أخبار الغازرئيسيةغاز

الغاز الأذربيجاني يجذب اهتمام دولة أوروبية جديدة

أسماء السعداوي

يبرز الغاز الأذربيجاني في سماء إمدادات الدول الأوروبية، بوصفه الملاذ الأقرب لتأمين احتياجات القارة العجوز العطشى في أعقاب حرب روسيا وأوكرانيا.

كانت بلغاريا أحدث الدول التي أعلنت رسميًا حاجتها إلى زيادة إمدادات واردات الغاز الطبيعي من أذربيجان الغنية باحتياطات النفط والغاز في بحر قزوين.

إذ طلب الرئيس البلغاري رومن راديف من نظيره الأذربيجاني إلهام علييف إمداد بلاده بمزيد من واردات الغاز الطبيعي، حسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتكافح بلغاريا -أفقر دول الاتحاد الأوروبي- لتلبية احتياجات مواطنيها من الغاز؛ إذ تعتمد على الغاز الروسي الذي يلبي 90% من احتياجاتها.

إلّا أن عملاق الغاز الروسي "غازبروم" قرر قطع الإمدادات بعد فشل بلغاريا في دفع ثمن الغاز بالروبل، وهو ما دفع أسعار الغاز الطبيعي في بلغاريا إلى نحو 152 يورو لكل ميغاواط/الساعة، بما يفوق قدرة المستهلكين.

زيادة شحنات الغاز الطبيعي

قال الرئيس البلغاري رومن راديف، إن التكامل بين شبكات الغاز في عدد من البدان الأوروبية سيساعد في زيادة الواردات من منطقة قزوين.

وأضاف أن بلاده تخطط لربط شبكة الغاز لديها بتلك في رومانيا والمجر وسلوفاكيا من أجل زيادة شحنات الغاز الطبيعي القادمة من أذربيجان.

وقال راديف للرئيس الأذربيجاني: "القرار الآن لكم"، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس أذربيجان.

كان راديف قد زار العاصمة الأذربيجانية، لكن لم يلتقِ علييف شخصيًا، نظرًا لأن أحد أفراد الوفد البلغاري ثبتت إصابته بفيروس كوفيد-19، بحسب المكتب الرئاسي الأذربيجاني، إلّا أن الزعيمين عقدا مؤتمرًا صحفيًا عبر تقنية الاتصال المرئي.

أهمية الغاز الأذربيجاني

برزت أهمية الغاز الأذربيجاني بعد فرض الغرب عقوبات على موسكو لكبح جماح حربها على أوكرانيا، ما أسفر عن اضطراب في أركان سلاسل الإمدادات.

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن بحر قزوين -الذي تطل عليه أذربيجان- يُعدّ ثالث أكبر مصدر للطاقة في العالم، بعد الخليج العربي وسيبيريا.

إذ يصل إجمالي الاحتياطيات المعتمدة من النفط الخام والغاز الطبيعي في بحر قزوين إلى 100 مليار برميل من النفط الخام و12 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.

وفي هذا الإطار، حققت صادرات الغاز الطبيعي في أذربيجان قفزة كبيرة خلال العام الماضي (2022)، إذ بلغت 19 مليار متر مكعب، ذهب معظمها إلى تركيا وإيطاليا وجورجيا واليونان وبلغاريا، حسبما قال الرئيس علييف في تصريحات سابقة.

وبلغت إيرادات الغاز الأذربيجاني في 2022 نحو 15 مليار دولار أميركي، مدعومة بارتفاع أسعار الغاز عالميًا، حسب بيانات نشرتها منصة الطاقة المتخصصة.

ودعم الطلب الأوروبي المتزايد ارتفاع صادرات النفط والغاز الأذربيجاني خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023 بنحو 12%، لتصل إلى 4.2 مليار متر مكعب.

ومن المتوقع أن تزيد صادرات الغاز الأذربيجاني إلى 12 مليار متر مكعب هذا العام (2023)، مقارنةً بـ11.4 مليار متر مكعب في العام المنصرم (2022).

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- احتياطيات الغاز الطبيعي في أذربيجان منذ عام 1997 حتى عام 2021:

احتياطيات الغاز الطبيعي في أذربيجان

ممر الغاز الجنوبي

ترتبط أذربيجان بعدّة خطوط أنابيب حيوية لنقل الغاز الطبيعي مع دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدّمتها ممر الغاز الجنوبي؛ إذ بدأت تصدير الغاز الطبيعي إلى إيطاليا واليونان وبلغاريا عبر سلسلة أنابيب تابعة للممر في ديسمبر/كانون الأول من عام 2020.

وأسهم ممر الغاز الجنوبي في زيادات صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا، ما دعم أمن الطاقة لدى القارة العجوز؛ إذ ارتفعت إمدادات الغاز الأذربيجاني إلى الاتحاد الأوروبي لنحو 11.4 مليار متر مكعب في 2022 المنصرم، مقارنة بـ8.1 مليار متر مكعب في 2022.

واتفق الجانبان في فبراير/شباط 2022 على توسيع ممر الغاز الجنوبي لمضاعفة إمدادات الاتحاد الأوروبي إلى 20 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا بحلول عام 2027.

كما وقّعت أذربيجان وأوروبا اتفاقية في منتصف عام 2022، لمضاعفة قدرات تصدير الغاز إلى القارة العجوز من خلال خط أنابيب الغاز عبر البحر الأدرياتيكي "تاب" وخط أنابيب الغاز العابر للأناضول "تاناب".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق