رئيسيةأخبار الغازغاز

تحركات أوروبية لوقف واردات الغاز المسال الروسي.. وموسكو ترد

ياسر نصر

كشفت صادرات الغاز المسال من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي حالة التناقض التي تعيشها دول القارة العجوز، إذ سجلت خلال عام الحرب على أوكرانيا أعلى مستوى لها تاريخيًا.

وفي هذا الإطار، دعت مفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون، دول وشركات الاتحاد الأوروبي إلى عدم توقيع عقود جديدة لشراء الغاز الطبيعي المسال الروسي، في إطار محاولة الاتحاد إنهاء اعتماده في مجال الطاقة على موسكو.

يأتي ذلك بالتزامن مع خطط روسيا لزيادة صادراتها من الغاز المسال إلى 100 مليون طن سنويًا خلال الـ7 سنوات المقبلة.

وتراجعت إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا العام الماضي بعد غزو أوكرانيا، مما تسبَّب في أزمة طاقة بسبب تقلّص الإمدادات ودفعت الأسعار لتسجيل مستويات قياسية.

التخلي عن الوقود الروسي

تعهَّد الاتحاد الأوروبي بالتخلّي عن الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027، واستبدال نحو ثلثي الغاز الروسي العام الماضي، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

واردات أوروبا من الغاز المسال
مفوضة الطاقة الأوروبية ، كادري سيمسون

وقالت كادري سيمسون خلال اجتماع لمشرّعي الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس: "يمكننا، ويجب علينا، التخلص من الغاز الروسي تمامًا في أسرع وقت ممكن، مع مراعاة أمن الإمدادات لدينا".

وأضافت: "أشجع كل الدول الأعضاء وجميع الشركات على التوقف عن شراء الغاز الطبيعي المسال الروسي، وعدم التوقيع على أيّ عقود غاز جديدة مع روسيا بمجرد انتهاء صلاحية العقود الحالية".

وأشارت إلى أن هذا قد يطمئن أيضًا مورّدي الغاز الآخرين الذين تحاول أوروبا التفاوض معهم، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

صادرات الغاز الروسي

في الوقت الذي خفضت فيه موسكو تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب، زادت شحنات الغاز المسال الروسي إلى أوروبا العام الماضي، لـ22 مليار متر مكعب، ارتفاعًا من من 16 مليار متر مكعب في عام 2021، وفقًا لتحليل للاتحاد الأوروبي.

واحتلّت روسيا في المرتبة الثالثة في قائمة مورّدي الغاز المسال إلى أوروبا بحصّة سوقية 13.7%، إذ صدّرت ما مجموعة 17.34 مليون طن، بحسب تقرير أوابك، الصادر مؤخرًا.

* مليون طن غاز مسال يعادل 1.38 مليار متر مكعب.

وكشف تقرير منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" الذي أعدّه خبير صناعة الغاز المهندس وائل حامد عبدالمعطي أن موسكو نجحت في تسويق أكثر من 53% من إجمالي صادراتها من الغاز الطبيعي المسال داخل السوق الأوروبية (تضم دول الاتحاد وبريطانيا وتركيا).

وصدّرت روسيا خلال 2022 نحو 32.3 مليون طن، لتحقق بذلك رقمًا قياسيًا جديدًا غير مسبوق في تاريخها، مقابل 29.5 مليون طن خلال 2021، بنمو سنوي مرتفع نسبته 9.5%.

وعلى الرغم من زيادة صادرات روسيا، فإن أحجام الغاز المسال كانت أقلّ بكثير من 155 مليار متر مكعب من غاز خط الأنابيب الذي كانت موسكو ترسله إلى أوروبا سنويًا قبل حرب أوكرانيا.

استبدلت أوروبا معظم هذه الأحجام بالغاز الطبيعي المسال من مورّدين بدلاء مثل الولايات المتحدة، والطاقة المتجددة وتوفير الطاقة.

واردات أوروبا من الغاز المسال

شكّل الغاز المسال نحو 39% من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز، بعد أن تراجعت واردات خطوط الأنابيب من روسيا، وفق تقرير منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك".

وأشار تقرير أوابك -الذي أعدّه المهندس وائل عبدالمعطي- إلى أن إجمالي إمدادات الغاز المسال إلى أوروبا خلال 2022 بلغ نحو 125.9 مليون طن، لتحقق رقمًا قياسيًا جديدًا غير مسبوق، مقابل 75 مليون طن عام 2021، بنسبة نمو 66%.

واستحوذت دول الاتحاد الأوروبي على 95.17 مليون طن من جميع شحنات الغام المسال الواردة للقارة الأوروبية، مقابل 54 مليون طن في 2021، بنسبة نمو غير مسبوقة بلغت 76%.

الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة، يكشف أهم الأسواق التي صدّرت غازًا مسالًا إلى أوروبا خلال 2022.

واردات أوروبا من الغاز المسال في 2022

ترشيد الاستهلاك

قالت كادري سيمسون، مع بدء دول الاتحاد الأوروبي الاستعدادات لتأمين إمدادات الطاقة لفصل الشتاء المقبل، إن المفوضية ستقترح أن تمدد دول الاتحاد الأوروبي، حتى الشتاء المقبل، هدفًا طوعيًا لخفض استهلاك الغاز الشتوي بنسبة 15%.

ويبدو أن الاتحاد الأوروبي في طريقه لتحقيق الهدف هذا الشتاء، بعد أن خفض استعماله للغاز بنسبة 19.3% من أغسطس/آب إلى يناير/كانون الثاني، مقارنة بالسنوات الأخيرة.

وعلى الرغم من أن أوروبا تبدو مستعدة لتجنّب النقص الحادّ في الطاقة هذا الشتاء، فإن أمن الطاقة في القارة يظل حساسًا.

ولا تزال روسيا ترسل بعض خطوط الأنابيب إلى أوروبا عبر أوكرانيا، وهو ما قد يسجل 20 مليار متر مكعب هذا العام، إذا ظلت التدفقات الحالية مستقرة.

وحذّرت وكالة الطاقة الدولية من أنه إذا قطعت موسكو هذه الإمدادات، مع شراء الصين المزيد من الغاز الطبيعي المسال من الأسواق العالمية، فإن شتاء أوروبا القادم سيكون قاسيًا، إذ قد تواجه نقصًا في الوقود، مما يجعل من الضروري أن تواصل الحكومات جهودها لتوفير الطاقة وتعزيز الطاقة المتجددة.

زيادة صادرات الغاز المسال الروسي

في نفس السياق، قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، اليوم الخميس، إن بلاده ستتمكن من زيادة إنتاجها من الغاز المسال إلى 100 مليون طن سنويًا خلال السنوات الـ7 المقبلة، عبر توسيع قائمة حقول الغاز المسموح لها بتصدير الغاز الطبيعي المسال.

وتخطط روسيا للوصول إلى حصة 20% من سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي بحلول عام 2035، لتوسيع إنتاجها السنوي من الغاز المسال إلى ما بين 120 مليونًا و140 مليون طن من أكثر من 30 مليون طن حاليًا.

وأظهرت بيانات رفينيتيف أيكون أن روسيا زادت إجمالي صادراتها من الغاز الطبيعي المسال في عام 2022 بنسبة 8.6% إلى نحو 33 مليون طن (نحو 45 مليار متر مكعب)، شُحِن أكثر من نصفها إلى أوروبا.

ووفقًا لرفينيتيف أيكون، قدّمت شركة نوفاتيك (أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في روسيا)، الجزء الأكبر من الإمدادات، إذ شحنت 20.8 مليون طن من مشروع يامال للغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي، و 700 ألف طن من كريوغاز فيسوتسك على بحر البلطيق.

وزاد مشروع سخالين 2 الذي تقوده شركة غازبروم في الجزء المحيط الهادئ من روسيا من إمدادات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 11% إلى 11.2 مليون طن في عام 2022.

وقال ميشوستين في اجتماع حكومي، إن الحكومة اقترحت إضافة بعض حقول الغاز، التي تقع في منطقة كراسنويارسك في شرق سيبيريا وفي منطقة القطب الشمالي يامال نينيتس، إلى تلك القائمة.

وأضاف أن القرار الذي اتُّخِذ سيجعل من الممكن زيادة الإنتاج السنوي من الغاز الطبيعي المسال إلى 100 مليون طن في السنوات الـ7 المقبلة، بالإضافة إلى زيادة الصادرات بشكل كبير وتعزيز مكانة روسيا عمومًا في السوق العالمية لمثل هذا الوقود الصديق للبيئة.

الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة، يُظهر حجم صادرات محطات الإسالة الروسية خلال 2022:

صادرات روسيا من الغاز المسال خلال 2022

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق