سياراتتقارير السياراترئيسية

الاتحاد الأوروبي يمنح سيارات الوقود الأحفوري قبلة الحياة بخطة جديدة

وانفراجة وشيكة في الخلاف مع ألمانيا

محمد عبد السند

تلوح انفراجة وشيكة في الخلاف المزمن الدائر بين ألمانيا والاتحاد الأوروبي بشأن التخلص من سيارات الوقود الأحفوري بعد عام 2035، وهو ما لا ترغب فيه برلين.

ويمهّد قانون من قبل الاتحاد الأوروبي الطريق للتخلي عن محركات الاحتراق الداخلي الجديدة بدءًا من عام 2035، ما يمثّل طعنة نافذة في صدر تلك التكنولوجيا التي ما تزال تعوّل عليها العديد من دول القارة العجوز.

وفي هذا الصدد، استحدثت المفوضية الأوروبية –الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي- خطة تُجيز بيع سيارات الوقود الأحفوري الجديدة التي تعمل فقط بالوقود الاصطناعي (المعروف أيضًا باسم الوقود الكهربائي) المحايد كربونيًا، في مسعى لحلّ الخلاف الدائر مع ألمانيا بشأن تخلّص الاتحاد الأوروبي من سيارات الوقود الأحفوري بدءًا من عام 2035، حسبما أوردت وكالة رويترز.

ويتزايد توجّه قوي لدى عمالقة صناعة السيارات في أوروبا نحو تبنّي السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات، بوصفها الحل الجوهري للتخلص من الانبعاثات الكربونية المُسببة لظاهرة التغيرات المناخية.

وتنص مسودة الخطة المقترحة على تصنيع نوع جديد من نماذج السيارات التي تعمل فقط بالوقود الاصطناعي المحايد كربونيًا في دول الاتحاد الأوروبي.

وسيتعين على تلك السيارات استعمال الوقود الاصطناعي شرطًا لمواصلة استعمالها بعد عام 2035، حسبما ذكرت مسودة الخطة التي اطّلعت عليها وكالة رويترز اليوم الثلاثاء 21 مارس/آذار (2023).

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- نسبة مبيعات السيارات الكهربائية من إجمالي مبيعات السيارات في عام 2021:

الدول الأكثر مبيعًا للسيارات الكهربائية

نظام تحفيز الوقود

سيشتمل هذا على "نظام تحفيز الوقود" الذي من شأنه أن يمنع تشغيل السيارة والبدء في تسييرها، إذا كانت تُدار بأنواع من الوقود غير المحايدة كربونيًا.

ويمكن أن يقدّم المقترح مسارًا لمصنّعي السيارات للاستمرار في تصنيع سيارات الوقود الأحفوري بعد عام 2035، وهو التاريخ الذي من المقرر أن يبدأ فيه سريان قانون من قبل الاتحاد الأوروبي يحظر مبيعات السيارات الجديدة التي يصدر عنها انبعاثات كربونية.

وفي العام المنصرم (2022)، وافقت دول الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي على القانون، في أعقاب مفاوضات ماراثونية استمرت لشهور.

بيد أن وزارة النقل الألمانية فاجأت بلدانًا أخرى في شهر مارس/آذار (2023) بالاعتراض على القانون المذكور في اللحظات الأخيرة، أي قبل أيام من التصويت النهائي على القانون، والذي كان سيدخل الأخير بموجبه حيز التنفيذ.

وتطالب وزارة النقل الألمانية الاتحاد الأوروبي بالسماح ببيع السيارات الجديدة التي تعمل بالوقود الاصطناعي بعد عام 2035.

التخلص من سيارات الوقود الأحفوري

رفض ناطق رسمي باسم المفوضية الأوروبية التعليق على مسودة المقترح المذكور، غير أنه أشار إلى تصريحات أطلقها منسّق سياسة المناخ في الاتحاد الأوروبي فرانس تيمرمانز، خلال الأسبوع الماضي، والتي ذكر فيها أن أيّ حلول يتعين أن تتطابق مع قانون التخلص التدريجي لسيارات الوقود الأحفوري بحلول عام 2035، والذي توصلت إليه الأطراف المعنية في العام الفائت (2022).

وقال الناطق باسم المفوضية الأوروبية: "المباحثات دائرة –الآن- بين المفوضية الأوروبية والسلطات الألمانية".

وخلال يوم الإثنين الموافق 20 مارس/آذار (2023)، ذكر مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن أيّ مقترحات بشأن تسجيل سيارات الوقود الاصطناعي ستصدر فقط بعد إقرار قانون التخلص التدريجي من سيارات الوقود الأحفوري، في تصريحات أدلى بها لوكالة رويترز.

كانت نتائج دراسة، نُشرت اليوم الثلاثاء 21 مارس/آذار (2023) من قبل معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، قد خلصت إلى أن جميع مشروعات الوقود الاصطناعي المخطط لها عالميًا، ستُنتج كميات من الوقود تكفي لتغطية ما نسبته 10% من الطلب على استعمال الوقود الاصطناعي في ألمانيا، المُستعمَل في الطيران والشحن والمواد الكيميائية خلال السنوات القليلة المقبلة.

وقالت وزارة النقل الألمانية، أمس الإثنين 20 مارس/آذار (2023)، إن المباحثات الجارية مع المفوضية الأوروبية بشأن التخلص المخطط لسيارات الوقود الأحفوري الجديدة بدءًا من عام 2035 تمضي على قدم وساق، بيد أنها لا تدري -تحديدًا- موعد التوصل إلى اتفاقية في هذا الخصوص.

سيارات الوقود الأحفوري
سيارة كهربائية في أثناء عملية الشحن –الصورة من singularityhub

وترتكز آلية تصنيع الوقود الاصطناعي، مثل الكيروسين الاصطناعي أو الميثان الاصطناعي أو الميثانول الاصطناعي، -أساسًا- على تجميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المحتجز، والهيدروجين المُنتج باستعمال كهرباء متجددة خالية من ثاني أكسيد الكربون.

ولطالما طالبت ألمانيا وإيطاليا الاتحاد الأوروبي بمنحهما تأكيدات واضحة على أن مبيعات سيارات الوقود الأحفوري الجديدة يمكن أن تستمر إلى ما بعد عام 2035، إذا كانت تعمل بوقود محايد كربونيًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق