التعدين في أعماق البحار.. وجهة الصين الجديدة في سباق الصناعة
نوار صبح
تكثّف الصين جهودها لبحث وتطوير تقنيات التعدين ومعداته في أعماق البحار، بهدف تلبية احتياجات البلاد المتنامية ومواكبة الدول الغربية في هذا المضمار الحيوي.
وقال نائب مدير مركز الصين للبحوث العلمية للسفن في مدينة ووشي بمقاطعة جيانغسو الصينية، يي كونغ: "أصبح التعدين في أعماق البحار مجالًا جديدًا للمنافسة الدولية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والموارد والصناعات"، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار يي كونغ إلى "وجود الكثير من العُقَيْدات متعددة الفلزات في قاع المحيط التي تحتوي على تركيزات عالية من النيكل والنحاس والمنغنيز والكوبالت الضرورية لصناعة الطاقة المتجددة"، بحسب ما نشره موقع ماينينغ (MINING) في 14 مارس/آذار الجاري.
وأفادت صحيفة تشاينا ديلي الحكومية الصينية -الصادرة باللغة الإنجليزية-، بأن الصين متخلفة عن الغرب من حيث البحث والتكنولوجيا والأجهزة الخاصة بالتعدين في أعماق البحار، التي تسميها "حدودًا جديدة للمنافسة الدولية".
وأضاف يي كونغ أن "استخراج النيكل والنحاس والكوبالت والمنغنيز من أعماق البحار سيساعدنا على تقليل الاعتماد الكبير على الموردين الأجانب".
ويُعدّ يي كونغ عضوًا في اللجنة الوطنية الـ14 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني -وهي هيئة صياغة السياسات- الذي انعقد الأسبوع الماضي.
وذكرت صحيفة تشاينا ديلي أن شركة بناء السفن الحكومية تشتهر بغواصاتها في أعماق البحار مثل: جياولونغ وشينهاي يونغشي.
استثناء التعدين من لوائح تقييم الأثر البيئي
وافقت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، على أول معاهدة بشأن أعالي البحار بعد أكثر من عقد من المفاوضات من قبل الدول الأعضاء. وتهدف المعاهدة إلى تخصيص نحو 30% من المياه الدولية في العالم للحفاظ عليها وتوفير قواعد لاستغلالها.
ويشير موقع أخبار تغير المناخ، التابع للأمم المتحدة، إلى أن التعدين في أعماق البحار مستثنى من لوائح تقييم الأثر البيئي (إي آي إيه) الصادرة بموجب معاهدة الأمم المتحدة، التي ستظل من اختصاص الهيئة الدولية لقاع البحار (آي إس إيه).
على صعيد آخر، تعمل الهيئة الدولية لقاع البحار على وضع إطار عمل للتعدين في أعماق البحار منذ عام 2014، ومن المقرر صدور قانون التعدين المعتمد في غضون أشهر، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح موقع أخبار تغير المناخ أن الهيئة الدولية لقاع البحار سرّعت وتيرة المفاوضات، بعد أن أثارت دولة جزيرة ناورو "شرطًا غامضًا يفرض الموافقة بحلول يوليو/تموز 2023"، بحسب ما نشره موقع ماينينغ (MINING) في 14 مارس/آذار الجاري.
وأضاف موقع أخبار تغير المناخ أنه إذا فوّتت الوكالة الموعد النهائي، "يمكن للشركات تقديم طلب لبدء التعدين على نطاق واسع، حتى دون أي قوانين".
علاوة على ذلك، تم العثور على العُقَيْدات متعددة الفلزات في مكامن السهول السحيقة على عمق نحو 3500 إلى 6 آلاف متر تحت سطح البحر.
وتتوقع هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن نحو 35-45% من الطلب على المعادن المهمة سيأتي من مناجم أعماق المحيطات بحلول عام 2065.
اقرأ أيضًا..
- واردات الغاز المسال العالمية تسجل رقمًا قياسيًا في فبراير
- أنس الحجي: أسعار النفط تنهار بسبب "سيليكون فالي".. وهذا المتوقع من أوبك+
- قفزة مرتقبة لصادرات الغاز المسال الجزائري بدعم من ميناء سكيكدة (صور)
