أسعار النفطتقارير دوريةرئيسيةسلايدر الرئيسيةعاجلغازنفطوحدة أبحاث الطاقة

تقرير يكشف توقعات أسعار النفط والمعادن في 2023

وسط نمو الاقتصاد الصيني

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

لا شك أن تعافي الاقتصاد الصيني من تداعيات وباء كورونا سيقدم دفعة قوية إلى أسعار النفط والمعادن عالميًا في 2023، بعد الاضطرابات التي خلّفها الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي (2022).

وترى شركة الأبحاث وود ماكنزي -في تقرير صادر الخميس 23 مارس/آذار 2023- أن الصين تُعدّ أكبر مستورد لكل سلعة تقريبًا في الأسواق العالمية، ما يعني أن وتيرة نمو الاقتصاد الصيني وبالتبعية الطلب على السلع تُحدد بصورة رئيسة اتجاهات أسعار النفط والسلع الأساسية.

وفي الحالة الأساسية لشركة الأبحاث، من المتوقع نمو اقتصاد الصين بنحو 5.5% و5.1% في عامي 2023 و2024 على التوالي، مع التعافي من تداعيات وباء كورونا بعد 3 سنوات تقريبًا من قيود الإغلاق، مقابل 3% العام الماضي.

بينما يشير سيناريو النمو المرتفع إلى صعود الناتج المحلي الإجمالي للصين بنحو 7% و5.5% في عامي 2023 و2024 على الترتيب، وهو أمر ليس من الصعب تحقيقه، خاصة أن بكين لديها سجل ناجح في تجاوز توقعات النمو، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

الحالة الأساسية مقابل السيناريو المرتفع

ترى وود ماكنزي أن نمو الاقتصاد الصيني بنحو 5.5% هذا العام (2023)، وفقًا لسيناريو الحالة الأساسية، يعني أن تأثير التعافي سيكون محليًا بصورة أكبر، مع تداعيات بسيطة على الصعيد العالمي.

في المقابل، فإن نمو اقتصاد الصين بنحو 7% خلال 2023، بموجب السيناريو المرتفع، يعني تأثيرات إيجابية كبيرة في الاقتصاد العالمي، مع تزايد الطلب الصيني على المواد والمعدات الرأسمالية، ما يعزز أسواق الطاقة والمعادن.

ويرى محلل أسواق الغاز الطبيعي والمسال لدى وود ماكنزي، ماسيمو دي أودواردو، أن النمو الصيني الأسرع من المتوقع سيعيد تشكيل أسعار السلع الأساسية وإمداداتها على المدى القصير.

وفي هذه الحالة، ترتفع توقعات نمو الاقتصاد العالمي إلى 2.6% في 2023، مقابل توقعات الحالة الأساسية البالغة 2.2%.

توقعات أسعار النفط

من المتوقع أن تتلقى أسعار النفط الدعم مع عودة النشاط الاقتصادي الصيني إلى طبيعته، ما يرفع الطلب على النفط في 2023، في كل من الحالة الأساسية والمرتفعة.

وترى وود ماكنزي أن الصين قد تُشكل مليون برميل يوميًا من إجمالي نمو الطلب العالمي على النفط المتوقع عند 2.6 مليون برميل يوميًا خلال 2023، بحسب التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ومن شأن ذلك، أن يرفع أسعار النفط (خام برنت) إلى متوسط 89.40 دولارًا للبرميل لعام 2023، مقارنة مع أقل من 80 دولارًا في الوقت الحالي، وذلك في سيناريو الحالة الأساسية.

أمّا سيناريو النمو المرتفع، فإن نمو الطلب على الخام في الصين قد يصل إلى 1.4 مليون برميل يوميًا هذا العام، ما قد يدفع أسعار النفط إلى الصعود بمقدار 3 إلى 5 دولارات للبرميل فوق تقديرات الحالة الأساسية.

ومن شأن تزايد الطلب على المنتجات المكررة في الصين، خاصة وقود النقل، إلى جانب زيادة أسعار النفط الخام أن يدعم هوامش مصافي التكرير العالمية بمقدار 0.5 دولارًا لكل برميل تقريبًا، حسب وود ماكنزي.

ويرصد الرسم التالي اتجاهات الطلب على النفط في الصين بين عامي 2012 و2023:

الطلب على النفط في الصين

واردات الغاز المسال

حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن تعافي الطلب الصيني سيؤثر سلبًا في واردات الغاز الطبيعي المسال الأوروبية، لكن وود ماكنزي ترى أن الإمدادات الأوروبية آمنة في الوقت الحالي.

وانخفضت واردات الصين من الغاز المسال بنسبة استثنائية 20%، ما يعادل 22 مليار متر مكعب في 2022، ما سمح لأوروبا بتأمين المزيد من الإمدادات، لتعويض انخفاض صادرات خطوط الأنابيب الروسية.

وما زالت سوق الغاز تعاني نقصًا في الإمدادات وتقلبات الأسعار، ولكن مع تراجع الطلب بسبب ارتفاع الأسعار والطقس المعتدل، أثبتت السوق مرونة نوعًا ما في غياب صادرات خطوط الأنابيب الروسية إلى أوروبا.

وترى وود ماكنزي أنه من غير المرجح أن يؤدي ارتفاع الطلب الصيني على الغاز الطبيعي المسال إلى تكرار الاضطرابات التي شهدتها السوق في عام 2022، من ارتفاع الأسعار ونقص في الإمدادات.

ومن المتوقع نمو الطلب على الغاز المسال في الصين بأكثر من 30 مليار متر مكعب في 2023، مع تعافي الاقتصاد وانخفاض الأسعار، بحسب التقرير.

ورغم ذلك، فإن زيادة إنتاج الغاز المحلي بمقدار 14 مليار متر مكعب، وارتفاع واردات خطوط الأنابيب الروسية بنحو 7 مليارات متر مكعب سيؤدي إلى تقييد واردات الغاز المسال الصينية عند 97 مليار متر مكعب هذا العام، وهو ما يمثل زيادة 10 مليارات متر مكعب فقط عن عام 2022، وأقل من المستوى المسجّل عام 2021، عند 109 مليارات متر مكعب تقريبًا.

ويُظهر الرسم التالي واردات الغاز الطبيعي المسال وصادراته حسب المنطقة:
واردات وصادرات الغاز المسال حسب المنطقة

أسواق المعادن في 2023

فضلًا عن تأثير الاقتصاد الصيني في أسعار النفط والغاز، فإن أسواق المعادن -أيضًا- تعتمد بصورة كبيرة على نمو النشاط في الصين، خاصة من قطاعي الصناعة والعقارات.

وفي سيناريو النمو المرتفع، من المحتمل أن تتأثر أسواق المعادن الرئيسة مثل الصلب والألومنيوم والنحاس، مع زيادة الاستهلاك الصيني، ومن شأن ذلك أن يحافظ على الأسعار مرتفعة لمدّة أطول، خاصة الصلب، مع عدم كفاية الإمدادات لتلبية ارتفاع الطلب.

وفي الحالة الأساسية، تؤدي الإمدادات الإضافية بمرور الوقت من المواد الخام الرئيسة للصلب -خام الحديد وفحم الكوك- إلى تخفيف حدّة ارتفاع الأسعار.

وبالنسبة إلى النحاس والألومنيوم، من المتوقع نمو الطلب عليهما بنحو 1.6% و1.3% -في السيناريو المرتفع- خلال 2023 و2024، ما يعزز صعود الأسعار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق