار المقبل بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، وتخفّض الإمارات إنتاجها بمقدار 144 ألف برميل يوميًا، والكويت 128 ألف برميل يوميًا، وقازاخستان 78 ألف برميل يوميًا، والجزائر 48 ألف برميل يوميًا، وسلطنة عمان 40 ألف برميل يوميًا، والغابون 8 آلاف برميل يوميًا.

كما يُضاف هذا الخفض -وفق اللجنة الوزارية المشتركة- إلى تعديل طوعي أعلنته روسيا، يبلغ 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية عام 2023، إذ سيكون من متوسط مستويات الإنتاج، حسب تقدير المصادر الثانوية لشهر فبراير/شباط الماضي.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- حصص إنتاج الدول الـ9، ومنها السعودية وروسيا، بعد قرار الخفض الطوعي:

حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ من مايو إلى ديسمبر 2023

رد وكالة الطاقة الدولية

أوبك+ والسعودية
شعار أوبك على برميل نفط - الصورة من رويترز

ردًا على إعلان المملكة العربية السعودية و8 دول من تحالف أوبك+ الخفض الإضافي الطوعي لإنتاج النفط، أصدرت وكالة الطاقة الدولية بيانًا، حذّرت فيه من مخاطر هذه الخطوة، في الوقت الذي تشتد فيه الضغوط التضخمية العالمية.

وأوضحت الوكالة -ومقرها باريس- أن الخفض الجديد لإنتاج دول تحالف أوبك+ سيفاقم الضغوط في الأسواق ويرفع أسعار النفط، وهو ما يتزامن مع ضغوط تضخمية قوية تمس المستهلكين، خاصة في الاقتصادات الناشئة والنامية.

ولفتت الوكالة إلى أن هذا الخفض يأتي -أيضًا- في وقت تواجه فيه أسواق النفط حالة من عدم اليقين الآخذة في التزايد، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بمستقبل الاقتصاد العالمي، والقلق من احتمالات حدوث ركود اقتصادي.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن تشهد أسواق النفط العالمية عجزًا في الإمدادات خلال النصف الثاني من العام الجاري 2023، وذلك في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار النفط الخام بنسبة 6% خلال يوم واحد، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

يُشار إلى أن وكالة الطاقة الدولية كانت قد أعلنت، في تقريرها الشهري الأخير، أن أسواق النفط العالمية تواجه حالة من ارتفاع المعروض أكثر من الطلب خلال النصف الأول من العام الجاري 2023، في توقيت ترتفع فيه مخزونات النفط إلى أعلى مستوى خلال 18 شهرًا.

كما توقعت الوكالة أن ينعكس زيادة المعروض في النصف الأول على مستوياته في النصف الثاني من العام، وهو ما يتماشى مع توقعاتها بشأن تسارع نمو الطلب على النفط بوتيرة حادة، ليبلغ 2.6 مليون برميل يوميًا في الربع الرابع من 2023، ارتفاعًا من 710 آلاف برميل يوميًا خلال الربع الأول.

رد أميركي وتعليق روسي

أوبك+ والسعودية
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي - الصورة من رويترز

علّق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، على قرار السعودية ودول أوبك+ خفض إنتاج النفط، قائلًا إن بلاده أبلغت رفضها هذا القرار في رسالة لمسؤولي المملكة، لدى علمها بالخطط قبل إصدارها، مؤكدة أنها لا تتفق معها، وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز.

وكشف كيربي، عن أن البيت الأبيض يعد خفض الإنتاج أمرًا غير مستحسن حاليًا، وذلك في ظل حالة عدم اليقين التي تشهدها أسواق النفط، مؤكدًا أن الولايات المتحدة أُبلغت بخطط السعودية ودول أوبك+ قبل إعلانها، ولكنها ما زالت تجهل السبب وراء اتخاذ مثل هذا القرار.

ورد كيربي على سؤال بشأن ارتباط خفض إنتاج النفط بتوقيت خطط أميركا لتجديد احتياطي النفط الإستراتيجي لديها، بأنه لا يمكنه التكهن بأسباب القرار إلا أنه حاول في الوقت نفسه التقليل من أهمية التوترات بين بلاده والسعودية، التي قد تكون دافعًا وراء قرار الخريف الماضي، الذي دفع إدارة الرئيس جو بايدن إلى الدعوة لمراجعة علاقات واشنطن مع الرياض.

وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أن بلاده تركز على المستهلكين وليس على عدد براميل النفط، مضيفًا أنها ستواصل العمل مع منتجي النفط الرئيسين، بهدف ضمان النمو وخفض الأسعار للمستهلكين، وفق التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

من جانبه، اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أن اعتراض الولايات المتحدة على الخفض الطوعي لإنتاج النفط من جانب السعودية وروسيا ودول أوبك+ يُعد شأنًا خاصًا بها، إلا أن وجود أسعار النفط في مستويات معينة يحافظ على الاستثمارات.

وأوضح أن رضا بعض الدول أو عدمه هو أمر يرجع إليها، ولكن ما حدث جاء استرشادًا بقرارات تتخذها الدول المنتجة للنفط، وفي هذا الحالة يحظى موقف أوبك وأوبك+ بأهمية كبيرة، لافتًا إلى أنه من مصلحة قطاع الطاقة العالمي أن تستقر أسعار النفط والمشتقات النفطية عند مستويات مناسبة.

السعودية وأوبك+
المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف - الصورة من وكالة سبوتنيك

وأضاف أن روسيا على اتصال دائم بدول تحالف أوبك+ التي أعلنت الخفض الطوعي للإنتاج، وذلك لضمان تحقيق هذا الاستقرار في أسواق النفط العالمية، لا سيما أن الخفض الجديد يُضاف إلى قرار خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا المتخذ في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022.

يُشار إلى أن أسعار النفط الخام قفزت عالميًا بأكثر من 6%، بعد إعلان السعودية ودول أوبك+، الخفض الإضافي للإنتاج بنحو 1.6 مليون برميل يوميًا، بداية من شهر مايو/أيار المقبل، وحتى نهاية العام الجاري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق