تقارير النفطرئيسيةنفط

8 اقتصادات آسيوية تُنتج 45% من الانبعاثات الكربونية في العالم (تقرير)

والقارة تُطلق أكثر من 37 مليار طن

محمد عبد السند

بات لزامًا على آسيا أن تُسرع خطواتها صوب خفض الانبعاثات الكربونية، عبر تعزيز استعمال مصادر الطاقة المتجددة، بهدف ترجمة جهودها في مجال التنمية الخضراء المستدامة إلى واقع ملموس.

وتستطيع آسيا -عبر المضي قدمًا في هذا المسار- التحول تدريجيًا من مصادر الوقود الأحفوري، ما يقودها في النهاية إلى تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول 2050، تماشيًا مع اتفاقية باريس المناخية 2015.

وفي هذا الإطار، دلّت نتائج تقرير حديث على أن تكلفة الكربون في 8 اقتصادات آسيوية أعلى من أي اقتصاد آخر في غرب أوروبا، حسبما أورد موقع "إي إس جي كلاريتي".

وقاس التقرير -الصادر عن شركة "توماس ليود" المتخصصة في تأسيس البنية التحتية للطاقة المستدامة، وحمل عنوان "تكلفة الكربون من الناتج المحلي الإجمالي: كيف تقود الاستثمارات في آسيا تحول الطاقة؟"- كمية الانبعاثات الكربونية المنطلقة لكل تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي المُتحقق في كل دولة.

الانبعاثات الكربونية في آسيا

صنّف التقرير شدة الانبعاثات الكربونية لكل دولة في سياق ناتجها الاقتصادي، وليس التعداد السكاني لكل منها.

وفي الصين، ثاني أكبر الاقتصادات العالمية، ارتفعت الانبعاثات الكربونية من 10.9 مليار طن إلى 11.4 مليار طن خلال عام 2021.

ويزيد هذا بواقع مرتين عن مستوى الانبعاثات الكربونية المرصودة في الولايات المتحدة الأميركية، التي سجلت صعودًا من 4.7 مليار طن إلى 5 مليارات طن.

وتظل الهند متمسكة بتصنيفها في المركز الثالث بواقع 2.7 مليار طن، في حين تحل كل من روسيا واليابان في المركزين الرابع والخامس.

يوضح التصميم التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- كبار مصدري الانبعاثات الكربونية بحلول 2030:

انبعاثات الكربون

أكثر من 37 مليار طن

أظهر التقرير أن آسيا تُنتج أكثر من 37 مليار طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، في حين تمثّل 8 اقتصادات فقط من دول القارة الصفراء ما نسبته 45% من إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية.

وبينما ترتفع الانبعاثات الكربونية العالمية، زادت -أيضًا- كثافة الانبعاثات والانبعاثات القائمة على الاستهلاك، رغم أن مستوى الانبعاثات الكربونية وشدتها يشهدان هبوطًا في مناطق أخرى مثل أوروبا.

وعلى صعيد متصل، أشار تقرير "توماس ليود" إلى أن كل اقتصاد من الاقتصادات الناشئة والنامية الآسيوية المذكورة لديه تكلفة كربون أعلى من أي اقتصاد رئيس آخر في غرب أوروبا.

وأوضح التقرير أن 7 من الاقتصادات الـ8 المذكورة لديها تكلفة كربون أعلى من ضعف نظيرتها في أكبر اقتصاد في غرب أوروبا.

فيتنام في الصدارة

فعلى سبيل المثال، تتصدّر فيتنام قائمة أعلى الاقتصادات الآسيوية من حيث تكلفة الكربون بواقع 890 مليون طن لكل تريليون دولار، متقدمة على كل من الهند وماليزيا والصين وتايلاند وإندونيسيا، التي لدى كل منها تكلفة كربون إلى الناتج المحلي الإجمالي، بأعلى من 500 مليون طن.

في غضون ذلك، تحتل كل من الفلبين وبنغلاديش المركزين الأخيرين (السابع والثامن على الترتيب)، بواقع 400 مليون طن لكل تريليون دولار.

وقال رئيس وحدة الأبحاث لدى "توماس ليود"، نيك بارسونز: "من خلال هذا التقرير، نستطيع تحديد المكان الذي أحرز تقدمًا في هذا الخصوص، وكذلك الوقوف على حجم الاستثمارات الإضافية والتدخلات المطلوبة".

وذكر بارسونز أن التقرير أوضح الحاجة الماسة لضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية الخاصة بالمناخ، ومشروعات الطاقة المتجددة في جميع أنحاء آسيا.

الانبعاثات العالمية

شهدت الانبعاثات الكربونية العالمية ذات الصلة بقطاع الطاقة زيادة بنسبة 0.9%، أو 321 مليون طن في العام المنصرم (2022)، حسبما أظهر تقرير "انبعاثات ثاني أكسيد الكربون 2022" الصادر عن وكالة الطاقة الدولية.

وجاءت الزيادة في مستوى الانبعاثات الكربونية في العام الفائت (2022) أبطأ من نظيرتها في العام السابق (2021)، بأكثر من 6%، وفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويُظهر الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصة الاتحاد الأوروبي من الانبعاثات الكربونية العالمية (1960-2020):

حجم الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي (13 ديسمبر 2021)

وأوضح التقرير أن الانبعاثات الكربونية الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري ارتفعت بواقع 423 مليون طن، في حين قلّت الانبعاثات الناتجة عن العمليات الصناعية بواقع 102 مليون طن.

وأشار التقرير إلى أنه وفي عام تخللته صدمات أسعار الطاقة، ومعدلات التضخم الصاروخية، واضطرابات في تدفقات تجارة الوقود الأحفوري، شهد نمو الانبعاثات الكربونية العالمي هبوطًا بأكثر من المتوقع، رغم التحول الذي شهدته العديد من الدول من الغاز إلى الفحم، على خلفية نقص إمدادات الطاقة الروسية في أعقاب الحرب الأوكرانية.

الانبعاثات الكربونية
انبعاثات كربونية من أبراج التبريد بمحطات الكهرباء العاملة بالفحم - الصورة من wonderopolis

وأوضح تقرير "انبعاثات ثاني أكسيد الكربون 2022" أن زيادة استعمال تقنيات الطاقة النظيفة، مثل المصادر المتجددة والمركبات الكهربائية والمضخات الحرارية، قد ساعدت على منع انبعاثات كربونية إضافية قدرها 550 مليون طن.

تحديات 2022

وسلّط التقرير الضوء على مجموعة من التحديات التي واجهها العالم في عام 2022، وأسهمت بدورها في نمو الانبعاثات الكربونية، قائلًا إن من بين الزيادة في الانبعاثات البالغ حجمها 321 مليون طن، تُعزى 60 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى أغراض التبريد والتدفئة في الطقس المتطرف، في حين يُعزى 55 مليون طن أخرى من الانبعاثات إلى محطات الطاقة النووية المُعطلة.

وانخفضت الانبعاثات الناجمة عن الغاز الطبيعي بنسبة 1.6%، أو 118 مليون طن، في حين زادت الانبعاثات الناتجة عن الفحم بنسبة 1.6%، أو 243 مليون طن، متجاوزة بذلك متوسط معدل النمو المتحقق في العقد الماضي.

في غضون ذلك، تجاوزت الانبعاثات الكربونية من النفط نظيرتها الناتجة من الفحم، إذ ارتفعت بنسبة 2.5%، أو 268 مليون طن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق