التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيسلايدر الرئيسيةعاجل

عواقب تغير المناخ تتجه للأسوأ.. تقرير أممي يطلق الإنذار الأخير

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

أطلق العلماء تحذيرًا أخيرًا بشأن أزمة تغير المناخ، مع وصول الاحتباس الحراري إلى مرحلة تحتاج إلى التحرك العاجل والإجراءات الجذرية، لتجنّب الأضرار الجسيمة قبل فوات الأوان.

وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقرير صادر اليوم الإثنين (20 مارس/آذار 2023)، إن الحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية يتطلب خفضًا عميقًا وسريعًا ومستدامًا لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في جميع القطاعات.

وأوضح الفصل الختامي من التقرير السادس الصادر عن الهيئة ضرورة خفض انبعاثات الاحتباس الحراري بمقدار النصف تقريبًا بحلول عام 2030، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

خسائر وأضرار كبيرة

سلّط التقرير الأممي الضوء على الخسائر والأضرار التي يشهدها العالم حاليًا جراء تغير المناخ، وستتواصل في المستقبل، مطالبًا بتحقيق العدالة عبر حماية المجتمعات الأكثر ضررًا، والذين أسهموا -في الغالب- بقدر أقلّ في زيادة الاحتباس الحراري.

ويعيش ما يقرب من نصف سكان العالم في مناطق معرّضة بشدة لتغير المناخ؛ ففي العقد الماضي، كانت الوفيات الناجمة عن الفيضانات والجفاف والعواصف أعلى بمقدار 15 مرة بالمناطق المعرّضة بشدة لهذا الخطر.

وأدى الطقس المتطرف إلى زيادة الوفيات بسبب موجات الحر الشديدة في جميع المناطق وخسارة ملايين الأرواح والمنازل جراء حالات الجفاف والفيضانات، فضلًا عن الأضرار الواقعة على النظم البيئية.

كما أشار التقرير إلى أن الظروف المناخية المتطرفة تؤدي بوتيرة متزايد إلى نزوح الأشخاص في مناطق من أفريقيا وآسيا والأميركتين.

ومن المتوقع أن تزداد كل هذه التأثيرات بسرعة، مع فشل العالم في عكس اتجاه 200 عام من ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، على الرغم من أكثر من 30 عامًا من تحذيرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التي نشرت تقريرها الأول عام 1990.

ومن المتوقع أن يتفاقم انعدام الأمن الغذائي والمائي الناجم عن تغير المناخ مع زيادة الاحترار العالمي، وقد تتزايد المخاطر وتصبح أكثر صعوبة إذا رافقتها أحداث سلبية أخرى، مثل الأوبئة أو النزاعات.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تداعيات تغير المناخ، وكيف يمكن تجنّب أسوأ العواقب:

تغير المناخ - تغيّر المناخ - التأثير البشري

فوائد كبيرة للتحرك السريع

أكد التقرير أن توحيد جهود العمل المناخي الفاعل والعادل لن يقلل فقط من الخسائر والأضرار، بل سيوفر -أيضًا- فوائد واسعة النطاق للطبيعة والإنسان.

كما أشار للحاجة الملحّة إلى اتخاذ إجراءات أكثر طموحًا، موضحًا أن العالم أمامه فرصة أخيرة لتأمين مستقبل مستدام للجميع.

وأوضحت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن هناك خيارات متعددة ومجدية وفاعلة للحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتكيّف مع آثار تغير المناخ الذي يسبّبه الإنسان.

ودعا التقرير إلى ضرورة تعزيز التقنيات النظيفة وكهربة قطاع النقل وغيرها من التنمية الاقتصادية المقاومة لتغير المناخ، قبل أن تزداد الأمور صعوبة مع تزايد الاحتباس الحراري.

وبحسب التقرير، فإن الفوائد الاقتصادية لصحّة الإنسان عبر تحسينات جودة الهواء وحدها ستعادل تقريبًا -أو ربما أكبر من- تكاليف تقليل أو تجنّب الانبعاثات.

إجراءات عاجلة

حذّر التقرير من أن سرعة وحجم ما أنجزه العالم حتى الآن والخطط الحالية لخفض الانبعاثات غير كافية لمعالجة تغير المناخ؛ ما أدّى إلى المزيد من الأحداث المناخية القاسية والمتكررة التي تسببت في زيادة الخطورة على حياة الإنسان والنظم البيئية بجميع أنحاء العالم.

تركيب ألواح شمسية
تركيب ألواح شمسية - الصورة من موقع صندوق النقد الدولي

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الحكومات إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحدّ من الانبعاثات من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة والتقنيات منخفضة الكربون.

وقال، إن الدول الغنية يجب أن تحاول الوصول إلى صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أقرب وقت ممكن من عام 2040، بدلًا من انتظار الموعد النهائي لعام 2050، الذي حددته معظم الدول.

ووجدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن درجات الحرارة حالية أعلى من مستويات ما قبل الثورة الصناعية بنحو 1.1 درجة مئوية.

وفي حالة نجاح العالم بجعل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تصل إلى ذروتها في أسرع وقت ممكن خلال السنوات التالية، سيكون من الممكن تجنّب أسوأ الأضرار التي قد تتبع ارتفاع الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية.

ودعا التقرير الأممي إلى أن زيادة التمويل والاستثمارات الخضراء أمر ضروري لتحقيق أهداف المناخ، مشيرًا إلى ضرورة إزالة الحواجز التي تعوق التنمية المستدامة.

وأكد التقرير قدرة الحكومات على تقليص الحواجز التي تحول دون خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، من خلال التمويل العام وإزالة العقبات أمام المستثمرين.

كما سلّط الضوء على التغييرات في قطاع الغذاء والكهرباء والنقل والصناعة بصفتها سبلًا مهمة لخفض الانبعاثات، بالإضافة إلى تعزيز اعتماد أنماط الحياة منخفضة الكربون، التي من شأنها تحسين الصحة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق