أخبار النفطرئيسيةعاجلنفط

25 مليون برميل من النفط النيجيري تبحث عن مشترين.. وهذه أبرز البدائل

دينا قدري

تراجعت مبيعات النفط النيجيري خلال شهر مارس/آذار الجاري، بسبب عمليات الإضراب في مصافي التكرير الفرنسية، فضلًا عن الصيانة الموسمية بأماكن أخرى في أوروبا

إذ ما يزال ما بين 20 و25 شحنة من النفط النيجيري للتحميل في أبريل/نيسان تبحث عن مشترين، وكل شحنة تبلغ نحو مليون برميل من النفط الخام، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.

هذا الوضع يُعدّ أضعف بكثير من المعتاد في هذا الوقت من الشهر، إذ يجب أن تنتقل التجارة إلى البراميل للتحميل في مايو/أيار، وتتراجع الأسعار التي يمكن أن تصل إليها الشحنات.

يأتي ذلك في الوقت الذي تكافح فيه نيجيريا -بالفعل- ارتفاع تكاليف الإنتاج وأعمال سرقة النفط وتخريب خطوط الأنابيب بشكلٍ مستمر، فضلًا عن محاولة البلاد للوفاء بحصّتها المقررة بموجب اتفاق تحالف أوبك+.

أسباب تراجع مبيعات النفط النيجيري

عادةً ما تكون فرنسا واحدة من أكبر مستوردي الخام من نيجيريا، إذ استحوذت على متوسط 110 آلاف برميل يوميًا من النفط النيجيري خلال العام الماضي (2022)، وفقًا لبيانات جمعتها بلومبرغ.

النفط النيجيري يواجه أزمات جديدة
إضراب أمام مصفاة تابعة لشركة توتال في فرنسا - أرشيفية

إلّا إن هذا الطلب تضاءل خلال شهر مارس/آذار الجاري، مع انخفاض إجمالي واردات فرنسا من النفط الخام بمقدار النصف في هذا الشهر، مع تصاعد الخلاف على مستوى البلاد بشأن إصلاحات المعاشات التقاعدية، وفقًا لما ذكرته شركة الأبحاث وود ماكنزي.

وأظهرت البيانات أن أكثر من 80% من قدرة المعالجة الفرنسية، البالغة 1.1 مليون برميل يوميًا، قد توقفت أو في طور الإغلاق بسبب الإضرابات، حسب وكالة بلومبرغ.

وبالإضافة إلى تأثير الإضرابات، تشتري محطات أخرى في أوروبا أيضًا كميات أقلّ من النفط الخام بسبب الصيانة الموسمية، وفقًا لما نقلته بلومبرغ عن تجّار.

وهناك مواقع خارج نطاق العمل في بعض الوجهات النموذجية للنفط النيجيري، مثل مصفاة سان روكي الإسبانية ومصفاة ساروتش الإيطالية.

ومن بين المنشآت التي أوقفت الطاقة الاستيعابية للعمل، مصفاة برنيس التابعة لشركة شل بالقرب من روتردام، أكبر مصفاة في أوروبا.

البدائل متاحة

قال محلل النفط الخام في شركة كبلر، فيكتور كاتونا: "إن تراكم الشحنات في نيجيريا هو مزيج من ارتفاع تكاليف الشحن، وانخفاض توافر الناقلات -خاصةً في أوروبا-، بالإضافة إلى انخفاض الطلب الإجمالي على خام غرب أفريقيا الخفيف، إذ إن النفط من مناطق أخرى يغمر الأسواق".

ويُعدّ انخفاض الشراء في شمال غرب أوروبا مهمًا لغرب أفريقيا، لأن المنافذ البديلة محدودة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.

ويُمكن لمصافي التكرير في البحر المتوسط أن تختار تخطّي الإمدادات النيجيرية لصالح براميل شمال أفريقيا الرخيصة التي تُشحن بسرعة أكبر إلى المنطقة، أو يمكنها معالجة بعض الكميات الكبيرة من خام غرب تكساس الوسيط الأميركي الذي وصل إلى أوروبا في الأشهر الأخيرة.

بينما اختار المشترون على المدى الطويل -مثل إنديان أويل وبرتامينا الإندونيسية- كميات أكبر من النفط الروسي المخفض خلال العام الجاري (2023)، ما يخفّف من حاجتهم إلى الإمدادات النيجيرية.

كما تُفضّل شركة يونيبك الصينية معالجة النفط من أنغولا، إذ ما تزال هناك نحو 5 شحنات فقط للتحميل في أبريل/نيسان متاحة.

كان الدافع الآخر لوفرة الشحنات غير المبيعة هو إحياء نيجيريا لإنتاج النفط الخام الذي توقّف في الأشهر الأخيرة بسبب السرقة والمشكلات الفنية، مثل خام بوني الخفيف في البلاد.

وقد تتجاوز طاقة التصدير النيجيرية الآن ما تحتاج إليه السوق في أبريل/نيسان ومايو/أيار، وفقًا لمحلل النفط الخام في كبلر، فيكتور كاتونا.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج النفط النيجيري منذ عام 2019 حتى عام 2022:

إنتاج النفط الخام في نيجيريا

صادرات النفط النيجيري

في سياقٍ آخر، ارتفعت إيرادات صادرات النفط النيجيري إلى 26.79 تريليون نايرا نيجيرية (58.4 مليار دولار أميركي) في عام 2022 المنصرم، مسجلة قفزة قياسية بنسبة 46.41%.

وقد بلغ إجمالي مبيعات النفط الخام وحدها في عام 2022، نحو 21.09 تريليون نايرا (45.97 مليار دولار)، مقارنةً بـ14.41 تريليون نايرا (31.44 مليار دولار) في عام 2021.

كما شكّلت صادرات النفط الخام في العام الماضي نحو 78.74% من إجمالي صادرات نيجيريا، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة بانش المحلية (Punch).

وتوقّع مراقبون أن إنتاج النفط النيجيري قد يتعرض لخسارة كبيرة تصل إلى 180 ألف برميل يوميًا خلال شهر مارس/آذار 2023، حال عدم إصلاح أحد الخطوط الرئيسة في إقليم دلتا النيجر.

وتعني هذه التقديرات احتمال فقدان صادرات الخام في نيجيريا أكثر من 4 ملايين برميل خلال الشهر الجاري، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

كان خط أنابيب تصدير رئيس في إقليم دلتا النيجر قد انفجر، مساء الخميس 2 مارس/آذار 2023، ما أسفر عن وفاة 12 شخصًا وإصابة آخرين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق