تقارير الطاقة المتجددةالتقاريررئيسيةطاقة متجددة

100 ألف طن من نفايات الطاقة الشمسية تضع أستراليا في مأزق.. ما الحل؟

بحلول عام 2035

أحمد أيوب

من المتوقّع أن تشكّل نفايات الطاقة الشمسية أزمة حقيقية في أستراليا بحلول عام 2030، إذ تشير المعطيات إلى زيادة هائلة في أعداد الألواح منتهية العمر.

وبحلول عام 2035، سيكون هناك نحو 100 ألف طن من ألواح الطاقة الشمسية منتهية الصلاحية تحتاج أستراليا إلى التعامل معها وتفكيكها دون إعلان كيفية التعامل مع هذه المخلفات حتى الآن، وفقًا لما نشره موقع رينيو إيكونومي (Renew Economy).

وتُعد أستراليا واحدة ضمن أعلى البلدان استهلاكًا لألواح الطاقة الشمسية، إذ يوجد بها حاليًا نحو 80 مليون لوح شمسي، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

إعادة تدوير نفايات الطاقة الشمسية

تكمن المشكلة وراء صعوبة إعادة تدوير نفايات الطاقة الشمسية في أستراليا في عاملين أساسيين، الأول هو عدم قدرة البنية التحتية الحالية للتعامل بصورة كاملة مع عملية إعادة التدوير، والعامل الآخر أنه بحلول 2030 ستكون هناك أعداد هائلة من الألواح منتهية الصلاحية.

وتستطيع البنية التحتية الحالية لأستراليا التعامل مع 17% فقط من وزن الألواح الشمسية والاستفادة منها، ويتمثّل ذلك في أطر الألواح المصنوعة من الألومنيوم وصندوق الربط الكهربائي، وفقًا لهيئة فيكتوريا للاستدامة.

نفايات الطاقة الشمسية
مخلفات ألواح طاقة شمسية - الصورة من waste360

ومن ناحية أخرى، فإن النسبة المتبقية (المقدرة بنحو 83%) من مكونات الألواح الشمسية -التي تشمل الزجاج المُقوى والسيليكون والصفائح الخلفية المصنوعة من البوليمر- غير قابلة لإعادة التدوير حاليًا في البلاد.

وكان تركيب ألواح الطاقة الشمسية في الدولة الواقعة غرب المحيط الهادئ قد شهد طفرة كبيرة خلال المدة من 2010 إلى 2012، ومع الأخذ في الاعتبار أن متوسط العمر الافتراضي لألواح الطاقة الشمسية يتراوح بين 25 و30 عامًا، يتضح حجم المشكلة.

من جانبه، قال أستاذ الطاقة والمواد المتقدمة في جامعة جنوب أستراليا، بيتر ماجيسكي، إنه لم يكن هناك تفكير كافٍ في هذا الحجم الهائل من الألواح التي سينتهي بها المطاف بعد 20 عامًا عندما يحين وقت استبدالها، إذ تعد فاقدًا لن يستطيع أحد استعمالها.

مكونات ألواح الطاقة الشمسية

قال بيتر ماجيسكي: "أكثر المواد إشكالية في مسألة إعادة تدوير ألواح الطاقة الشمسية هي البوليمرات التي تُستعمل لأغراض العزل المائي".

وأضاف أنه يوجد نوعان من البوليمرات الرئيسة المستعملة في العزل المائي، أحدهما مكون من مادة الفلوروكربون، ويوجد على الجانب الخلفي من اللوح الشمسي، ويصعب التخلص منه بأمان، إذ ينتج غازًا سامًا يمكن أن يسبب تهيجًا وصداعًا وغثيانًا، فضلًا عن أمراض رئوية أخرى.

ويوجد مكون آخر مهم في الألواح الشمسية -المقدرة بنحو 3 مليارات لوح على مستوى العالم- وهو الخلايا المعتمدة على السيليكون بصفته مكونًا رئيسًا، ويستعمل السيليكون على نطاق واسع في صناعة رقائق الحواسب الآلية، ويمكن عبر عملية إعادة تدوير ألواح الطاقة الشمسية حول العالم الاستفادة من 1.8 مليون طن من السيليكون عالي الجودة بقيمة 7.2 مليار دولار.

كما تشمل المكونات سبائك النحاس والنيكل والفضة التي يمكن استرجاعها.

وبدا ماجيسكي متفائلًا حيال إعادة تدوير ألواح الطاقة الشمسية بالكامل في أستراليا، قائلًا: "الأمر ليس بهذه الصعوبة"، ولفت إلى أن ذلك من الممكن أن يحدث إذا شهدت صناعة إعادة التدوير تقدمًا.

وأشار إلى أن ذلك سيتطلب تشريعًا يقضي بإعادة تدوير النسبة الأكبر من مكونات الألواح.

حلول للنهوض بإعادة التدوير

اقترح أستاذ الطاقة والمواد المتقدمة في جامعة جنوب أستراليا بيتر ماجيسكي، ومجموعة من زملائه -في ورقة بحثية مشتركة نُشرت بمجلة "إيه آي إم إس إنرجي"، في 21 مارس/ آذار الجاري- خطة شاملة لإدارة مخلفات ألواح الطاقة الشمسية، تُحمل المنتجين المسؤولية الكاملة حيال إنتاجهم من مكونات الألواح.

وأضاف: "العديد من الدول الأوروبية لديها تشريعات مطبقة على مصنعي السيارات الكهربائية للتأكد من استعمالهم مواد تسمح بإعادة التدوير بنسبة 85% من السيارة في نهاية عمرها الافتراضي"، ولفت إلى أنه "يمكن سن تشريع مشابه يخص إعادة تدوير ألواح الطاقة الشمسية".

وأوضح أن هذه الإجراءات يجب أن تكون إلزامية، وأن تُتخذ بصفتها نموذجًا يمكن أن يُحتذى به في تقنيات الطاقة النظيفة الأخرى.

نفايات الطاقة الشمسية
ألواح طاقة شمسية

وأكد أن مخططًا كهذا من شأنه أن يحفز صناعة إعادة تدوير ألواح الطاقة الشمسية في أستراليا، وفي غضون السنوات الـ5 أو الـ10 المقبلة ستزدهر الصناعة بشكل أكبر.

وأوصى بفرض حظر على مدافن مخلفات مكونات الطاقة الشمسية، على غرار الحظر الحالي في فيكتوريا.

وأكد أن حظر مدافن المخلفات يمكن أن يكون أداة قوية بشرط ألا تحول هذه المخلفات إلى مواقع أخرى ذات لوائح أقل صرامة، كما أوصت الورقة البحثية بأن تكون هناك أرقام مسلسلة يمكن من خلالها تتبع تاريخ الألواح الشمسية ومراقبة إعادة تدويرها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق