رئيسيةأخبار منوعةعاجلمنوعات

تدشين أول محطة لمعالجة البورون في تركيا.. أكبر احتياطي عالميًا (صور)

هبة مصطفى

افتتح الرئيس رجب طيب أردوغان أول محطة لمعالجة البورون في تركيا، اليوم الأحد 19 مارس/آذار، لتكون بوابة عبور يمكن لأنقرة من خلالها التوسع في صادرات المعدن بمستويات قياسية، ومواصلة مسار الاستفادة من موارد المعادن الأرضية النادرة والاحتياطيات الهائلة منها.

وقال، إن بلاده بصدد الاستفادة من احتياطات المعادن -التي اكتُشِفَت بمنطقة "إسكي شهير"- المقدّرة بنحو 694 مليون طن، حسبما نقلت عنه صحف محلية.

وكشف ملامح رؤية بلاده لتطوير هذا القطاع، لافتًا إلى استعدادات لإنشاء محطة إضافية بمعالجة المعادن أيضًا في ولاية كوتاهيا، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

محطة معالجة البورون

أوضح الرئيس رجب طيب أردوغان أن أول محطة لمعالجة البورون في تركيا من شأنها معالجة 1200 طن سنويًا، وتأتي في إطار الاتجاه إلى الاستفادة من موارد البلاد، بدءًا من المواد الخام حتى يصل المنتج إلى صورته النهائية.

وتعدّ محطة "باندرما" -الواقعة في مدينة باليكيسير شمال غرب البلاد- واحدة من ضمن المحطات المعدودة في العالم بهذا المجال، وتصل تكلفتها الاستثمارية إلى 80 مليون دولار.

أول محطة لمعالجة البورون في تركيا
منشأة معالجة البورون التركية - الصورة من صفحة Erdogan Dijital Medya على تويتر

وتوقّع أردوغان أن تنتج المحطة ما يقرب من 1000 طن سنويًا من كربيد البورون، وستوفر وظائف لما يقرب من 279 شخصًا، حسبما نقلت عنه صحيفة ديلي صباح التركية (Daily Sabah).

وقال، إن أهمية أول محطة لمعالجة البورون في تركيا لا تتمثل في معالجة المعدن فقط، وإنما في إضافة دعم إستراتيجي للبلاد بالقدرة على تحويل المعادن الأرضية النادرة المكتشفة في منطقة "إسكي شهير" إلى معادن جالبة للربح.

ولم يقف الطموح التركي عند محطة باندرما، إذ كشف أردوغان أن الخبرة التي سيكتسبها قطاع المعادن خلال معالجة وإنتاج كربيد البورون تدفع البلاد نحو إنشاء محطة جديدة في ولاية كوتاهيا، بطاقة إنتاجية تصل إلى 5 آلاف طن.

استثمارات المعدن

لم تكن أول محطة لمعالجة البورون في تركيا بداية عهد أنقرة بتطوير هذا المعدن، لا سيما أنها تضم احتياطيات منه تُقدَّر بنحو 73% من احتياطيات العالم.

وتُشكّل شركة "إتي مادن" المملوكة للدولة عنصرًا مهمًا خلال رحلة تطوير البورون في تركيا، إذ إنها تستخرج المعدن ومشتقاته، وبلغت عائدات مبيعاتها منه في العام الماضي (2022) 1.3 مليار دولار، بحسب بيانات وزارة الطاقة والموارد الطبيعية.

أول محطة لمعالجة البورون في تركيا
مشهد خارجي لمرافق المنشأة - الصورة من صفحة Erdogan Dijital Medya في تويتر

وأوضح وزير الطاقة والموارد فاتح دونماز أن أول محطة لمعالجة البورون في تركيا ستحوّل البلاد من مستورد للمعدن إلى مُصدّر، بالنظر إلى أنها سجلت أرقامًا قياسية في صادراته خلال عامين، لا سيما في ظل الطلب الضخم عليه بحجم استهلاك عالمي يصل إلى 4 مليون طن.

وأضاف أن بلاده تصدّر معدن البورون إلى الصين في الآونة الحالية بما يعادل ثلث مبيعات أنقرة، مشيرًا إلى أنه بجانب محطة باندرما، فإن محطة كوتاهيا بدأت أعمال البناء، ويُتوقع دخولها حيز التشغيل في غضون 3 سنوات.

وبالإضافة إلى ذلك، تستعد تركيا إلى إطلاق محطة تجريبية لمعالجة المعادن الأرضية النادرة بحلول شهر أبريل/نيسان المقبل، في منطقة الاستكشاف "إسكي شهير" التي تضم ثاني أكبر حقول المعادن النادرة في العالم.

طبيعة البورون واستخداماته

يعد البورون النقي في صورته المتبلورة ذي اللون الأسود اللامع بمثابة "شبه موصل"، إذ يوصل الكهرباء في حالات درجات الحرارة المرتفعة، ويقوم بدور "العازل" حال انخفاض درجات الحرارة.

وعُزل البورون للمرة الأولى عام 1808 عبر تسخينه اعتمادًا على معدن البوتاسيوم، لكن أول صورة نقية منه أُنتجت عام 1909.

وللمعدن استخدامات عدة، من بينها: تنقية سبائك الحديد، وسبائك الذهب والفضة، وفي الصناعات المعدنية غير المرتبطة بالحديد مثل سبائك النحاس، وصناعة أشباه الموصلات، والاستخدامات الزراعية، وفق تعريف أورده موقع بريتانيكا (Britannica).

وتاريخيًا، كان صائغو الذهب العرب أول من استخدموا الـ"بوراكس" -أحد مركبات عنصر البورون- في تنقية الذهب والفضة، في القرن الثامن.

ورغم أن استخدامات معدن البورون محدودة نسبيًا، إلا أن له أهمية قصوى في صناعة الصلب، ويشكل اتحاده بالحديد وسيلة للتخلص من الكربون والملوثات الأخرى فتقدم كميات ضئيلة للغاية منه (لا تزيد عن أجزاء بسيطة من المليون) صلابة إلى الحديد بمعدل 4 أضعاف.

وبخلاف الاستخدامات السابق ذكرها، يشكل المعدن أهمية كبرى لقطاعات الطاقة؛ إذ دخل معدن البورون في تصنيع قضبان التحكم في المفاعلات النووية لدى بدء تصنيعها، وكان له دور تاريخي في احتواء كارثة مفاعل تشرنوبل عام 1986 بعدما ألقي 40 طنًا من مركباته للتحكم في إطلاق بعض العناصر المشعة.

وعقب ذلك، وجد المعدن مجالًا له في تصنيع هياكل السيارات وقضبان السلامة، كما دخل في صناعة السيارات الكهربائية مؤخرًا، بحسب ما ورد في موقع ثوت كو(Thought Co) .

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق