أخبار الكهرباءرئيسيةكهرباء

ولاية أسترالية تشتري مشروع كهرباء بـ5 مليارات دولار

أسماء السعداوي

بخطوات ثابتة، تمضي أستراليا على طريق زيادة قدرات الطاقة المتجددة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وتقليص الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

آخر تلك الخطوات كان إعلان حكومة ولاية كوينزلاند شراء وتطوير خط نقل الكهرباء الضخم "كوبرسترينغ 2"، الذي يربط بين مدينتي تاونزفيل وماونت إيسا.

إذ قالت، إن المشروع سيمهّد الطريق لتوليد 6 آلاف ميغاواط من الكهرباء من الطاقة المتجددة في شمال كوينزلاند، وتحقيق أرباح تزيد عن 5 مليارات دولار من استخراج المعادن الإستراتيجية الجديدة.

ومن المقرر بدء العمل فورًا في المشروع الذي يقام باستثمارات تصل إلى 5 مليارات دولار أميركي، بحسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، ونشره موقع "رينيو إيكونومي" الأسترالي (Renew Economy).

خط الكهرباء لنقل الطاقة المتجددة

جاء الإعلان في تغريدة بموقع تويتر، نشرتها رئيسة وزراء ولاية كوينزلاند، أناستاسيا بالازكزوك، الثلاثاء (7 مارس/آذار 2023).

وأوضحت أن الخط الذي يصل طوله إلى 1100 كيلومتر، ويربط بين شمال كوينزلاند وشبكة الكهرباء الحكومية الفائقة، سيكون مملوكًا للحكومة.

وأضافت رئيسة وزراء كوينزلاند أن الأعمال المبكرة للمشروع ستبدأ هذا العام (2023)، على أن تنطلق عمليات البناء في العام المقبل (2024)، بقيادة شركة "باور لينك" المملوكة للحكومة.

وأشارت إلى أن دفعة مبدئية بقيمة 55 مليون دولار أميركي من صندوق عائدات الفحم ستذهب مباشرة للمشروع اليوم، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتابعت: "خط كوبرسترينغ 2 يُعدّ أهم استثمار في البنية الأساسية الاقتصادية لشمال كوينزلاند منذ عدّة أجيال".

وقالت: "كوبرسترينغ ومحطة تاونزفيل للمعادن الإستراتيجية سيقومان بدور المغناطيس لجذب الاستثمارات في شمال كوينزلاند خلال الثورة الصناعية للطاقة النظيفة، ما يعني تعدينًا آمنًا وتوفير وظائف بالصناعة لأبناء الولاية".

فوائد مهمة للمشروع

كان مشروع كوبرسترينغ يخضع للتطوير منذ سنوات، بقيادة شركة كوسترينغ التي حصلت في أواخر عام 2021 على موافقة هيئة تشغيل الكهرباء لتطوير النسخة الثانية من الخط.

تُعدّ شبكة كهرباء الضغط العالي مفتاحًا لإطلاق العنان لكل من موارد الطاقة المتجددة والكهرباء بشمال كوينزلاند، وبعض الولايات المنتجة للمعادن والولايات الصناعية التي لم تكن لتتطور دون الشبكة الجديدة.

ووصفت حكومة الولاية شراء مشروع كوبرسترينغ 2 بأنه خطوة ذكية تتطلع للمستقبل، وتبشّر بإطلاق العنان للتنقيب عن المعادن الإستراتيجية بقيمة 132.6 مليون دولار أميركي، وتوليد كهرباء بسعة 6 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة، ومنها إنتاج الهيدروجين الأخضر.

وأوضحت الحكومة أن بناء الخط سيوفر 800 فرصة عمل مباشرة خلال 6 سنوات، والآلاف من فرص العمل الجديدة في استخراج المعادن الإستراتيجية والتصنيع وبناء مصادر الطاقة المتجددة.

وقالت رئيسة وزراء ولاية كوينزلاند: "إطلاق العنان لمصادر الطاقة المتجددة ميسورة التكلفة والمعادن الإستراتيجية لدينا، سيعود بالنفع على تاونزفيل وماونت إيسا وكل مدينة بينهما، ما سيوفر الآلاف من فرص العمل واستثمارات بالمليارات".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور القدرات الكهربائية المنتجة من الطاقة المتجددة في أستراليا:

القدرات الكهربائية المنتجة من الطاقة المتجددة في أستراليا

أصوات مؤيدة لقرار الحكومة

رحّبت مجموعة "سولار سيتيزنس" الداعمة لمصادر الطاقة المتجددة بقرار تطوير المشروع تحت قيادة الحكومة، ووصفته بأنه "فوز كبير" لكل من المستهلكين والصناعة في كوينزلاند.

من جانبها، قالت نائبة مدير المجموعة ستيفاني غراي، إن خط نقل الكهرباء الجديد سيفتح الباب أمام توليد 6 آلاف ميغاواط كهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، ما يعادل ضعف إنتاج مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الكبيرة في كوينزلاند.

ورأى المدافع عن تحول الطاقة ناثان هارت أن مشروع كوبرسترينغ 2 يمثّل الحلقة المفقودة بتحول الطاقة في أستراليا.

بينما قال المدير التنفيذي لشركة إديفاي إنرجي للطاقة المتجددة في أستراليا جون كول، إن مشروع كوبرسترينغ 2 سيطلق العنان "لمصادر طاقة متجددة ضخمة"، وسيحفّز البحث عن فرص جديدة لمئات المشروعات بالمنطقة.

وأضاف أن "الاستثمار في البنية الأساسية الكهربائية ودفع مصادر الطاقة المتجددة حاسم من أجل ازدهار أستراليا في المستقبل وبقاء بيئتنا".

وأوضح أن "الخط الجديد سيفتح الباب أمام مصادر وفيرة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، ومن ثم إنتاج الهيدروجين الأخضر الذي يمكن تصديره للخارج".

الطاقة المتجددة في أستراليا

في سياق متصل، تسوّق أستراليا لنفسها بوصفها قوة عالمية للطاقة المتجددة، كما تسعى لاستضافة مؤتمر المناخ 2026.

وتستهدف الحكومة خفض انبعاثات الكربون إلى النصف، وزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى 82% بحلول عام 2030، مع الإغلاق المبكر لمحطات توليد الكهرباء المعتمدة على الفحم والغاز، بحسب تقرير لمنصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا الإطار، أعلنت الشبكة الوطنية للكهرباء في 2022 تحقيق مستوى قياسي جديد من الكهرباء النظيفة، بلغ 64.1% من إجمالي الكهرباء من المصادر الأخرى مجتمعة.

وأيضًا حطّم الإنتاج الفوري لطاقتي الرياح والشمسية في أستراليا الرقم القياسي السابق، ليتجاوز 10 غيغاواط في الشبكة الرئيسة لأول مرة يوم الجمعة (24 فبراير/شباط 2023).

كما تمتلك أستراليا حاليًا الحصة الأكبر عالميًا في إنتاج الطاقة الشمسية، بقدرة تزيد على 1.2 كيلوواط لكل مواطن.

وفي هذا السياق، توقّع تقرير حديث أن تصبح الطاقة الشمسية على الأسطح قريبًا أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في أستراليا، لتتجاوز الفحم بدءًا من شهر أبريل/نيسان 2023، إذ قفزت القدرة المركبة لألواح الطاقة الشمسية على الأسطح، لتتخطى حاجز 20 غيغاواط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق