تراجع إنتاج الطاقة النووية في تايوان يدفعها باتجاه الغاز المسال
هبة مصطفى
شهد إنتاج الطاقة النووية في تايوان تراجعًا خلال السنوات الماضية، ما أوقع البلاد في حيرة من أمرها لضمان الحصول على إمدادات كهرباء، لتلبية الطلب في أعقاب ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري.
وشنّت رئيسة تايوان، تساي إنغ وين، هجومًا على المفاعلات النووية في البلاد منذ تولي منصبها عام 2016، تحت مظلة مكافحة الأسلحة النووية، بحسب ما نشرته بلومبرغ اليوم الجمعة 17 مارس/آذار (2023).
يأتي هذا في حين انعكست أزمة الطاقة التي ضربت الأسواق الأوروبية بصورة خاصة -العام الماضي (2022)- على الدول الآسيوية، ومن ضمنها تايوان التي يبدو أنها ستصب اهتمامها على الغاز المسال مصدرًا للطاقة خلال الآونة المقبلة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
شحنات الغاز المسال
لم يكن أمام تايوان مفر سوى تعزيز شحنات الغاز المسال، في ظل أزمة الطاقة والحاجة إلى البحث عن مصادر بديلة يمكنها تلبية الطلب المحلي.
ومؤخرًا، توسعت شركة "سي بي سي" مزود الغاز لمرفق الكهرباء في البلاد، إذ اشترت -عبر مناقصة طُرحت الأسبوع الجاري- ما يقارب 10 شحنات من الغاز المسال، للتسليم خلال المدة من مايو/أيار (2023) حتى مارس/آذار من عام 2024.
وتأتي الشحنات الـ10 في إطار الاتجاه إلى تأمين تدفقات الغاز حتى العام المقبل (2024)، لمواجهة انخفاض إنتاج الطاقة النووية في تايوان، في ظل إستراتيجية تتبناها الحكومة لتوفير تدفقات الغاز المسال بكثرة.
وتعتزم شركة "سي بي سي" تعزيز خططها لشراء موارد الطاقة بمرونة تُتيح لها تلبية الطلب وفق متغيرات الأسواق.
ويبدو أن اهتمام رئيسة البلاد تساي إنغ وين بوقف عمل مفاعلات الطاقة النووية في تايوان خلال مرحلة ما بعد عام 2016 قد انعكس سلبًا على موارد إنتاج الكهرباء.
حصار مرافق الطاقة النووية في تايوان
لم تكن الحملة الرافضة لاستمرار عمل مفاعلات الطاقة النووية في تايوان مجرد اتجاه رئاسي حين إعلان نتائج الانتخابات عام 2016 فقط، لكن يرجح أنه نهج متواصل حتى وقت قريب.
وشهدت الأيام القليلة الماضية إغلاق الوحدة الثانية في محطة "كوشينغ" النووية، في حين تخطط البلاد لإغلاق مفاعلين في محطة "مانشان" خلال العامين المقبلين، ما دفع الدولة الآسيوية إلى تعزيز شراء الغاز المسال، بحثًا عن مصادر بديلة لتوليد الكهرباء.
ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصة مصادر الطاقة التي اعتمدت عليها تايوان خلال عام 2021، بحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي:
ولم تكن تايوان الدولة الوحيدة في قارة آسيا التي عززت شراء الوقود الأحفوري خلال العام المنصرم منذ اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير/شباط 2022 حتى الآن، إذ سبقتها الصين والهند اللتان ركزتا على الشحنات الروسية لانخفاض أسعارها.
وتُعد تايوان ضمن الدول الأشد تأثرًا بالأحداث الجيوسياسية، وتدفع مواردها المحدودة نحو تعرضها لتقلبات السوق بصورة أوسع نطاقًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث منصة الطاقة المتخصصة في وقت سابق.
وتعتمد تايبيه على واردات النفط والغاز بنسبة تصل إلى 98%، نظرًا إلى محدودية مواردها غير الكافية لتلبية الطلب، إذ امتلكت احتياطيات مؤكدة حتى نهاية عام 2021 بما يقدر بنحو 2.38 مليون برميل.
اقرأ أيضًا..
- تفاؤل حذر بشأن توقعات الطلب على النفط عالميًا في 2023 (تقرير)
- أرامكو ثاني العلامات التجارية الأكثر قيمة بقطاع النفط والغاز.. وشل في المقدمة (تقرير)
- هبوط حاد في حجم اكتشافات النفط والغاز عالميًا (تقرير)
- إنتاج الهيدروجين الأخضر من مياه البحر.. تقنية جديدة تبشّر بمصدر لا ينضب (تقرير)