التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

هل تستطيع صناعة البلاستيك تحقيق الاستدامة الكاملة؟ دراسة تُجيب

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

يُنظر إلى إعادة التدوير على أنها أفضل الحلول في خفض انبعاثات صناعة البلاستيك، وجعلها مستدامة بنسبة 100%، جنبًا إلى جنب مع اعتماد الإنتاج على مصادر منخفضة الكربون.

وتُنتج المواد البلاستيكية بصورة أساسية من النفط الخام، وعندما تصل المنتجات إلى نهاية عمرها الافتراضي، غالبًا ما ينتهي بها الأمر إلى مكبّات النفايات؛ ما يجعلها تطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، لتكون مساهمًا رئيسًا في تغيّر المناخ.

ورغم ذلك؛ فإنه يمكن أن تكون استدامة صناعة البلاستيك حقيقة واقعة إذا حقق القطاع معدل إعادة تدوير يصل إلى 74%، جنبًا إلى جنب مع الاعتماد في الإنتاج على الكتلة الحيوية أو ثاني أكسيد الكربون الملتقط من الهواء، وفق ما نقله المنتدى الاقتصادي العالمي، عن دراسة حديثة صادرة عن مجلة نيتشر.

وفي حالة إعادة تدوير المنتجات البلاستيكية لن تكون المادة الخام الرئيسة لها النفط الخام، ولكنها نفايات البلاستيك، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

النفايات البلاستيكية

بحسب تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة؛ بلغ إنتاج العالم من البلاستيك 368 مليون طن سنويًا في عام 2019، قبل أن يتراجع قليلًا بنحو 0.3% عام 2020، بسبب تداعيات جائحة كورونا.

إعادة تدوير البلاستيك خطوة رئيسة في تحقيق الاستدامة
نفايات بلاستيكية - أرشيفية

وأسفر إنتاج البلاستيك البالغ 9.2 مليار طن بين عامي 1950 و2017 عن نحو 7 مليارات طن نفايات بلاستيكية، ذهب 76% منها إلى مكبّات النفايات.

ويتوقّع برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن يصل الإنتاج العالمي التراكمي من المواد البلاستيكية إلى 34 مليار طن بحلول 2050؛ ما يحتم على العالم ضرورة الاستعداد لمنع تزايد النفايات البلاستيكية أو التخطيط للحد من الإنتاج.

ووصفت دراسة "نيتشر" المنتجات البلاستيكية بأنها تحّولت إلى نقمة بسبب انبعاثاتها المرتفعة، بعد أن كانت يُنظر إليها لسنوات طويلة على أنها نعمة ورخيصة الثمن.

وتمثّل صناعة البلاستيك 3.4% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى المخاطر التي تتعرض لها البيئة البحرية والبرية جراء النفايات البلاستيكية، وفق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

إعادة التدوير وحدها غير كافية

تُشكّل نحو 14 مادة، ومنها البولي إيثيلين والبولي بروبيلين والبولي فينيل كلوريد، 90% من صناعة البلاستيك عالميًا.

وفي هذا الصدد، شددت الدراسة على ضرورة أن تصبح عمليات إعادة تدوير البلاستيك فعّالة مثل العمليات الكيميائية الأخرى الموجودة حاليًا.

ورغم ذلك؛ فإنه لا يمكن إعادة تدوير جميع المنتجات البلاستيكية؛ فعلى سبيل المثال لم تطبق هذه العملية -حتى الآن- على مادة البولي يوريثان المستعملة في الصناعة، بحسب الدراسة.

ومع رؤية أنه يمكن لصناعة البلاستيك الاعتماد على إعادة تدوير 74% من منتجاتها؛ فإنها تستطيع إنتاج النسبة المتبقية (26%) من خلال استعمال الكتلة الحيوية والكربون الملتقط، وبهذا تصبح مستدامة بصورة كاملة.

إعادة تدوير البلاستيك خطوة رئيسة في تحقيق الاستدامة
مصنع لإعادة تدوير البلاستيك - أرشيفية

على سبيل المقارنة؛ فإن عمليات إعادة تدوير المواد البلاستيكية تصل إلى 15% فقط في أوروبا، ومن المرجح على نطاق واسع أن يكون المعدل أقل بكثير في المناطق الأخرى.

وفضلًا عن أن هدف الوصول بعملية إعادة التدوير إلى 74% يُعَد طموحًا للغاية؛ فإن اعتماد صناعة البلاستيك على هذه العملية فقط لن يجعلها مستدامة، بل هي بحاجة إلى الاعتماد على 3 ركائز أساسية (إعادة التدوير وإنتاج البلاستيك من خلال الكتلة الحيوية والكربون الملتقط).

وترى الدراسة أنه من غير المرجّح تحقيق تلك النسبة من إعادة التدوير بحلول عام 2030، ولكن قد يكون الهدف أكثر واقعية بحلول عام 2050، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ورغم ذلك؛ فقد اعتبر المنتدى الاقتصادي العالمي أن تحقيق صناعة البلاستيك معدل إعادة التدوير بنسبة 74% بحلول عام 2050 يُعَد -أيضًا- تحديًا كبيرًا إذا استمر المعدل الحالي لإنتاج المواد البلاستيكية، وهو ما يمكن التغلب عليه بتقليل الطلب.

مسؤولية صناعة البلاستيك

دعت الدراسة شركات صناعة البلاستيك إلى العمل -أيضًا- مع القائمين بعمليات إعادة التدوير من أجل أن تتماشى المنتجات البلاستيكية بصورة أفضل مع الاقتصاد الدائري مستقبلًا.

وطالبت المصنعين بتحمل المسؤولية وأن تكون هناك دورة كاملة للصناعة تبدأ بإنتاج البلاستيك وإعادة التدوير لتحقيق الاستدامة.

وترى الدراسة أن إعادة تدوير البلاستيك لن تؤدي إلى وجود تعارض مع الأهداف والآثار البيئية الأخرى؛ إذ يقلل من استهلاك المواد الخام، على عكس بعض الطرق الأخرى.

وعلى سبيل المثال، تشهد بعض المجالات أهدافًا متضاربة، ومنها إنتاج الوقود الاصطناعي، الذي يُعَد كثيف الاستهلاك للطاقة، كما يؤثر تزايد الطلب على استعمال الكتلة الحيوية في إنتاج المواد الغذائية.

ومن أجل تفادي هذه العقبات يجب تكثيف جهود إعادة التدوير بقدر الإمكان؛ لأن زيادة المعدل تؤدي إلى مزيد من الاستدامة لصناعة البلاستيك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق