التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

إيرادات صادرات الغاز الجزائري إلى أوروبا في 2022 تقفز 82%.. وانتعاشة جديدة متوقعة

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • قيمة صادرات الغاز الجزائري إلى أوروبا تقفز إلى 20 مليار دولار
  • ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي أسهمت في زيادة إيرادات الصادرات الجزائرية
  • ارتفاع إيرادات صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا رغم انخفاض الكمية المصدَّرة
  • الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي يشهد انخفاضًا تاريخيًا في 2022

سجّلت إيرادات صادرات الغاز الجزائري في 2022 إلى دول الاتحاد الأوروبي قفزة كبيرة بنحو 82%، إذ أسهمت الأزمة الروسية الأوكرانية واشتعال أسعار الطاقة في استفادة خزانة البلاد من التصدير إلى السوق الأوروبية.

وبحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة، من تقرير حديث لوكالة الطاقة الدولية، فقد ارتفعت إيرادات الجزائر من صادرات الغاز لدول الاتحاد الأوروبي إلى 20 مليار دولار خلال العام الماضي، مقابل 11 مليار دولار في 2021.

ويشار إلى أن فاتورة واردات أوروبا من الغاز الطبيعي، خلال العام الماضي (2022)، قفزت إلى 390 مليار دولار، لتكون أكثر 3 مرات من المستوى المسجل في عام 2021 الذي بلغت فيه 120 مليار دولار.

واقتنصت إيرادات صادرات الغاز الجزائري حصة 5% من إجمالي فاتورة واردات أوروبا، ولكن رغم ارتفاع القيمة -جراء زيادة أسعار الغاز- تعد النسبة متراجعة عن عام 2021 والبالغة 9%، في حين من المتوقع تحقيق انتعاشة في العام الجاري، وفق وحدة أبحاث الطاقة.

أوروبا تستقبل كل شحنات الجزائر

استقبلت الأسواق الأوروبية كل شحنات الغاز المسال التي صدرتها الجزائر في 2022، إذ برزت البلاد بصفتها بديلًا موثوقًا لدول القارة العجوز التي بحثت عن بديل للغاز الروسي.

ويوضح تقرير صدر مؤخرًا لمنظمة أقطار الدول العربية المصدرة للبترول (أوابك)، أن كمية صادرات الغاز المسال من الجزائر تراجعت إلى 10.2 مليون طن (13.87 مليار متر مكعب)، مقابل 11.48 مليون طن (15.61 مليار متر مكعب) في عام 2021.

وأرجع التقرير ذلك إلى أن الدولة قد عززت صادراتها عبر خطوط الأنابيب إلى إيطاليا عبر خط "ترانسميد"، لتسجل رقمًا قياسيًا بلغ 23.5 مليار متر مكعب في 2022، بزيادة 20% على أساس سنوي.

وفي المقابل، تؤكد البيانات الحكومية أن كمية صادرات الغاز الجزائري ارتفعت إلى 56 مليار متر مكعب خلال 2022، مقابل 54 مليار متر مكعب في عام 2021.

وتعمل الجزائر من خلال رصد استثمارات ضخمة على زيادة احتياطيات وإنتاج البلاد من النفط والغاز، للسعي نحو اقتناص فرص تصديرية جديدة والاستفادة من زيادة الطلب على الغاز الطبيعي كونه وقودًا انتقاليًا، والبحث الأوروبي عن بديل للوقود القادم من موسكو.

ويرصد الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- طموح الجزائر لاقتناص فرص تصديرية جديدة:

احتياطيات الجزائر من الغاز تدفعها لاقتناص فرص تصديرية

ويشار إلى أن احتياطيات الجزائر من الغاز الطبيعي قد استقرت عند 159.05 تريليون قدم مكعبة (4.5 تريليون متر مكعب) بنهاية العام الماضي (2022).

وتعتزم شركة سوناطراك الحكومية الجزائرية ضخ أكثر من 30 مليار دولار في استكشاف حقول جديدة وزيادة الإنتاج، كما خصصت 7 مليارات دولار لمشروعات التكرير والبتروكيماويات وإسالة الغاز، لدعم زيادة صادرات الغاز الجزائري إلى السوق الخارجية.

الطلب الأوروبي يسجل انخفاضًا قياسيًا

رغم ارتفاع قيمة فاتورة استيراد أوروبا من الغاز الطبيعي قرب 400 مليار دولار خلال العام الماضي (2022)، واستفادة صادرات الغاز الجزائري من ذلك بسبب قفزة الأسعار، فإن الطلب على ذلك الوقود الأحفوري في دول الاتحاد انخفض بمقدار 55 مليار متر مكعب أو بنسبة 13%، ليسجل أكبر تراجع تاريخي له.

وأرجعت وكالة الطاقة الدولية الانخفاض القياسي في الطلب على الغاز بدول الاتحاد الأوروبي إلى الإضافات القياسية للطاقة الشمسية والرياح، وكذلك الأسعار المرتفعة التي أدت إلى خفض الطلب خصوصًا في قطاعات الصناعة كثيفة استهلاك الغاز.

ويرصد الرسم التالي استهلاك الغاز الطبيعي في أوروبا بين عامي 1965 و2022:

الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا

كما قدمت القرارات الحكومية دورًا في خفض الطلب على الغاز، مثل تقديم الدعم والمنح والقروض للطاقة المتجددة وإعادة تأهيل المباني، لتكون أكثر كفاءة للطاقة وتركيب المضخات الحرارية، مع تشجيع الأفراد على تغيير السلوك.

وشهد العام الماضي (2022) تركيب سعة قياسية بنحو 50 غيغاواط من الطاقة الشمسية والرياح في الاتحاد الأوروبي، ما أسهم في توفير نحو 11 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.

وفي السياق نفسه، تراجع استهلاك قطاع المباني، الذي يضم المنازل والأماكن العامة والتجارية، من الغاز الطبيعي بمقدار 28 مليار متر مكعب مقارنة بعام 2021، بنسبة هبوط قدرها 20%.

كما دفعت الأسعار المرتفعة إلى تحسين كفاءة الطاقة للمباني ومنها تركيب المضخات الحرارية وإدخال بعض التعديلات واستبدال الغلايات، ما قلل الطلب على الغاز الطبيعي بنحو 3.5 مليار متر مكعب.

وقلّص القطاع الصناعي استهلاك الغاز الطبيعي بمقدار 25 مليار متر مكعب خلال العام الماضي، مع خفض الإنتاج، وسط ارتفاع الأسعار والتباطؤ الاقتصادي.

وإجمالًا، تراجع الطلب على الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي (2022) بنسبة 3%، وهو ما يعني توفير نحو 14 مليار متر مكعب من الطلب على الغاز.

ماذا عن صادرات روسيا إلى أوروبا؟

صادرات الغاز الجزائري تسجل رقم قياسي خلال 2022
ناقلة غاز مسال- أرشيفية

تظهر وكالة الطاقة الدولية، أن حصة روسيا من إجمالي الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا تراجعت إلى أقل من 10% بنهاية العام الماضي، مقابل 40% عام 2021.

ورغم التراجع الكبير في صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا خلال عام 2022، نجحت موسكو في تحقيق إيرادات كبيرة من صادرات الغاز بفضل الزيادة القياسية في أسعار الغاز الطبيعي خلال العام الماضي.

ومثل صادرات الغاز الجزائري، فإن إيرادات روسيا من صادرات الغاز إلى أوروبا قد ارتفعت -أيضًا- 24% خلال العام الماضي، مقابل 34% في عام 2021، كما صعدت حصة النرويج إلى 29% في 2022، مقابل 27% العام السابق له.

ومع تراجع أسعار الغاز الطبيعي عن مستوياتها المرتفعة مؤخرًا، انخفضت إيرادات صادرات الغاز الروسي أكثر من 40% خلال أول شهرين من 2023، مقارنة بالمدّة نفسها من عام 2022، وفقًا لوزارة المالية الروسية.

وتؤكد وكالة الطاقة الدولية، أن حدة التوترات في سوق الغاز الطبيعي بأوروبا تراجعت بصورة كبيرة خلال العام الجاري، بدعم من عوامل الطقس المواتية والإجراءات الحكومية.

ورغم ذلك، لم تستبعد الوكالة حدوث بعض التوترات في سوق الغاز، ومنها اتجاه روسيا إلى وقف كامل صادرات الغاز إلى أوروبا، وتسبب تعافي واردات الصين من الغاز المسال في أزمة بالإمدادات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق