أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

لؤي الخطيب: أزمة الكهرباء في العراق سببها الدعم.. وهذا هو الحل (صوت)

أحمد بدر

قال الخبير الدولي في شؤون الطاقة، وزير الكهرباء الأسبق الدكتور لؤي الخطيب، إن أزمة الكهرباء في العراق سببها نقص المشتقات النفطية التي تُستعمل في توليد الطاقة، إذ تضطر البلاد إلى استيراد جزء كبير من احتياجاتها من الخارج.

وأضاف الخطيب -خلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، بعنوان "‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏دور النفط في غزو العراق ومفاجآت أميركية لمستقبل أسواق الطاقة"-، أن السبب المباشر في هذه الأزمة هو الدعم.

وأوضح الوزير الأسبق، أنه كلما استمر دعم الكهرباء في العراق لمختلف الفئات والشرائح اندفعت مستويات الطلب إلى حدود خارج نطاق السيطرة، لافتًا إلى أن هذا الدعم بدأ في عهد تطبيق الاشتراكية من قبل النظام السابق.

أزمة دعم الكهرباء في العراق

قال وزير الكهرباء الأسبق لؤي الخطيب، إن السيطرة على مستويات الطلب على الكهرباء في العراق ستكون صعبة، إذا لم يجرِ التركيز على معالجة الدعم، إذ يكون مخصصًا للفئات المسجلة في شبكات الحماية الاجتماعية، أو الفئات التي تعمل على تطوير الصناعة والزراعة لتشجيعها في تطوير جانب القطاع الخاص.

الكهرباء في العراق
أعمال صيانة أبراج الكهرباء ومحطاتها - الصورة من وكالة "واع"

وأضاف الدكتور لؤي الخطيب أنه من سابع المستحيلات توفير الدعم لنحو 42 مليون مليون نسمة في البلاد، أي نمو سكاني سنوي بمقدار 2.8%، لذلك فسيكون من الصعوبة السيطرة على هذا الأمر.

ولفت الخطيب إلى أن دعم الكهرباء في العراق يكلّف خزينة الدولة نحو 16-17 مليار دولار، في حين أن مستوى الجباية "التحصيل" بسبب العشوائيات وهامش الدعم والتعديات، لا يتجاوز مستوى المليار دولار في أفضل حالاته.

وأوضح الخطيب أن تدني مستوى الجباية يأتي في وقت من المفترض أن يدر فيه قطاع الكهرباء في العراق على خزينة الدولة ما بين 18 و20 مليار دولار سنويًا، في حالة تنظيم الدعم وتحسين مستويات الجباية.

وعن مستوى صادرات الوقود من إيران، الذي يُستهلك داخليًا في العراق، قال الدكتور الخطيب، إنه لا يقل -بمختلف أنواعه- عن 500 ألف برميل يوميًا، وهي كميات حال معادلتها بأسعار النفط الخام فستكون مبالغ ضخمة.

وأشار الخطيب -خلال مشاركته في برنامج "أنسيّات الطاقة"- إلى أن هذه المبالغ الضخمة تُضاف إليها تكاليف الصيانات والإدارة، فالطاقة تستوفي كلفتها تجارة ونقلًا وتوزيعًا وإدارة وصيانة وقود إلى آخره من مثل هذه التكاليف.

خطط العراق الواعدة للطاقة

قال الدكتور لؤي الخطيب، إن خطط بلاده فيما يخص الطاقة عامة والنفط خاصة، وفي مقدمتها الـ12 مليون برميل يوميًا، تُعد طموحة، إلا أن وزارة النفط راجعت خططها، ولديها أرقام طموحة وواعدة.

وأضاف: "الخطط الحالية واعدة، إذ إن إنتاج العراق من النفط -حال طرح جولات تراخيص أخرى سواء استكشافية أو لتطوير حقول مكتشفة بالفعل- قد يصل إلى 8.3 مليون برميل يوميًا، بحلول عام 2030، بالإضافة إلى استثمار الغاز المصاحب بصورة كاملة، وهامش المتوفر من الغاز الحر".

وبالإضافة إلى ذلك -وفق الخطيب- هناك خطط واعدة بالنسبة إلى قطاع الكهرباء في العراق، الذي من المخطط أن تصل إلى نحو 50 ألف ميغاواط، من بينها 4 آلاف ميغاواط من مصادر الطاقة المتجددة، في حين أن 46 ألف ميغاواط ستكون من الوقود والغاز والمحطات الحرارية وغيرها.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- رؤية سبق أن طرحها الدكتور لؤي الخطيب لحل أزمة الكهرباء في العراق:

الكهرباء في العراق

ولفت الدكتور لؤي الخطيب إلى أن مصادر الطاقة المتجددة في العراق تواجه عدة تحديات، بعضها مرتبط بالمواقع الجغرافية، كما أن الدولة تحتاج إلى توفير تسهيلات كبرى للمستثمرين في هذا المجال، والقضاء على أزمة الدعم لكي تتمكّن الحكومة من عقد اتفاقات مع المستثمرين.

وأوضح أن حل مشكلة الدعم يمكّن الحكومة من الوفاء بالتزاماتها للمستثمرين، لا سيما فيها يتعلق بعمليات شراء الكهرباء والطاقة منهم، مشيرًا إلى ضرورة تقديم تسهيلات أخرى تتمثل في توفير الأراضي والتمويل لهذه المشروعات.

وتابع: "إذا تمكّن العراق من تحقيق خططه الطموحة والمستهدفات في مجال الطاقة، لا سيما في مجال إنتاج النفط، ورفع قدرته إلى 8.3 مليون برميل يوميًا، قد يتساءل البعض عما إذا كان العالم يحتاج إلى هذه الكميات".

وأردف: "في ظل الظروف العالمية الحالية سياسيًا وأمنيًا، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، والأزمة التي تواجهها موسكو التي تنتج 10 ملايين برميل يوميًا، والتي جاءت بعد أزمة جائحة كورونا في 2020 و2021، إذ قلصت حجم الاستثمارات في النفط والغاز، وكذلك توجه العالم نحو مكافحة تغير المناخ؛ هناك حاجة إلى منتجين جدد".

وأشار الخطيب إلى أن العالم يحتاج حاليًا -وهو ما يجب أن تتبناه منظمة أوبك- إلى منتجين مرجحين، إذ إن العراق والسعودية سيكون بإمكانهما توفير النفط اللازم لظبط الأسواق وتحقيق التوازن فيها، بالإضافة إلى ضبط الأسعار في المستقبل.

أزمة الطاقة في الغرب

قال وزير الكهرباء العراقي الأسبق الدكتور لؤي الخطيب، إن أزمة الطاقة التي ضربت الغرب دفعت الدول -التي دائمًا ما كانت ترفع شعارات مكافحة الوقود الأحفوري ومحاربة تداعيات تغير المناخ- إلى تغيير مواقفها، والعودة إلى دعم أنشطة التنقيب، وشراء النفط وأنواع الوقود الأخرى.

وأوضح الخبير الدولي في شؤون الطاقة أن الأزمة في أوروبا والولايات المتحدة أضرت بالمواطنين الذين كانوا يدفعون نحو 300 دولار مقابل استعمالهم للطاقة، والآن أصبحوا يدفعون 1000 دولار أو أكثر لتلبية المستويات ذاتها من الاستهلاك.

الكهرباء في العراق
فاتورة استهلاك كهرباء في بريطانيا - الصورة من يورو نيوز

يُشار إلى أن الدكتور لؤي الخطيب تولى منصب وزير الكهرباء في العراق، ضمن الحكومة التوافقية برئاسة الدكتور عادل عبدالمهدي، التي تولت السلطة في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إذ لم يتجاوز عمر الوزارة 12 شهرًا، إلا أنه تمكن من طرح حلول لأزمات متعددة.

وكان الدكتور لؤي الخطيب قد شغل عدة مناصب في قطاعات النفط والكهرباء، أهّلته فيما بعد ليصبح وزيرًا، إذ عمل مع شركات نفطية عالمية مثل "الغاز البريطانية" و"شل" و"بتروناس"، وذلك بعدما تولى منصب المستشار الفخري لرئيس مجلس النواب العراقي لشؤون الاقتصاد والطاقة في 2007.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق