تقارير النفطأنسيات الطاقةالتقاريررئيسيةنفط

أنس الحجي: أوبك+ يتأثر بسوء بيانات النفط.. ما دور الشائعات؟ (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن تحالف أوبك+، الذي تأسس عام 2016، تأثر بقوة بسوء حالة البيانات، التي بدأت تتدهور عام 2017.

وأضاف الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها بعنوان "أسباب تدهور نوعية البيانات في أسواق النفط وآثاره في دول الخليج" على موقع تويتر-، أن روسيا ونيجيريا ودولًا أخرى أرادت أن تلعب اللعبة الأميركية الخاصة بتصنيف السوائل الغازية على أنها نفط، لزيادة أرقام الإنتاج في البيانات.

ولفت إلى أن النفط يُقاس من ناحية الكثافة بمقياس "إيه بي آي"، وهو اسم يرمز إلى معهد النفط الأميركي، ويُقاس بالدرجات، فكلما ارتفعت الدرجة خفّ النفط، وكلما انخفضت الدرجة زادت كثافته، فمثلًا خام غرب تكساس تبلغ درجته 39-40 حاليًا، في حين أن خام برنت في حدود 38 درجة.

وأوضح الحجي أن الخام العربي الخفيف 34 درجة، وهو أقرب إلى المتوسط، في حين أن النفط الروسي "خام الأورال" يُعد ثقيلًا، ودرجته في حدود 25، لافتًا إلى أنه عندما ثار الخلاف بين دول أوبك+ بشأن الحصة الإنتاجية تبنّت موسكو ونيجيريا السياسة الأميركية نفسها.

لعبة البيانات الأميركية

قال الدكتور أنس الحجي، إن روسيا ونيجيريا قالتا "بما أن أوبك+ يركز فقط على النفط الخام، وهو الأقل من 50 درجة بمقياس (إيه بي آي)، فنحن لدينا سوائل غازية كانت تُحسب ضمن الحصة الإنتاجية، والآن يجب ألا تُحسب".

أوبك+
أحد حقول النفط في شمال نيجيريا - الصورة من ديلي ترست

وأشار إلى أن هذه الخطوة أسفرت عن مشكلات كبيرة بالنسبة إلى تحالف أوبك+ فيما يتعلق بالبيانات، فمن يتابع إنتاج نيجيريا النفطي على مدى عدة سنوات يرى كيف أن الأرقام المعلنة تغيّرت فجأة خلال اجتماع واحد.

وتابع: "الذي حدث هو أن مستوى الإنتاج والأرقام المعلنة تغيّرت بسبب إعادة التعريف والتصنيف، والأمر نفسه حدث أيضًا مع روسيا، لذلك فإن المشكلة نفسها التي حدثت بالنسبة إلى النفط الصخري في الولايات المتحدة عام 2017، حدثت في المدة نفسها مع أوبك+".

وأوضح أن ما زاد الطين بلة فيما يخص زيادة سوء حالة البيانات المتعلقة بأسواق النفط، هو فرض العقوبات مجددًا على إيران خلال الربع الرابع من عام 2018، وكذلك فرض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عقوبات على فنزويلا.

البيانات وغزو أوكرانيا

الآن -وفق مستشار تحرير منصة الطاقة- هناك الكثير من السفن المحملة بالنفط تأتي من إيران أو فنزويلا، ولا أحد يعرف عنها شيئًا إلا في حالة توافر إمكان تتبع هذه السفن بطرق مختلفة بعيدة عن الوسائل الإلكترونية، الأمر الذي قاد البيانات إلى مزيد من التدهور.

وقال الدكتور أنس الحجي -خلال حلقة "أنسيّات الطاقة"، على مساحات تويتر-، إن الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط من العام الماضي 2022 جاء ليزيد من عدد أسطول الناقلات النفطية المختفية في البحار التي لا يمكن متابعتها.

وأكد أن السوق النفطية السوداء الموجودة حاليًا هي الأكبر في تاريخ صناعة النفط، مع اختفاء كثير من السفن والناقلات غير معروفة الوجهات في البحار والمحيطات، ما جعل البيانات تسوء بصورة كبيرة.

وأضاف: "العالم يشهد الآن أزمة كبيرة تتعلق بالبيانات، لذلك علينا أن نحذّر التجار والطلاب والباحثين وننصحهم بضرورة التعامل بحذر مع البيانات المتعلقة بأسواق النفط، فليس كل من يتعامل مع البيانات قادرًا على الاستفادة منها، والحذر من أخطائها ومصادرها أمر في غاية الأهمية".

تدوير المعلومات والشائعات

أوضح خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن من ضمن المشكلات التي تعانيها سوق النفط -وهي مشكلة موجودة بالفعل في الصناعات الأخرى، ولكنها ظاهرة في صناعة النفط بصورة أكبر، كون تجارتها هي الأكبر عالميًا وتقدم دورًا أكبر- هي أزمة تدوير المعلومات.

وعن كيفية تدوير المعلومات، قال الحجي إنه أحيانًا تكون هناك شائعة أو مصدر واحد لمعلومة، وفي الأصل يعرف الخبراء أن هذه الشائعة غير صحيحة، مثلما أعلنت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن السعودية ستزيد إنتاجها النفطي 500 ألف برميل يوميًا بدلًا من التخفيض.

أوبك+

ولفت إلى أن هذه الشائعة تسبّبت في انخفاض أسعار النفط 5 دولارات في صباح يوم إطلاقها، والأزمة أن الخبر خلال ساعة أو ساعتين انتشر في جميع وسائل الإعلام العالمية، قبل أن ينتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي وينتشر بصورة كبيرة، حتى ضاع مصدر الشائعة الأصلي.

وتابع: "الخبر انتشر إلى وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وصار يصل إلى المتلقي عبر أكثر من جهة حتى أصبح يحاصره، ويكاد يكون خبرًا مؤكدًا بحجة كثرة المصادر، ولكن الحقيقة أن المصادر ليست كثيرة، وإنما هو مصدر واحد، ونقل عنه الباقون الشائعة".

وقال الحجي إن القصص من هذا النوع تكررت كثيرًا، وآخرها كان الأسبوع الماضي عندما نشرت "وول ستريت جورنال" -أيضًا- خبرًا عن دراسة الإمارات داخليًا الانسحاب من أوبك وتحالف أوبك+، وهو الخبر الذي انتشر قبل فتح السوق الأميركية، بصورة سريعة وكبيرة.

وأضاف: "من جانبنا أبلغنا عملاءنا أن هذا الخبر غير صحيح، إذ استفادوا استفادة كبيرة من هذا النفي، ولكن المشكلة أن من دخلوا مكاتبهم بعد انتشار الخبر بدؤوا بدورهم ينشرونه ويناقشونه، والخبر في الأساس ليس له أي أثر، ومصدره واحد فقط".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق