أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

هل تتأثر أسواق النفط العالمية بسوء البيانات؟ أنس الحجي يجيب (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن سوء البيانات في أسواق النفط أصبح مشكلة تؤرق الكثيرين، لأنها تترك آثارًا سلبية كبيرة.

وأوضح الحجي، في حلقة من برنامجه "أنسيات الطاقة"، قدّمها في موقع تويتر، بعنوان "أسباب تدهور نوعية البيانات في أسواق النفط وآثاره في دول الخليج"، أن هذه الظاهرة كانت دائمًا موجودة، ولكن مؤخرًا قام الباحثون والسياسيون بالتلاعب بهذا الأمر بعدّة طرق مختلفة.

وأضاف: "إذا كان شخص ما طالب دكتوراه أو باحث، ولديه لجنة، فيستطيع أن يتلافى الأسئلة المتعلقة بأوضاع أسواق النفط، من خلال القول، إن هذه البيانات خارج نطاق الاتحاد السوفييتي والعالم الشيوعي، وهو ما يمكّنه من التخلص من كل مشكلات البيانات التي يمكن أن تظهر.

بيانات أوبك وأسواق النفط

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن السياسيين والباحثين تلافوا مشكلة البيانات من خلال عزل الاتحاد السوفييتي السابق والعالم الشيوعي عن بقية أسواق النفط، وهو ما يؤدي إلى الافتراض بأن بقية المعلومات صحيحة، والجزء المتبقي مخفي تمامًا بسبب الشك في هذه المعلومات.

أسواق النفط
شعار منظمة أوبك أعلى مقرّها الرسمي - الصورة من رويترز

وأضاف: "دائمًا ما كانت هناك مشكلات تتعلق بالبيانات، ولكن منذ عام 2017 بدأت هذه البيانات تسوء بشكل كبير، ومن ضمن المشكلات الكبيرة التي واجهها العالم، أنه حتى دول أوبك لم يكن أحد يعلم حجم إنتاجها من النفط".

وتابع: "حتى منظمة أوبك اليوم، في صفحة واحدة تعطي نوعين من البيانات بشأن إنتاج دولها -فهي تصدر تقريرًا شهريًا مجانيًا منذ عدّة سنوات، وكان في السابق مقابل مبلغ مالي- ولكن حتى دول المنظمة نفسها لا تعرف إنتاجها على وجه التحديد".

ولفت إلى أن هذه الأسباب تدفع أوبك إلى إعلان جدولين للإنتاج بشكل شهري، الأول يأتي من حكومات الدول الأعضاء في المنظمة، التي ترسله لتحدد حجم إنتاجها، بينما الجدول الثاني يأتي من الشركات المراقبة الدولية، التي تمنح بيانات بناء على مراقبة من خلال الأقمار الصناعية وحركة السفن والمعاملات الجمركية.

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن المعلومات القادمة من المصدرين قد لا تتفق في كثير من الأحيان، ولكن في حالة وجود فروق كبيرة أو تلاعب في المعلومات، فإن هذه الأمور تظهر من خلال مقارنة البيانات القادمة من الحكومات أو من شركات المراقبة، لأن أوبك الآن تنشر المعلومات.

في السابق، وفق الحجي، كانت منظمة أوبك تكتفي بنشر معلومات شركات المراقبة، ولم تكن تنشر المعلومات التي ترسلها الحكومات، ولكن المقصود هنا أن المعلومات التي تقدّمها الحكومات في بياناتها تختلف عن المعلومات التي تقدّمها أسواق النفط.

أسباب سوء البيانات

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء سوء المعلومات والبيانات في أسواق النفط، ولكن منذ عام 2017 كان السبب الرئيس لسوء هذه البيانات له أسباب تاريخية.

وأضاف الحجي أنه -تاريخيًا- قبل نحو 130 عامًا تقريبًا، ومع تطور صناعة النفط الأميركية، قامت الولايات -وليست الحكومة الفيدرالية- بتقسيم صناعة النفط إلى 3 أجزاء، الأول هو النفط السائل المعروف، والثاني هو الغاز، والثالث هو السوائل الغازية، أي السوائل التي لا تُصنَّف على أنها نفط، وتأتي من آبار الغاز.

وأوضح أن هذه الأقسام الـ3، بني عليها النظام الضريبي تاريخيًا، وبعد مرور نحو 70-80 عامًا تقريبًا، عندما فكرت الحكومة الفيدرالية في إنشاء وزارة الطاقة وإدارة معلومات الطاقة الأميركية، تواصلت مع الولايات للاكتساب من خبراتها، ومعرفة أوضاع أسواق النفط.

ويشير الرسم البياني التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، إلى حجم إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة حتى نهاية عام 2022:

إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن الولايات منحت الحكومة الفيدرالية ما لديها من معلومات وتقسيمات، ومن ثم فإن وزارة الطاقة وإدارة معلومات الطاقة الأميركية تبنّت طريقة التقسيم التي تبنّتها ولايات مثل تكساس وأوكلاهوما ولويزيانا.

وتابع: "ما حدث منذ عام 2010 مع ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة، أن آبار النفط الصخري جاءت بكميات ضخمة من الغاز والسوائل الغازية، والتعريف التقليدي لديهم كان يقول، إن السوائل الغازية التي تحتلّ قسمًا بمفردها في النظام الضريبي تأتي من آبار الغاز، فاحتاروا أين يصنّفونها، فاجتهد بعضهم في ذلك الوقت، وأضافوها إلى النفط".

السوائل الغازية والنفط

أسواق النفط
أحد حقول النفط الصخري بولاية أوكلاهوما الأميركية

أشار مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي إلى أن الهيئة المتخصصة الوحيدة في العالم التي تضيف السوائل الغازية إلى النفط هي إدارة معلومات الطاقة الأميركية، بينما بقية الصناعة حول العالم لا تفعل ذلك، وهو ما تسبَّب لاحقًا في كثير من المشكلات.

وأردف: "من ضمن المشكلات التي سبَّبها هذا التصنيف -وهي قصة حقيقية- أنه في عام 2017، عند وضع التوقعات الخاصة بإنتاج النفط الصخري، وكان هناك اهتمام كبير من جانب أوبك والمملكة العربية السعودية، كانت التوقعات أن يزيد الإنتاج بمقدار 850 ألف برميل يوميًا، ولكن بيانات إدارة معلومات الطاقة قالت، إن الزيادة 1.4 مليون برميل يوميًا".

وبحسب الحجي، فإن هذه الأرقام أثارت انزعاجًا لدى أوبك والسعودية؛ بسبب الفارق الكبير بين التوقعات والإنتاج المعلَن، والذي بلغ نحو 550 ألف برميل يوميًا، إلّا أن التوقع كان صحيحًا، إذ إن رقم 850 ألف برميل يوميًا كان نفطًا حقيقيًا بالمعنى المعروف، بينما الفارق كان سوائل غازية ومكثفات.

وبالطبع، وفق الحجي، فإن وسائل الإعلام ستتلقف ما تعلنه إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إذ تناولوا حينها القفزة العملاقة في إنتاج النفط الأميركي التي وصفوها بـ"الانفجار الضخم"، وتسببت بهزّة كبيرة في أسواق النفط، ولكن الحقيقة كانت أن جزءًا من هذه البيانات لا يغطي النفط على الإطلاق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق