التقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةعاجلكهرباء

استمرار أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا.. والوزير الجديد يلجأ إلى 4 دول

أسماء السعداوي

أصبح إيجاد حلول عاجلة لأزمة انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا ضرورة لتبديد ظلام دامس يتضرر منه السكان والاقتصاد منذ سنوات عديدة.

وفي آخر تطور للأزمة، التي بدأت في عام 2007، دفع التدهور الحادّ بأزمة انقطاع الكهرباء في البلاد، السلطات إلى البحث عن دول أجنبية للمساعدة في إيجاد مخرج من المشكلة المستعصية منذ سنوات.

وأعرب وزير الكهرباء الجديد في جنوب أفريقيا كجوسينتشو راموكجوبا عن تطلّعه لحلّ أزمة الكهرباء، عبر التعاون مع دول أخرى، بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "صنداي تايمز" (times)، واطّلعت منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح راموكجوبا -الذي يُعدّ أول وزير يتولى حقيبة الكهرباء في جنوب أفريقيا- أنه أجرى مباحثات مع دول، من بينها الصين وفيتنام وألمانيا، لمعرفة كيفية التغلب على أزمات انقطاع التيار المتكررة.

البحث عن حلول خارجية

كان وزير الكهرباء الجديد كجوسينتشو راموكجوبا قد التقى مطلع الأسبوع الحالي السفير الصيني في بلاده؛ لمناقشة التعاون المشترك لإنهاء عمليات تخفيف الأحمال.

وبحسب الوزير، يشمل التعاون نقل الخبرات الفنية وتدريب الشباب على تركيب وحدات الطاقة الشمسية وتوفير الشبكات الكهربائية المصغرة وإمدادات الكهرباء في حالات الطوارئ.

وأضاف: "نُجري محادثات مع الألمان والأميركيين والبنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية، كما التقينا بالسفير الصيني، ومن المهم أن نعرف مكامن خبرات كل تلك الدول بالقطاع، ومن أين نحصل على أسرع مساعدة".

وفي حواره مع السفير الفيتنامي، قال راموكجوبا، إن جنوب أفريقيا تعاملت مع انقطاع الكهرباء بتركيب ألواح الطاقة الشمسية على الأسطح بطاقة 9 آلاف ميغاواط على مدار 12 شهرًا.

تأتي تصريحات الوزير في الوقت الذي قلّت فيه عمليات تخفيف الأحمال، وتوقفت من الساعة الخامسة صباحًا إلى الرابعة عصرًا يوم الأحد 19 مارس/آذار 2023، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا.. أزمة مستمرة
وزير الكهرباء في جنوب أفريقيا، كجوسينتشو راموكجوبا

المعنيون بأزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا

أوضح الوزير كجوسينتشو راموكجوبا أن حل أزمة الكهرباء أمر مهم للغاية بالنسبة للوزراء المعنيين بالتعامل مع شركة إسكوم، أكبر مرفق خاص بالكهرباء في جنوب أفريقيا.

وبعد أدائه اليمين الدستورية وزيرًا للكهرباء، التقى راموكجوبا بوزير المالية إنوش جودونغوانا، ووزير الشركات العامة برافين غوردهان، ووزير الموارد المعدنية والطاقة غويدي ماناتشي.

وقال وزير الكهرباء، إن الوزراء الـ3 اتفقوا على أن تخفيف الأحمال أمر ملحّ، ويقدّم الموارد الضرورية للتعامل مع الأزمة، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح أن الوزراء الـ3 يحملون مسؤوليات مختلفة، إذ إن وزير الموارد المعدنية والطاقة مسؤول عن توجيه السياسات الخاصة بالمعادن والموارد مع جزء صغير من قطاع الكهرباء، في حين يمثّل وزير الشركات العامة حاملي الأسهم، ويتعامل مع مجلس إسكوم الخاص بأداء الوحدات وتمويلاتها.

وتابع: "بالنسبة لي، أتولى مستوى التنفيذ، إذ أذهب إلى المحطات.. وعلى المستوى التشغيلي، أتأكد من أن الوحدات تعمل بكفاءة، كما أعمل مع الفرق لضمان كفاءة الحلول الهندسية".

كانت شركة إسكوم شهدت -مؤخرًا- تحسنًا في أسطول توليد الكهرباء؛ إذ أعلنت الخميس الماضي أن 6 محطات لتوليد الكهرباء من الفحم حققت عامل توافر الكهرباء بنسبة 70%، والذي تحقَّق لآخر مرة في مايو/أيار 2022.

ورغم أن التقدم ما زال في مراحله الأولى، قالت إسكوم، إن تعافي محطات الكهرباء الـ 6 أبدى مسارًا إيجابيًا، إلّا أن وزير الكهرباء قال، إن أداء المحطات نفسها تراجَع إلى 40% في اليوم التالي.

وأضاف: "حقيقة أن إحدى الشركات تُصدر بيانًا للاحتفال بذلك المستوى من الأداء، دليل على وجود أزمة".

وتابع أن انقطاعات الكهرباء قد تصل إلى مستوى أسوأ مع تزايد الطلب على الكهرباء في فصل الشتاء، كما يمكن أن يسوء وضع الطاقة المتدهور إلى ما هو أبعد من ذلك.

انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا.. أزمة مستمرة
خطوط الكهرباء في جنوب أفريقيا - الصورة من وكالة بلومبرغ

انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا

اضطر الرئيس سيريل رامافوزا إلى إعلان حالة الكارثة الوطنية في فبراير/شباط المنصرم 2023، ضمن إطار حزمة لمواجهة أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا.

وقال الرئيس رامافوزا، إن إعلان حالة الكارثة الوطنية من شأنه أن يسرّع وتيرة مشروعات الطاقة، ويحدّ من الشروط التنظيمية.

على صعيد آخر، تتوقع البلاد إنتاج 9 آلاف ميغاواط من الكهرباء من 100 مشروع لطاقة الكهرباء، كما تسعى الحكومة لاستحداث طرق لخفض الضرائب المفروضة على الألواح على الأسطح، بحسب بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تجدر الإشارة إلى أن أزمة انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا بدأت في عام 2007، ونتج عنها نقص حادّ في توليد الطاقة اللازمة لاحتياجات 60 مليون نسمة، إلى جانب تضرُّر قطاع الصناعة الذي يعاني من ركود اقتصادي مزمن بسبب أزمة جائحة كوفيد -19.

بدأت الأزمة بالتفاقم في عام 2022 المنصرم، حينما استمر انقطاع الكهرباء لعدّة ساعات يوميًا، على مدار 200 يوم خلال العام، كما من المتوقع أن يستمر الأمر على هذا المنوال طوال 2023، إذ بدأت عمليات فصل الأحمال مرحلتها السادسة في يناير/كانون الثاني 2023.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق