أخبار الطاقة النوويةسلايدر الرئيسيةطاقة نووية

خبير لـ"الطاقة": توليد الكهرباء من الطاقة النووية في مصر هدف طموح "تأخر 50 عامًا"

أسماء السعداوي

يعلِّق كثيرون الآمال على توليد الكهرباء من الطاقة النووية في مصر عبر محطة الضبعة، في ظل ارتفاع أسعار الوقود محليًا وعالميًا، والتحول نحو الطاقة النظيفة.

وفي هذا الصدد، قال أستاذ الطاقة النووية، خبير الوقاية الإشعاعية بهيئة الرقابة النووية الدكتور مدحت سابق -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إن محطة الضبعة النووية تستهدف إضافة 10 آلاف ميغاواط إلى شبكة الكهرباء المحلية.

وتمثّل محطة الضبعة بوابة دخول مصر إلى النادي النووي، كما تحمل منافع مباشرة تتمثل في زيادة إنتاج الكهرباء، وتنويع مصادر مزيج الطاقة من الطاقة المتجددة لتقليل الاعتماد على النفط والغاز.

محطة الضبعة النووية

بدأت شرارة حلم أول محطات الطاقة النووية في مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي، لكن بسبب توتر العلاقات، توجهت الأنظار إلى أميركا، إذ اتفق البلَدان على بناء 10 محطات نووية، لكن الحلم لم يكتمل.

وعندما تسلّم الرئيس محمد حسني مبارك الحكم، اختار "الضبعة" لإنشاء أول مفاعل نووي، ثم أعلن في عام 2007 استئناف برنامج الطاقة النووية في مصر.

وقد أبرم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، اتفاقية لإقامة أول محطة نووية لتوليد الكهرباء بأرض الضبعة.

وفي 17 مارس/آذار 2023، أعلنت روسيا أن مصيدة قلب المفاعل -أول قطعة نووية مخصصة لمفاعل الضبعة النووي- في طريقها إلى مصر، بعد مغادرتها ميناء سانت بطرسبرغ قبل 10 أيام.

وتعدّ مصيدة قلب المفاعل -التي تزن 800 طن تقريبًا بطول 6 أمتار- جزءًا رئيسًا في وحدات محطة الضبعة النووية الـ4، وتهدف لاتّباع أعلى معايير الأمان النووي في نظام الأمان السلبي بالمحطة.

وتوضح الخريطة التالية -التي أعدّتها منصة الطاقة المتخصصة- مفاعلات الطاقة النووية قيد التشغيل حول العالم:

توليد الكهرباء من الطاقة النووية

توليد الكهرباء من الطاقة النووية في مصر

تستهدف المرحلة الأولى من محطة الضبعة النووية إنشاء 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء بقدرة 1200 ميغاواط، بإجمالي قدرات 4 آلاف و800 ميغاواط، وتكلفة إجمالية 20 مليار دولار، حسب الموقع الرسمي لهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء.

وقال الدكتور مدحت سابق، إن محطة الطاقة النووية في مصر بالضبعة ستضيف -فور تشغيلها- 10 آلاف ميغاواط إلى شبكة الكهرباء المحلية، ما يمثّل سُدس مزيج الكهرباء في مصر، وهي إضافة كبيرة وجيدة للغاية.

وتنتج شبكة الكهرباء المحلية -حاليًا- 56 ألف ميغاواط، في حين يبلغ معدل الاستهلاك اليومي للكهرباء في مصر 33 ألف ميغاواط، بحسب تقارير.

وأكد الخبير بهيئة الرقابة النووية أن الطاقة النووية موفرة لموارد الدولة على عكس المصادر الأخرى؛ إذ إنها قادرة على توليد الكهرباء بأسعار رخيصة، ولا ينتج عنها انبعاثات كربونية، أو تتسبب في تلوث البيئة.

إلّا أن الدكتور مدحت سابق حذّر من أنه في حالة وقوع الحوادث النووية، سيحدث تلوث بالمنطقة المحيطة بالمحطة، و-أيضًا- في حالة انعدام عوامل الأمان، ستتلوث المياه المبردة المحيطة بالمفاعل النووي.

خبير يتحدث عن تطورات توليد الكهرباء من الطاقة النووية في مصر
أعمال الإنشاءات بمحطة الضبعة النووية - الصورة من صفحة رئاسة مجلس الوزراء المصري في فيسبوك

موعد تشغيل محطة الضبعة النووية

عن موعد بدء تشغيل محطة الضبعة النووية، قال الخبير -في تصريحاته إلى منصة الطاقة-، إن المحطة حصلت على كل التراخيص اللازمة من هيئة الرقابة النووية، وهي الآن في مرحلة البناء.

إلّا أنه في ظل تبعات الظروف الحرب الروسية الأوكرانية والحالة الاقتصادية في مصر -حاليًا-، فإن معدل الإنشاءات "لن يكون بالوتيرة نفسها التي توقّعناها سابقًا"، بحسب الخبير النووي المصري.

وأشار الدكتور مدحت سابق -في السياق نفسه- إلى أنه كان من المقرر أن يدخل المشروع النووي المصري حيز الخدمة قبل 40 أو 50 عامًا مضت، "لكن للأسف تأخّر كثيرًا" لأسباب مختلفة.

وعن احتمالات تعرّض محطة الضبعة النووية في مصر لأضرار جراء الزلازل، قال الخبير النووي، إن مصر بعيدة عن خريطة الزلازل، مضيفًا: "كنتُ أفضِّل أن تقام محطة النووية في مصر بالضبعة بمنطقة منخفض القطارة، وليس على ساحل البحر الأبيض المتوسط".

وأوضح أنه في حالة حدوث موجات مد تسونامي -غالبًا هناك تغيرات تشير لحدوثها-، ستكون هناك مشكلة، مؤكدًا في الوقت ذاته وجود العديد من عوامل الأمان التي تحول دون تأثر المحطات النووية من القصف أو الغرق، إذ تُبنى تحت سطح الأرض، فضلًا عن تجهيزات أخرى أكبر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق