طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

مشروعات الطاقة الشمسية العائمة تجذب الأنظار في آسيا وأفريقيا.. ما السبب؟

أكثر كفاءة ولا تدخل في منافسة على الأراضي

رجب عز الدين

يتزايد الإقبال على تركيب مشروعات الطاقة الشمسية العائمة في دول العالم المختلفة بصورة ملحوظة منذ سنوات؛ في إطار صيحة الانتقال نحو المصادر النظيفة ومحاولة تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ولاحظت وكالة الطاقة الدولية زيادة الطلب على تركيب المشروعات العائمة في قارتي أفريقيا وآسيا على وجه الخصوص خلال السنوات الأخيرة.

وبلغ عدد الدول المفضلة لمشروعات الطاقة الشمسية العائمة في توليد الكهرباء على نظيرتها الأرضية قرابة 12 دولة حول العالم، وفقًا لموقع إيكونوميك تايمز (Economic Times).

وتوجد نماذج من مشروعات الطاقة الشمسية العائمة في عدة دول آسيوية كبرى؛ مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند وسنغافورة.

كما توجد مشروعات مماثلة في البرتغال وسويسرا وهولندا وفرنسا، وتعكف الهند وإندونيسيا على تطوير مشروعات مشابهة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

أقدم سد صنعه الإنسان

كما يدرس سد كاريبا، أقدم سد بناه الإنسان في أفريقيا والعالم، تركيب ألواح شمسية عائمة لمساعدته في تعويض نقص التوليد الناتج عن هبوط منسوب المياه لأدنى مستوياته التاريخية.

وتتميز مشروعات الطاقة الشمسية العائمة عن نظيرتها الثابتة بشغل مساحات غير متنافس عليها فوق المسطحات المائية على عكس مساحات الأراضي التي تحتاج إليها المشروعات الأرضية.

استنادًا إلى هذه الميزة، تتفادى المشروعات العائمة المنافسة على الأراضي في الدول النامية على وجه الخصوص؛ ما يجعلها في مأمن من صراعات الاستحواذ ونزع الملكية وغيرها.

الألواح تحل مشكلة الأراضي

نموذج مشروع طاقة شمسية عائمة - الصورة من Economic Times
نموذج مشروع طاقة شمسية عائمة - الصورة من Economic Times

تواجه مشروعات الطاقة المتجددة مشكلة متصاعدة في الحصول على أراضٍ بعدة دول نامية، وفي بعض الأسواق قد تكافح للعثور على قطعة أرض، وفقًا لما رصدته منصة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس المتخصصة.

وترشح رئيسة وحدة أبحاث الطاقة الشمسية في منصة بلومبرغ لارا هايم، المشروعات العائمة لحل مشكلة التنافس وندرة الأراضي في البلدان ذات الحساسية تجاه مسألة الأراضي.

كما يتميز هذا النوع من المشروعات بقدرته على خفض معدلات التبخر التي تعانيها أغلب البحيرات و الخزانات المائية حول العالم؛ ما يتسبب في هدر كميات كبيرة من المياه دون استغلالها سنويًا.

وتزيد هذه الميزة من أهمية هذا النوع من المشروعات في الدول الفقيرة التي تعاني شحًا في مصادر المياه أو الأقاليم الجغرافية التي تشهد صراعات إقليمية بين دول المنبع والمصب.

كفاءة توليد أكبر 15%

تستفيد مشروعات الطاقة الشمسية العائمة من المسطحات المائية -أيضًا- في تبريد الألواح المولدة للكهرباء؛ ما يجعلها أكثر كفاءة في التوليد من الألواح المثبتة على الأرض بنسبة 15%، وفقًا لتقديرات معهد دراسة البيئة والطاقة الأميركي.

وتشير دراسات حديثة إلى أن تركيب الألواح الشمسية فوق المسطحات المائية يمكنه أن يقلل من فرص نمو الطحالب الضارة في البحيرات والخزانات المائية حول العالم.

ويمكن تركيب المشروعات العائمة بالقرب من السدود المولدة للكهرباء؛ ما يجعلها مصدرًا مكملًا للطاقة الكهرومائية، ويطلق على هذا النوع من المشروعات "أنظمة شمسية هجينة".

النظم الشمسية الهجينة

يعد سد "سيريندهورن" في تايلاند أحد أبرز النماذج الشمسية الهجينة في العالم؛ لاعتماده في التوليد على التوربينات والألواح الشمسية العائمة على المسطح المائي لبحيرة السد؛ ما يمكنه من توليد الكهرباء في كل الظروف المشمسة والملبدة بالغيوم.

ودخلت دول جنوب شرق آسيا، بما في ذلك الصين وكوريا الجنوبية، إلى قطاع الطاقة الشمسية العائمة في وقت مبكر جدًا وبمعدلات استثمار عالية؛ ما جعلها تسبق أوروبا الرائدة في مشروعات الطاقة المتجددة.

وأصبحت قارة آسيا الآن ثاني أكبر سوق للطاقة الشمسية العائمة في العالم، وفقًا لبيانات وحدة أبحاث وود ماكنزي المتخصصة في تحليل بيانات الطاقة.

بينما تتفوق أوروبا في استثمارات طاقة الرياح والطاقة الشمسية المثبتة على الأرض وأسطح المنازل منذ سنوات، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الآثار البيئية محل دراسة

رغم المزايا التي تتمتع بها مشروعات الطاقة الشمسية العائمة؛ فإن هناك مخاوف من تأثيراتها السلبية في الحياة البرية وجودة المياه.

ويعكف المختبر الوطني للطاقة المتجددة التابع لوزارة الطاقة الأميركية على دراسة الآثار البيئية لمثل هذا النوع من المشروعات دون الحصول على نتائج مؤكدة حتى الآن، وفقًا للباحثة سيكا جادزانكو.

كما تواجه المشروعات العائمة مشكلة أسعار الألواح المرتفعة والتكلفة الإضافية لتثبيتها على المسطحات المائية وضمان بقائها ثابتة في مواجهة عوامل الطقس وتدفقات المياه الموسمية وغيرها.

الألواح في الفضاء قريبًا

لا تختص الألواح العائمة بالمسحطات المائية فحسب، بل إن بعض الشركات العالمية تفكر في إرسال ألواح شمسية إلى الفضاء في محاولة لاختبار مدى إمكان تسخير طاقة الشمس في مدارها حول الأرض، وفقًا لما أعلنته شركة لونغي غرين إنرجي تكنولوجي الصينية في سبتمبر/أيلول 2022.

ورغم هذه الطموحات الرائدة؛ فإن مشروعات الطاقة الشمسية العائمة لا تمثل في الوقت الحالي أكثر من 2% من إجمالي الطلب العالمي على الطاقة الشمسية، وفقًا لبيانات وحدة أبحاث وود ماكنزي.

ومن المتوقع تضاعف معدلات الطلب على تركيب هذه المشروعات مع صحوة انتشارها، لتصل سعتها إلى 6.2 غيغاواط بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 549 ميغاواط فقط في عام 2018، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

خرائط السوق الناشئة

الطاقة الشمسية العائمة
محطة طاقة شمسية عائمة في فرنسا - الصورة من موقع la french fab

لم تتجاوز السعة الإجمالية للقطاع الشمسي العائم 4 غيغاواط في عام 2022، وتركزت أغلبها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

واستحوذت الصين على أكبر سعة مضافة في عام 2022، بعد تشغيلها أكبر مشروع للطاقة الشمسية العائمة في مقاطعة شاندونغ بسعة 320 ميغاواط .

كما تعمل كوريا الجنوبية على تشييد مشروع محطة يتوقع أن تكون الأكبر عالميًا بسعة 2.1 غيغاواط، إضافة إلى خطط أقل حجمًا في الهند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وفيتنام وتايلاند خلال السنوات المقبلة.

وتستحوذ أوروبا على 4% من سوق المشروعات العائمة بقيادة هولندا وفرنسا المستحوذتين على 85% من مشروعات أوروبا في هذا القطاع.

بينما تستحوذ منطقة الشرق الأوسط على 2% من سوق الطاقة الشمسية العائمة عالميًا، تليها أميركا الجنوبية بنحو 1%، أما أميركا الشمالية فما زالت تستكشف الدخول إلى القطاع، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق