طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

الطاقة المتجددة تضيف 66 غيغاواط إلى شبكة الكهرباء العالمية في 2022 (تقرير)

محمد عبد السند

يتزايد اعتماد دول العالم على مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء بمعدلات مطردة، من منطلق حرصها المتزايد على التحول إلى الوقود النظيف، أملًا في الوصول إلى الحياد الكربوني.

وبرزت أهمية الوقود الأخضر خصوصًا في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وما تلاها من أزمة طاقة كادت تعصف بمستقبل أوروبا لسنوات طوال، على خلفية قطع روسيا إمدادات الطاقة عن بلدان القارة العجوز، لتضطر الأخيرة إلى فطم نفسها عن تلك الإمدادات، والاستعاضة عنها بمصادر بديلة.

وفي ضوء هذا السيناريو، خلصت نتائج تقرير حديث صدر عن مجلس صناعات الطاقة "إي آي سي" إلى أن مصادر الطاقة المتجددة أضافت 66 غيغاواط إلى شبكة الكهرباء العالمية في عام 2022، حسبما أورد موقع "إنوفيشن نيوز نتورك".

ويرى أول تقرير للنفقات التشغيلية العالمية "أوبيكس" من مجلس صناعات الطاقة، أنه رغم الزيادة في مصادر الطاقة المتجددة في العام المنصرم (2022)، التي تقود العالم صوب تحقيق الأهداف المناخية، ستكون التغيرات في سلسلة الإمدادات والإستراتيجيات المُتبعة عوامل جوهرية في تسريع وتيرة تطوير مصادر الطاقة المتجددة.

مفتاح الحياد الكربوني

أوضح التقرير -الأول من نوعه من قبل مجلس صناعات الطاقة- أن تسريع نشر مشروعات الطاقة المتجددة مُهم جدًا في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، تماشيًا مع اتفاقية باريس المناخية.

وقالت رئيسة الشؤون الخارجية في مجلس صناعات الطاقة ريبيكا غراوندووتر: "ما من شك في أن قطاع الطاقة المتجددة قد خطى خطوات واسعة في عام 2022، في مشروعات الرياح البحرية والبرية، والطاقة الشمسية، والكتلة الحيوية والطاقة الكهرومائية".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- توليد الكهرباء عالميًا عبر مصادر الطاقة المتجددة:

توليد الكهرباء - مصادر الطاقة المتجددة

وأوضحت غراوندووتر: "هذا النمو من شأنه أن يخلق فرصًا لسلسلة الإمدادات في صناعات مثل الهيدروجين الأخضر والطاقة من النفايات".

وتابعت: "لكن وتيرة تطوير المشروعات ما تزال ينقصها بعض الأشياء اللازمة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني العالمية بحلول عام 2050".

وأضافت: "ولسد هذه الهوة، فإننا بحاجة إلى مزيج إبداعي من السياسات، مثل تطوير خطط تمويل قوية تسهم في جهود البحوث والتطوير، وتصنيع المعدات وتنفيذ المشروعات في صناعات الطاقة".

وأشار تقرير مجلس صناعات الطاقة إلى أنه ورغم أن الوقود الأحفوري ما يزال مصدرًا رئيسًا للكهرباء في مزيج الطاقة العالمي، فقد انخفض التعويل على هذا الوقود الملوث للبيئة بمعدلات مطردة.

وشهد العام الفائت (2022) تشغيل 65 محطة كهرباء جديدة، تُنتج سعة مجتمعة تلامس 46.6 غيغاواط، بأقل من السعة المُنتَجة في عام 2018، حينما أضافت محطات الكهرباء ما يربو على 80 غيغاواط عالميًا، ما يسلط الضوء على تراجع الاعتماد على الوقود الأحفوري.

مصادر الطاقة المتجددة المستعملة في 2022

حلل التقرير مجموعة واسعة من مصادر الطاقة المتجددة، من بينها الرياح البحرية والبرية، والطاقة الشمسية، والطاقة المُنتَجة من النفايات، والكتلة الحيوية والطاقة النووية ومحطات الطاقة الكهرومائية والهيدروجين وتقنية تخزين الكهرباء وتطوير أنشطة المنبع، وخطوط أنابيب الغاز، والغاز المسال، والوقود الحيوي، والبتروكيماويات.

وأوضحت نتائج التقرير أن 335 مشروعًا قد نُفذت في عام 2022، وتشمل ما يلي:

  • 6 مشروعات مزارع رياح
  • 10 مشروعات لإنتاج الطاقة من المخلفات
  • 17 مشروعًا في مجال الكتلة الحيوية
  • 15 مشروعًا في مجال الطاقة الكهرومائية
  • 128 مشروع رياح برية
  • 159 مشروع طاقة شمسية

ولفت التقرير ذاته إلى أن محطات الطاقة الشمسية تحل في المقدمة، إذ تمد شبكة الكهرباء العالمية بسعة قدرها 25.7 غيغاواط، تليها مشروعات الرياح البحرية والبرية، التي أنتجت 3.7 غيغاواط و22 غيغاواط (على الترتيب).

وقال التقرير إن الدول الأوروبية التي قادت استعمال مصادر الكهرباء المتجددة في عام 2022، كانت فرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة واليابان.

الطاقة المتجددة
محطة طاقة شمسية - الصورة من شاتر ستوك

سلاسل الإمدادات القوية والأهداف البيئية

رغم أن هناك زيادة كبيرة في استعمال مصادر الطاقة المتجددة إبان الشهور الـ12 الماضية، أوضح تقرير مجلس صناعات الطاقة أن سلاسل الإمدادات ستحتاج إلى التطوير لمواكبة التطور الحاصل في مصادر الطاقة المتجددة.

وتوصل محلل الأسواق لدى مجلس صناعات الطاقة، نيل غولدنغ، إلى نتائج مفادها بأن "العالم يحتاج إلى مزيج طاقة متوازن ومتنوع يواجه تحديات مثل أمن الطاقة، والقدرة على تحمل التكاليف، مع وضع مسألة الاستدامة على رأس أولوياته".

وأوضح غولدنغ: "رغم أن ثمة حزمة مشروعات واعدة في مجال الطاقة النظيفة، كما هو واضح للعيان في البيانات، ربما لا تتمتع سلاسل الإمدادات بالقدرة على تنفيذ تلك المشروعات الطموحة، ومن ثم تحقيق الأهداف المناخية.. وإذا ما نظرنا إلى قطاع الرياح العائمة البحرية، يمكننا مشاهدة ما تعنيه تلك الأهداف الطموحة".

وأتم: "بياناتنا تثبت أن هناك خططًا لتوليد كهرباء سعة 140 ميغاواط بحلول عام 2035، بيد أن تحقيق تلك الأهداف ستتطلب إدخال تغييرات كبيرة في سلسلة الإمدادات، من بينها بناء سعة كافية لإنتاج توربينات رياح وتصدير الكابلات، بجانب تسريع وتيرة تتفيذ المشروعات، ما يقود إلى تسليمها بصورة أسرع، كما تحتاج قطاعات أخرى إلى إدخال تغييرات مماثلة ذات صلة بصناعاتها".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق