نفطأخبار النفطرئيسية

ثاني أكبر مصافي التكرير الأميركية تستأذن في استيراد النفط الفنزويلي

إدارة بايدن تترقب نتائج الحوار مع المعارضة في فنزويلا

رجب عز الدين

تستعد مصافي التكرير الأميركية لاستئناف نشاط استيراد النفط الفنزويلي بعد سنوات طويلة من العقوبات المفروضة على حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

وتسعى شركة فاليرو إنرجي، ثاني أكبر مكرر نفط في أميركا، للحصول على إذن وزارة الخزانة الأميركية لاستئناف استيراد النفط الفنزويلي، وفقًا لوكالة رويترز.

وتأمل مصافي التكرير الأميركية في الحصول على إذن مشابه لما حصلت عليه شركة شيفرون في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد.

رخصة شيفرون 6 أشهر

مصافي التكرير الأميركية
مصفاة فاليرو إنرجي الأميركية - الصورة من رويترز

منحت وزارة الخزانة الأميركية شركة شيفرون إذنًا باستئناف إنتاج النفط وتصديره من حقول فنزويلا إلى الولايات المتحدة، بعد 4 سنوات من حظره في إطار العلاقات الدبلوماسية المتوترة مع حكومة كاراكاس منذ فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وخفّفت إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن من العقوبات المفروضة على فنزويلا التي تتمتع بعضوية منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".

وجاء تخفيف العقوبات في إطار تشجيع الحوار السياسي مع القوى المعارضة للرئيس الفنزويلي الحالي نيكولاس مادورو، الذي يُنظر إليه بوصفه تلميذًا لزعيم أميركا اللاتينية اليساري الراحل هوغو شافيز.

وضغطت شركات النفط الأميركية والأوروبية والآسيوية على إدارة البيت الأبيض لرفع العقوبات المفروضة على فنزويلا منذ عام 2019، لتضرر أنشطتها من هذه العقوبات واستفادة دول أخرى مثل إيران وروسيا والصين.

حسابات سياسية

كثّفت الشركات الأميركية من ضغوطها على إدارة بايدن لتخفيف العقوبات المفروضة على قطاع النفط الفنزويلي بصورة أوسع، خاصة بعد تداعيات الحرب الأوكرانية التي أحدثت أزمة طاقة عالمية لم تهدأ بعد للعام الثاني على التوالي.

وما زال البيت الأبيض مترددًا في تخفيف العقوبات بصورة أوسع، في إطار حسابات سياسية تستهدف الضغط على رئيس فنزويلا، للحوار مع القوى المعارضة الأكثر ميلًا إلى الولايات المتحدة في التوجه وحسابات المصالح والعلاقات الخارجية.

وتمارس مصافي التكرير الأميركية ضغوطًا مماثلة على الرئيس بايدن، للسماح باستئناف استيراد النفط الفنزويلي المجاور، لسهولة نقله وانخفاض تكاليفه مقارنة بشحنات النفط القادمة من بلاد أفريقيا أو آسيا أو حتى أوروبا.

وتترقب شركة فاليرو إنرجي -ثاني أكبر مصافي التكرير الأميركية- الحصول على ترخيص من وزارة الخزانة الأميركية لاستئناف نشاط استيراد خام النفط الفنزويلي بنوعياته المختلفة.

وحصلت مصافٍ تابعة لشركة فيليبس وفاليرو على 66 شحنة نفط فنزويلي من تصدير شركة شيفرون الأميركية منذ يناير/كانون الثاني 2023، وفقًا لبيانات الجمارك الأميركية.

مؤتمر في كولومبيا

منحت السلطات الأميركية الإذن إلى شركة شيفرون باستئناف نشاطها، في إطار مفاوضات لتقديم مساعدات إنسانية إلى فنزويلا، ومحادثات أخرى قبل جولة الانتخابات الرئاسية المرتقبة في عام 2024.

وطلبت فنزويلا الإفراج عن أموال مجمدة في الخارج، وفقًا للعقوبات المفروضة منذ 2019، إلا أن المحادثات بشأن هذه الجزئية توقفت منذ أسابيع، ولم يُحدد لاستئنافها موعد جديد بعد، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتستعد الولايات المتحدة للمشاركة في حضور مؤتمر دولي عن الديمقراطية في فنزويلا الذي من المقرر عقده في العاصمة الكولومبية بوغوتا، ما قد يمثّل فرصة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين، وفقًا لمنشور على حساب رئيس كولومبيا غوستافو بيترو على توتير.

ولم يحدد رئيس كولومبيا موعد المؤتمر بعد، مكتفيًا بالإشارة إلى موافقة الولايات المتحدة على الدعوة الموجهة إليها للمشاركة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

البيت الأبيض يعلّق

تأمل مصفاة فاليرو إنرجي في الحصول على إعفاء من وزارة الخزانة يسمح لها بالتعاقد المباشر مع شركة النفط الفنزويلية الحكومية "بتروليوس دي فنزويلا".

وتريد المصفاة أن يصدر الإذن سريعًا، في حين يرى البيت الأبيض التريث لحين تقديم الرئيس الفنزويلي تنازلات جادة إلى المعارضة السياسية الحليفة في البلاد.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، إن إدارة بايدن لم تصدر تراخيص جديدة في هذا الشأن، وفقًا لرويترز.

وأشار المتحدث إلى أن التراخيص السابقة الممنوحة إلى شيفرون أو شركات النفط الأوروبية -مثل إيني الإيطالية أو ريبسول الإسبانية- تختص فقط بمبادلات النفط أو الديون، ولا تمتد إلى دفع أموال نقدية إلى شركة النفط الفنزويلية أو غيرها.

حظر الدفع النقدي

تحظر الولايات المتحدة جميع المدفوعات النقدية لإدارة الرئيس نيكولاس مادورو بموجب تخفيف العقوبات، وربما تدرج هذه المسألة على طاولة المفاوضات المقبلة مع كاراكاس، إذا قدّم الرئيس تنازلات مرضية إلى المعارضة الحليفة للولايات المتحدة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة

وترتبط فاليرو إنرجي بعقود طويلة الأجل في فنزويلا موقعة قبل العقوبات، وتأمل في الحصول على إذن وزارة الخزانة لاستئناف بنود التعاقد التي لم تنتهِ صلاحيتها بعد، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت الشركة الأميركية ضمن أكبر 3 شركات مستوردة للنفط الفنزويلي قبل فرض العقوبات على شركة النفط الفنزويلية في عام 2019.

استقالة وزير النفط

مصافي التكرير الأميركية
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يتوعد الفاسدين - الصورة من بلومبرغ

لم يؤدِ استئناف صادرات النفط الخام الفنزويلي إلى زيادة الصادرات الإجمالية للبلاد خلال هذا العام، وفقًا لبيانات شركة النفط الفنزويلية ومنصة ريفينتف إيكون المتخصصة في تتبع حركة السفن والناقلات.

وبلغ متوسط تصدير شركة شيفرون الأميركية من النفط الفنزويلي قرابة 86 ألف برميل يوميًا خلال شهر فبراير/شباط 2023.

وعلّق رئيس شركة "بتروليوس دي فنزويلا" الجديد عقود توريد النفط، بعد اكتشافه تلاعبات مالية ضخمة في مدفوعات الشحن السابقة، ما أدى إلى وقف صادرات البلاد لعملائها الـ4 الرئيسين المصرح لهم بالاستيراد، وهم: شيفرون، وإيران، وكوبا، وشركة هانغتشو إنرجي الصينية.

وأدى التحقيق في تلاعب المدفوعات إلى استقالة وزير النفط الفنزويلي القوي طارق العيسمي في 20 مارس/آذار 2023، مع إلقاء القبض على كبار المسؤولين في شركة النفط الفنزويلية الحكومية.

وما زالت الشرطة الفنزويلية وأجهزة الاستخبارات تُلقي القبض على مسؤولين ذوي صلة بفضيحة الفساد حتى 31 مارس/آذار 2023، وسط تصريحات غاضبة من الرئيس نيكولاس مادورو، متوعدًا فيها باستمرار حملة الاعتقالات لكل المتورطين في القضية، وفقًا لموقع أرغوس ميديا المتخصص.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق