4 دول عربية في مقدمة إمدادات الغاز المسال إلى أوروبا خلال 2022

سعت أوروبا إلى تنويع إمدادات الغاز خلال 2022، والدخول بقوة إلى سوق الغاز المسال، في محاولة للتخلي على الصادرات الروسية عقب الأزمة الأوكرانية.

وبحسب بيانات حديثة اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن كلًا من قطر والجزائر ومصر وسلطنة عمان جاءت ضمن قائمة أبرز مصدري الغاز المسال إلى أوروبا في العام الماضي.

وأوضح تقرير لمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك" أنه بات واضحًا استمرار تنامي الطلب على الغاز المسال عالميًا، مدعومًا بتنامي الطلب غير المسبوق من جانب السوق الأوروبية.

وكشف التقرير، الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة نسخة منه، أن إجمالي الطلب العالمي على إمدادات الغاز المسال خلال الربع الرابع من 2022 بلغ نحو 104.1 مليون طن، مقابل 97.8 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة نمو على أساس سنوي 6.4%.

إمدادات الغاز المسال إلى أوروبا

أوضح تقرير أوابك، الصادر مساء الثلاثاء 7 مارس/آذار، بعنوان "تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربع الرابع من 2022 وحالة الصناعة في 2022"، وأعدّه الخبير المهندس وائل حامد عبدالمعطي، أن واردات الغاز المسال إلى أوروبا استمرت في النمو خلال الربع الرابع من 2022، لتسجل مستوى تاريخيًا بلغ 36 مليون طن، مقابل 23 مليون طن خلال الربع المماثل من 2021، بنسبة نمو 56.5%.

أرجع التقرير زيادة الطلب في السوق الأوروبية (الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وتركيا) إلى عدّة عوامل، أبرزها مساعي دول الاتحاد نحو إحلال الغاز المسال بديلًا عن إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا عبر خطوط الأنابيب، إثر تفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية.

كما عملت أوروبا على ملء خزانات الغاز للاستعداد بمخزون كافٍ خلال فصل الشتاء، الذي عادةً ما يصل فيه الطلب إلى ذروته بسبب التدفئة.

ونتيجةً لذلك، ظلت مخزونات الغاز في دول الاتحاد الأوروبي عند مستويات مرتفعة، تخطّت الـ80% بنهاية ديسمبر/كانون الأول، أي أعلى بما يزيد عن 25% مقارنة بالمدة المماثلة من عام 2021.

وأشار تقرير أوابك إلى أن إجمالي إمدادات الغاز المسال إلى أوروبا خلال 2022 بلغ نحو 125.9 مليون طن، لتحقق رقمًا قياسيًا جديدًا غير مسبوق، مقابل 75 مليون طن عام 2021، بنسبة نمو 66%.

واستحوذت دول الاتحاد الأوروبي على 95.17 مليون طن من جميع شحنات الغام المسال الواردة للقارة الأوروبية، مقابل 54 مليون طن في 2021، بنسبة نمو غير مسبوقة بلغت 76%.

شدد التقرير، الذي أعدّه المهندس وائل عبدالمعطي، على أن نمو إمدادات الغاز المسال إلى أوروبا جاء أحد أبرز التداعيات للأزمة الروسية الأوكرانية على أسواق الغاز عمومًا، والغاز المسال خصوصًا.

وبات الغاز المسال يشكّل 39% من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز، بعد أن تراجعت وارداته عبر الأنابيب من روسيا، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

أبرز الجهات

حافظت الولايات المتحدة على مكانتها أكبر مزوّد للغاز المسال إلى أوروبا خلال 2022، بإجمالي 57 مليون طن، بينما بلغ إجمالي صادرات إلى دول الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص نحو 43 مليون طن.

وأصبحت أوروبا السوق الأهم للولايات المتحدة، إذ استحوذت على أكثر من 70% من صادرات محطات الإسالة الأميركية الـ7، وفق تقرير أوابك، إذ شكّلت واشنطن نحو 45% من إجمالي إمدادات الغاز المسال إلى السوق الأوروبية.

وجاءت قطر في المرتبة الثانية بحصّة 13.9%، إذ عززت الدوحة، خلال العام الماضي، من صادراتها إلى أوروبا التي لجأت إلى خيار الغاز المسال لتعويض الإمدادات من روسيا عبر خطوط الأنابيب.

اللافت للنظر أن روسيا جاءت في المرتبة الثالثة، متقاربة مع قطر، بحصّة سوقية 13.7%، إذ صدّرت ما مجموعة 17.34 مليون طن، بحسب تقرير أوابك.

ونجحت موسكو في تسويق أكثر من 53% من إجمالي صادراتها من الغاز الطبيعي المسال داخل السوق الأوروبية خلال المدة نفسها.

واحتلّت نيجيريا المرتبة الرابعة، وتراجعت صادرات الغاز المسال الجزائر إلى المرتبة الخامسة، بالتزامن مع زيادة الصادرات عبر خطوط الأنابيب، تليها مصر في المرتبة السادسة، والتي سجلت قفزة كبيرة في صادرات الغاز المسال باتجاه أوروبا خلال 2022.

وفي قائمة الدول المصدّرة للغاز المسال جاءت سلطنة عمان في المرتبة الـ12 بقائمة أكبر مصدّري الغاز المسال إلى أوروبا، بعد أن وجّهت عدّة شحنات إلى القارة العجوز، مع مساعيها لتنويع الإمدادات بعيدًا عن روسيا.

الطلب على الغاز المسال في آسيا

في مقابل الطلب الأوروبي المرتفع، تراجع إجمالي الطلب الآسيوي على الغاز المسال بسبب تراجع الطلب في عدّة أسواق، أبرزها الصين، لتسجل السوق الأسيوية عمومًا نحو 65 مليون طن خلال الربع الرابع من عام 2022، مقابل 69.5 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة تراجع 6.5%.

جاء حجم التراجع الأكبر في أسواق شرق آسيا، التي تضم كلًا من الصين واليابان وتايوان وكوريا الجنوبية، إذ بلغت مجموع وارداتها مجتمعة خلال الربع الرابع من 2022 نحو 53.3 مليون طن، مقابل 56.3 مليون طن خلال الربع المماثل من 2021، بنسبة تراجع 5%.

وسجلت واردات الصين من الغاز المسال تراجعًا خلال الربع الرابع إلى 18.2 مليون طن، بنسبة انخفاض على أساس سنوي 15.4%، بسبب تطبيق الحكومة لسياسة صفر كوفيد، التي كان لها انعكاسات سلبية على النشاط الاقتصاد، علاوة على تفضيل الصين لإمدادات الغاز من روسيا عبر خط أنابيب "باور أوف سيبيريا"، كونها تعدّ أقلّ تكلفة من شحنات الغاز المسال في السوق الفورية.

وبسبب الانخفاض المستمر في واردات الصين خلال 2022، تراجعت بكين مجددًا خلف اليابان، لتصبح ثانية أكبر سوق للغاز المسال عالميًا، بعد أن تخطّت اليابان لأول مرة في عام 2021.

وبلغت إمدادات الغاز المسال إلى اليابان خلال الربع الرابع من عام 2022 نحو 17.2 مليون طن، مقابل 17.9 مليون طن خلال الربع الماثل من عام 2021، بنسبة تراجع 3.9%.

جاء ذلك بسبب تنفيذ برنامج إعادة تشغيل محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، الذي بدأت فيه اليابان مؤخرًا، ومن ثم تراجع الطلب على الغاز في قطاع الكهرباء.

في المقابل، ارتفعت واردات كوريا الجنوبية من الغاز المسال في الربع الرابع إلى 12.8 مليون طن، مقابل 11.7 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة نمو 9.4%.

وبلغ إجمالي واردات تايوان من الغاز المسال خلال الربع الرابع من 2022 نحو 5.1 مليون طن، عند مستويات الربع المماثل من 2021 نفسها.

أسواق جنوب آسيا

بلغت واردات أسواق جنوب أسيا- تضم كلًا من الهند وباكستان وبنغلاديش- خلال الربع الرابع من عام 2022 نحو 7.2 مليون طن، مقابل 9 ملايين طن خلال الربع المماثل من 2021، بتراجع 20%.

ويعود التراجع المستمر في واردات المنطقة لعدم قدرتها على المنافسة وجذب شحنات الغاز الطبيعي المسال من السوق الفورية، إذ تقدّم الأسواق الأوروبية أسعارًا أعلى لجذب الشحنات الفورية، وفق تقرير أوابك.

وسجلت واردات بقية الأسواق الآسيوية (جنب شرق آسيا) مجتمعة خلال الربع الرابع 4.5 مليون طن، مقابل 4.2 مليون طن خلال الربع المماثل من 2021، بنسبة نمو على أساس سنوي 7%.

الطلب على الغاز في أميركا

تراجع إجمالي واردات الغاز المسال في منطقة الأميركتين، خلال الربع الرابع إلى 1.9 مليون طن، مقابل 3.5 مليون طن خلال الربع المماثل من 2021، بتراجع على أساس سنوي نسبته 46%.

وانخفضت واردات البرازيل، التي تعدّ السوق الرئيسة في المنطقة، بفضل تحسّن إنتاج الطاقة الكهرومائية نتيجة غزارة الأمطار التي شهدتها البلاد، ومن ثم تراجُع حاجة قطاع الكهرباء إلى إمدادات الغاز المسال.

كما بلغت واردات الغاز المسال في أسواق الشرق الأوسط -تضم كلًا من الكويت والإمارات ومصر والأردن وفلسطين المحتلة- خلال الربع الرابع من عام 2022 نحو 1.2 مليون طن، مقابل 1.8 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة تراجع على أساس سنوي 6%.

وبات أغلب الطلب على واردات الغاز المسال في المنطقة ينحصر في الكويت، بينما تلاشى الطلب تقريبًا في الإمارات وفلسطين ومصر، مع تنامي الإنتاج المحلي من الغاز.

موضوعات متعلقة..

• توقف إمدادات الغاز إلى أوروبا بعد تعطل خط أنابيب رئيس
• الجزائر والمغرب.. هل تتأثر إمدادات الغاز إلى أوروبا بعد قطع العلاقات بين البلدين؟
• الصين تقيّد إمدادات الغاز المسال إلى أوروبا.. وتخفّض مشترياتها من السوق الفورية

اقرأ أيضًا..

• أوابك تعلن أرقام مشروعات الهيدروجين العربية.. مصر وسلطنة عمان في المقدمة
  
• صادرات الغاز المسال في 2022 تسجل أعلى مستوى خلال 50 عامًا (4 رسوم بيانية)
  
• الانتهاء من بناء محطة ضخمة لتوليد الكهرباء في الجزائر على يد شركة كورية