طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

أسعار الألواح الشمسية في آسيا ستؤخر الصناعة الأميركية رغم الإعفاءات الضريبية

المصانع الأميركية قد تتأخر في التشغيل الكامل لسنوات

رجب عز الدين

تتجه توقعات أسعار الألواح الشمسية في آسيا للانخفاض خلال السنوات المقبلة، ما يمثل تحديًا كبيرًا للصناعة الأميركية الموعودة بحزمة إعفاءات ضريبية سخية من الرئيس بايدن حتى عام 2030.

وسجلت صناعة مكونات الطاقة الشمسية في آسيا تقدمًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، ما ساعدها في غزو السوق الأميركية المتجددة والتحكم في مدخلات إنتاجها، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتشير التوقعات المستقبلية إلى أن أسعار الألواح الشمسية في آسيا ستشهد انخفاضًا خلال السنوات المقبلة، مع زيادة المنافسة على تصنيعها بين الفاعلين الآسيويين الكبار في الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية، وفقًا لوكالة بلومبرغ.

وتعتمد مشروعات الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة على سلاسل التوريد الآسيوية بصورة كبيرة منذ سنوات، ما دفع الرئيس جو بايدن إلى الانتباه إلى خطورة ذلك على أمن الطاقة المستقبلي لأميركا التي تكافح للحفاظ على قيادتها للعالم، متحسبة من اختطاف الصين والهند مقعدها الريادي.

370 مليار دولار حوافز

أصدر بايدن في أغسطس/آب 2022 قانونًا تحفيزيًا هائلًا لتشجيع الاستثمار في نشر تقنيات الطاقة المتجددة داخل الولايات المتحدة عُرف باسم "قانون خفض التضخم".

أسعار الألواح الشمسية
الرئيس الأميركي جو بايدن - الصورة من لوموند

ونص هذا القانون على منح الشركات المستثمرة في الصناعة المتجددة أكبر حزمة إعفاءات ضريبية في تاريخ الولايات المتحدة بقيمة 370 مليار دولار حتى 2030، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويأمل بايدن أن يساعد هذا القانون على تحقيق طموحات الخطط الأميركية المستهدفة، للوصول إلى إنتاج الكهرباء النظيفة بنسبة 100% بحلول عام 2035، تمهيدًا للوصول إلى اقتصاد خالٍ تمامًا من الكربون بحلول 2050.

وأسهم هذا القانون في جذب شركات أوروبية عديدة كانت تستوطن أوروبا منذ سنوات عبر إعلانها -واحدة تلو الأخرى- ضخ استثمارات ضخمة في صناعة التقنيات المتجددة داخل الولايات المتحدة، للاستفادة من حوافز قانون خفض التضخم.

وتضم قائمة الشركات المهاجرة إلى الولايات المتحدة حديثًا كلًا من: فولكس فاغن الألمانية للسيارات، و"إس كيه إف" السويدية، أكبر شركة في العالم مصنّعة للكرات الخرزية الخاصة بالسيارات (رولمان بلي)، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

كما تضم شركة الكيماويات الألمانية العملاقة "بي إيه إس إف"، وشركة "أرسيلور ميتال" لصناعة الصلب، وشركة "نورث فولت" السويدية المتخصصة في صناعة البطاريات، وشركة "توبسوي" الدنماركية المتخصصة في إنتاج الهيدروجين الأخضر.

التحول لن يكون سريعًا

يمنح قانون خفض التضخم الشركات المصنعة أو المنتجة للطاقة الشمسية إعفاءات ضريبية واسعة، إلا أن بعض المحللين ما زال متخوفًا من ضعف قدرة هذه الشركات على زيادة إنتاجها بسرعة كافية لصد الهجمة المحتملة للواردات ومواجهة أسعار الألواح الشمسية في آسيا.

ويخشى كبير المحللين في منصة "بلومبرغ نيو إنرجي فايننس" بول ليزكانو، تأخر تشغيل المصانع الجديدة تحت التطوير في الولايات المتحدة، ما سيمنح الواردات الآسيوية الرخيصة فرصة أكبر للاستمرار في غزوها للسوق الأميركية والعالمية.

كما يتخوّف من مواجهة المصانع تحديات نقص العمالة والمعدات وصعوبة العثور على مواقع جيدة، ما قد يؤخر الإنتاج أو سيجعلها تعمل بطاقة تشغيل جزئية خلافًا للتوقعات المتفائلة بعد قانون بايدن.

مخاوف من انخفاض أسعار الألواح الشمسية في آسيا

استحوذ الموردون من جنوب شرق آسيا على 80% من واردات الولايات المتحدة من الألواح الشمسية ومكونات الطاقة المتجددة خلال عام 2022.

ومن المتوقع أن تنخفض أسعار الألواح الشمسية في آسيا مع ازدهار القدرات التصنيعية.

ويستهدف المصنعون الآسيويون زيادة تصدير الألواح الشمسية إلى السوق الأميركية بسعة تصل إلى 41 غيغاواط بحلول 2025، بفضل التوسعات الكبيرة والسريعة في مصانعهم.

كما يستهدف مصنعون في الهند تصدير ألواح شمسية بسعة 5 غيغاواط، في حين لن تستطيع شركة "فيرست سولار" الأميركية إنتاج أكثر من 16 غيغاواط من الألواح الشمسية بحلول 2025، وفقًا لتقديرات بلومبرغ.

وتشير توقعات الصناعة إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى ألواح شمسية بسعة 43 غيغاواط بحلول 2025، و51 غيغاواط حتى 2030، ما يضع المصنعين الأميركيين في سباق شرس مع الآسيويين المحترفين للصناعة منذ سنوات طويلة.

وتعاقد المطورون الأميركيون على صفقات تسليم 2024 بمتوسط سعر 44 سنتًا للواط، لكن التوقعات ما زالت متفائلة بانخفاض أسعار الألواح الأميركية إلى أقل من 30 سنتًا للواط بحلول 2025، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

حجم السوق الأميركية

أسعار الألواح الشمسية
صناعة الألواح الشمسية في أميركا - الصورة من بلومبرغ

بلغ حجم سوق الألواح الشمسية الأميركية 13.7 مليار دولار خلال عام 2022، من إجمالي 50 مليار دولار سجلتها أسواق الألواح الشمسية في العالم.

وانخفض نمو تركيب مشروعات الطاقة الشمسية المجتمعية الجديدة في أميركا خلال عام 2022، بنسبة 16% إلى 1 غيغاواط -تقريبًا-، مقارنة بـ1.9 غيغاواط خلال عام 2021.

ورغم هذا الانكماش في سعة مشروعات الطاقة الشمسية المجتمعة، فإن التوقعات ما زالت متفائلة بتسارع نموها بنسبة 118% خلال السنوات الـ5 المقبلة حتى 2027، لتصل سعة التركيب إلى 6 غيغاواط، وفقًا لتقديرات شركة وود ماكنزي.

ومن المتوقع نمو تجارة الألواح الشمسية عالميًا إلى 98.5 مليار دولار بحلول 2030، وفقًا لتقديرات مؤسسة غلوبال سولار بانيلز إنداستري المتخصصة.

وترجح التوقعات أن يصل حجم سوق الألواح الشمسية في الصين وحدها إلى 21.3 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق