التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتنفطوحدة أبحاث الطاقة

حقن الكربون يشهد تنافسًا بين السعودية والإمارات.. ما القصة؟

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • أرامكو بدأت تطبيق حقن الكربون في الحقول منذ 2015.
  • تطوير مركز لاحتجاز الكربون بمدينة الجبيل الصناعية في السعودية.
  • أدنوك تتجه لحقن الكربون واحتجازه بطبقة المياه المالحة الجوفية.
  • تنفيذ مشروع آخر لتعدين الكربون وتحويله إلى صخور في الإمارات.

يُعَد حقن الكربون أحدث الخطط التي تشهد تنافسًا مؤخرًا بين شركتي أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية، للعمل على تطوير أساليب جديدة ضمن الإستراتيجيات الهادفة إلى خفض انبعاثات عملياتهما النفطية.

ورصدت عمالقة النفط الخليجي مليارات الدولارات لدعم خطط مواجهة وخفض انبعاثاتها الحالية، ومن بينها حقن ثاني أكسيد الكربون واستعماله، لمواصلة تعزيز دورهم القيادي في سوق النفط العالمية بالتوازي مع التأكيد على دورهم البيئي.

وكان أحدث الطرق التي اتجهت إليها أرامكو وأدنوك، البدء في تجارب حقن الكربون واحتجازه في باطن الأرض سواء في مكامن النفط أو آبار المياه المالحة، وكذلك تحويل الكربون إلى صخور، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

أرامكو والحقن في حقول النفط

حقن الكربون أحدث طرق أرامكو لمواجهة الانبعاثات
منشأة نفطية تابعة لأرامكو - الصورة من موقع الشركة

تنفذ عملاقة النفط السعودي شركة أرامكو أحد أكبر المشروعات التجريبية لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه على مستوى منطقة الشرق الأوسط، من خلال حقن الكربون في مكامن النفط، وذلك بهدف زيادة إنتاج الحقول.

وتقوم فكرة الاستخلاص المعزز للنفط على استخراج الخام من الحقول عن طريق تغيير الخصائص الأصلية له، مثل الغمر الكيميائي أو حقن ثاني أكسيد الكربون أو الاستخلاص الحراري.

وكان عام 2015 شاهدًا على بداية أرامكو بتطبيق طريقة حقن الكربون في مكمن للنفط للمرة الأولى؛ ما ساعد الشركة على مضاعفة معدلات إنتاج النفط من 4 آبار لديها.

وبحسب آخر البيانات المتاحة على موقع الشركة، تستطيع عملاقة النفط السعودية استخلاص 45 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من غاز ثاني أكسيد الكربون ومعالجته بمعمل الشركة في الحوية، ومن ثم نقله إلى حقل النفط في العثمانية لحقنه، وهو ما يساعد على استخراج كميات أكبر من الخام.

وبعد تطبيق الفكرة على حقل العثمانية، تسعى الشركة إلى تنفيذها في مرافق وحقول نفطية أخرى داخل المملكة، وهو ما تمثل في توقيع أرامكو مع شركة "إس إل بي وليند" اتفاقية تطوير مشتركة لإنشاء مركز لاحتجاز الكربون في مدينة الجبيل الصناعية.

ومن المقرر أن يكون المركز قادرًا على تخزين ما يصل إلى 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2027، على أن ترتفع القدرة التخزينية إلى 44 مليون طن بحلول عام 2035.

ويعني ذلك أن مركز الجبيل ستكون لديه القدرة على تخزين ما يعادل انبعاثات نحو مليوني سيارة ركاب تعمل بالبنزين سنويًا.

وتعمل أرامكو على تحديد الحقول التي يمكن تعزيز إنتاجها من النفط عبر حقن الكربون، عندما يبدأ تشغيل المركز.

خفض الانبعاثات وتعزيز الإنتاج النفطي

يشار إلى أن أرامكو السعودية تستهدف زيادة طاقتها الإنتاجية من النفط إلى 13 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027، ومن شأن تعزيز حقن الكربون أن يدعم هذه الخطط.

وتهدف الشركة إلى التقاط كمية تصل إلى 11 مليون طن متري سنويًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون أو استعمالها أو تخزينها بحلول عام 2035.

كما تستهدف خفض كثافة الانبعاثات الكربونية في قطاع التنقيب والإنتاج بنسبة 15%، مقارنة بمستويات عام 2018، بالإضافة إلى تجنب انبعاث 50 مليون طن متري مكافئ من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2035.

وبصفة عامة، تستهدف عملاقة النفط السعودية تحقيق الحياد الكربوني من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بحلول 2050.

وبالتوازي، تعمل أرامكو على اكتشاف طرق جديدة تمكّنها من الاستفادة من مخلفات غاز ثاني أكسيد الكربون وتحويلها إلى منتجات صناعية وتجارية يمكن طرحها في الأسواق.

أدنوك والحقن في المياه المالحة

حقن الكربون أحدث طرق أدنوك لمواجهة الانبعاثات
منشأة تابعة لأدنوك - الصورة من موقع الشركة

تنفذ شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) هي الأخرى مشروعًا لتطوير أول بئر في العالم تُستعمل في حقن الكربون واحتجازه بطبقة المياه المالحة الجوفية الكربونية، مع تنفيذ مشروع آخر يعمل على تعدين الكربون وتحويله إلى صخور.

ويستهدف المشروع الأول احتجاز نحو 18 ألف طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون الملتقط من عمليات شركة "فرتيغلوب" في دولة الإمارات، بطبقات المياه الجوفية الكربونية بالمناطق البرية في أبوظبي.

ومن المقرر أن يشهد الربع الثاني من العام الجاري (2023) بدء عمليات حقن الكربون في طبقة المياه المالحة الجوفية، والذي يأتي ضمن خطة الشركة التي تستهدف استثمار 15 مليار دولار لخفض الانبعاثات بحلول عام 2030.

وتوضح بيانات الشركة أن موقع البئر والتكوينات الجيولوجية المستهدفة اُختيرا بناءً على نتائج عمليات المسح الجيوفيزيائي ثلاثي الأبعاد.

ومن المقرر أن يسهم مشروع حقن الكربون بطبقات المياه الجوفية في إنتاج أمونيا منخفضة الكربون، بصفتها وقودًا ناقلًا للهيدروجين.

ويشار إلى أن شركة أبوظبي للمشتقات الكيميائية المحدودة "تعزيز" وقّعت، في يناير/كانون الثاني، اتفاقية مساهمين مع شركات "فرتيغلوب"، و"ميتسوي وشركاه المحدودة" (ميتسوي)، و"جي إس إنرجي كوربوريشن" (جي إس إنيرجي)، لتطوير منشأة لإنتاج الأمونيا منخفضة الكربون بطاقة تبلغ مليون طن سنويًا.

وتسعى أدنوك إلى توسعة أنشطتها في مجال احتجاز الكربون لالتقاط 5 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030، إذ تستهدف الحد من انبعاث عملياتها مع خفض كثافة انبعاثاتها الكربونية بنسبة 25%.

وتجدر الإشارة إلى أن أدنوك هي أول شركة في منطقة الشرق الأوسط تنفذ مشروعًا لالتقاط الكربون على نطاق صناعي واسع من خلال منشأة "الريادة"، التي تستطيع التقاط ما يصل إلى 800 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

تحويل الكربون إلى صخور

أطلقت أدنوك، في يناير/كانون الثاني (2023)، مشروعًا تجريبيًا قائمًا على تكنولوجيا تعدين ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى صخور بصورة دائمة ضمن التكوينات الصخرية الموجودة في إمارة الفجيرة، ويعتمد المشروع على الطاقة الشمسية.

وتقوم فكرة المشروع على التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وخلطه مع مياه البحر، ومن ثم حقن الكربون بطريقة آمنة في التكوينات الصخرية البريدوتيتية تحت الأرض.

وتوضح بيانات أدنوك أنه وقع الاختيار على إمارة الفجيرة لتنفيذ مشروع حقن ثاني أكسيد الكربون لوفرة البريدوتيت فيها، وهو شكل من الصخور يتفاعل بصورة طبيعية مع ثاني أكسيد الكربون ويحوله إلى معدن ويضمن عدم تسربه مرة أخرى إلى الغلاف الجوي.

وتنفذ أدنوك المشروع بالتعاون مع مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وشركة "44.01" العمانية.

وتصف الشركة المشروع بأنه الأول لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتعدينه تنفذه شركة عاملة في قطاع الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط؛ فمن المتوقع أن يوفر إمكان تعدين مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون المحتجز في جميع أنحاء المنطقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق