المقالاتسلايدر الرئيسيةغازمقالات الغاز

حقل بارس الجنوبي.. نقص الغاز يهدد إيران (مقال)

أومود شوكري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • إيران لم تتمكن من أداء دور في سوق الطاقة العالمية
  • • حقل بارس الجنوبي أنتج أكثر من 70% من الاستهلاك السنوي للغاز في إيران
  • • المرحلة التطويرية 14 تهدف لإنتاج 56 مليون متر مكعب من الغاز ومكثفاته
  • • لا يمكن لإيران الاعتماد على تكنولوجيا الشركات الصينية والروسية لحلّ مشكلة انخفاض الضغط
  • • غازبروم لا تستطيع حلّ مشكلة انخفاض الضغط في حقل بارس الجنوبي
  • • إنتاج المرحلة 14 من الغاز سيغطي فقط خُمْس نقص الغاز الطبيعي في إيران

لم تتمكن إيران من أداء دور في سوق الطاقة العالمية على الرغم من امتلاكها حقل بارس الجنوبي، وكونها ثاني أكبر مالك لاحتياطيات الغاز الطبيعي.

في العقود الـ4 الماضية، استمر خضوع إيران للعقوبات، التي ازدادت تعقيدًا وصرامة في السنوات الأخيرة، ومنعت البلاد من تطوير احتياطيات النفط والغاز.

وأنتج حقل بارس الجنوبي، المشترك بين إيران وقطر، أكثر من 70% من الاستهلاك السنوي للغاز في إيران، وكلما بدأ الإنتاج من مراحل هذا الحقل العملاق، استفادت إيران.

في الأسبوع الماضي، دَشّنت إيران مصفاة المرحلة التطويرية 14 بمجمع حقل بارس الجنوبي، بقدرة 18.3 مليار متر مكعب/سنويًا.

فيما يتعلق بالمرحلة 14، تجدر الإشارة إلى أنها واحدة من 24 مرحلة في حقل بارس الجنوبي، وقد هدفت لإنتاج 56 مليون متر مكعب من الغاز ومكثفاته.

المرحلة 14 لتطوير حقل بارس الجنوبي

بدأت المرحلة التطويرية الـ14 العمليات التنفيذية بحقل بارس في يونيو/حزيران 2010، وتمّ تنصيب أول منصة وتشغيلها في عام 2018، وثُبِّتت المنصة الأخيرة في عام 2019.

حقل بارس الجنوبي
تدشين مصفاة المرحلة التطويرية الـ14 بمجمع حقل بارس الجنوبي – الصورة من صحيفة طهران تايمز

وشهد عهد حكومة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني غياب التقنية والمالية والقدرة التشغيلية لتنفيذ 5 مشروعات عملاقة للغاز في الوقت نفسه.

وفي عام 2009، كانت المراحل السابقة (12 و 15 و 16 و 17 و 18) ما تزال نصف منتهية، بسبب تلاشي القدرات المحلية.

في غياب التماسك الإداري، ومحدودية المقاولين والزيادة المفاجئة في تكاليف التنفيذ، فلن تُؤَجَّل خطة تطوير المرحلة الـ14 فحسب، بل ستنتقل جميع المشروعات نصف المكتملة المتبقية إلى الحكومة التالية.

في الوقت الحالي، بلغت القدرة الإنتاجية للغاز في حقل بارس الجنوبي 700 مليون متر مكعب يوميًا، ويمكن عَدُّ مصفاة المرحلة التطويرية الـ14 لهذا الحقل المحطة النهائية لمصافي التكرير والمعالجة فيه.

وأصبح تنفيذ الأعمال التنفيذية لبدء تطوير بارس الجنوبي المرحلة 11 (المرحلة الأخيرة غير المطورة)، مع إمكان زيادة الإنتاج هذه المنطقة، أمرًا حيويًا للغاية.

أزمة صناعة الغاز في إيران

تدّعي حكومة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أن تدشين المرحلة الـ14 من بارس الجنوبي يمكن أن يحلّ جزءًا من مشكلات صناعة الغاز الطبيعي الإيرانية.

لكن الدراسات تُظهر أن المشروع، الذي سيستغرق 3 سنوات لإنتاج 18 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، وإعادة تسديد استثماره، لن يحلّ تلك المشكلات.

وسيؤدي تأخير في استكمال المرحلة 14 لمدة 10 سنوات إلى أضرار بقيمة 35 مليار دولار للاقتصاد الإيراني.

تجدر الإشارة إلى أن مشكلة انخفاض الضغط في هذا الحقل لم تُحلّ بعد.

وعلى الرغم من أن جمع الغازات المصاحبة للإنتاج من الحقول المشتركة، وزيادة معدل إعادة التدوير، وتجديد المرافق المتهالكة، واستكمال سلسلة القيمة، تندرج ضمن بديهيات صناعة النفط، فإن جميع الحكومات في إيران واجهت العديد من التحديات فيما يتعلق بهذه القضايا.

إنتاج المرحلة 14

أنتجت المرحلة 14 من بارس الجنوبي 62 مليار متر مكعب من الغاز الحلو حتى الآن.

حقل بارس الجنوبي
المرحلة 12 من حقل بارس الجنوبي - الصورة من منصة "بترو بارس"

وسيصل الإنتاج اليومي هذا المشروع، عند انطلاقه، 75 ألف برميل من المكثفات و 400 طن من الكبريت ومليون طن من البروبان والبوتان ومليون طن من الإيثان بقيمة 3.5 مليار دولار.

في عهد حكومة الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، وبسبب محدودية الموارد المالية، تقرَّر إعطاء الأولوية للمراحل المختلفة لحقل غاز بارس الجنوبي على أساس أقصى استخراج للحقل المشترك.

وانصبّ الاهتمام على المربّعات الحدودية، ما جعل مشروع المرحلة الـ14 أولوية بسبب موقعها في أقصى المربّع الشمالي.

ونظرًا لأهمية حصة إيران من الحقول المشتركة ومحدودية الموارد المالية، فقد تقرر في خطة التطوير للمرحلة 14 التركيز الجادّ على القطاع البحري، ومن ثم حفر آبار الغاز في البحر.

وسُمِحَ ببناء وتركيب وتشغيل 4 منصات غاز، إلى جانب خزان في هذه المرحلة، ضمن إطار العمليات التنفيذية لخطوط الأنابيب البحرية.

حاليًا، يُعدّ الجزء البحري من هذا المشروع قيد التشغيل بطاقة استخراج إجمالية يومية تبلغ 2 مليار قدم مكعبة من الغاز الحامض (ما يعادل 56 مليون متر مكعب)، وهو ما حقق أهم هدف لهذا المشروع.

وزعم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن إيران قادرة على توفير الاعتماد المصرفي المطلوب لتطوير حقول النفط والغاز.

وفيما يتعلق بمشكلة هبوط الضغط في حقل بارس الجنوبي، تجدر الإشارة إلى أن الضغط في الحقل آخذ في الانخفاض.

ويعني ذلك أن حقل بارس الجنوبي قد وصل إلى درجة التكثُّف (نقطة الندى).

ويتطلب حلّ مشكلة الضغط، الانخفاض في حقل بارس الجنوبي، خصوصًا في المرحلة 11، بناء منصة قادرة على إنتاج 20 ألف طن.

وبالنظر إلى أن تقنية بناء هذه المنصات موجودة في حوزة بعض شركات النفط الغربية، فهذا يعني أنه لا يمكن لإيران الاعتماد على تكنولوجيا الشركات الصينية والروسية لحلّ مشكلة انخفاض الضغط.

حقل بارس الجنوبي

في المقابل، يمكن لإيران أن تنتج منصات بقدرة إنتاج من 7 إلى 8 آلاف طن، وأن تبني هذه المنصات، التي تستغرق وقتًا طويلًا، وتتطلب توفير الموارد المالية اللازمة.

في الصيف الماضي، وُقِّعَت مذكرة تفهم بقيمة 40 مليار دولار بين وزارة النفط الإيرانية وغازبروم الروسية.

وكان من المفترض أن تستثمر شركة غازبروم في حقل بارس الجنوبي لحلّ مشكلة انخفاض الضغط. وعلى الرغم من عدم تنفيذ هذه المذكرة، فإن غازبروم لا تستطيع حلّ مشكلة انخفاض الضغط في حقل بارس الجنوبي.

جدوى المشروعات

ثمّة سؤال رئيس يبرز هنا، وهو تكلفة مثل هذه المشروعات مع الاستثمار الأجنبي، وهل استطاعت تكنولوجيا الشركات الإيرانية منافسة الشركات الأجنبية في هذا المشروع؟

وفي حالة عدم وجود عقوبات على إيران، مع تنفيذ هذه المشروعات من قبل شركات أجنبية، فكم مليار دولار من الاستثمارات سيكون مطلوبًا؟ وهل يمكن تشغيل هذه المشروعات في غضون أشهر قليلة؟ وهل كانت العقوبات السبب الرئيس لتأخير المرحلة الـ14من المشروع؟

لم تتمكن إيران من استيراد المواد الحيوية المطلوبة من الخارج لإكمال المرحلة الـ14 من حقل بارس الجنوبي، بما في ذلك الضواغط وأنظمة وأدوات التحكم والموسِّعات التوربينية.

وبالطبع، يجب ألّا يغيب عن البال أنه على الرغم من توقيع عقد بين إيران والأطراف الأوروبية وطلب المعدّات، رفض الطرف الأوروبي تسليم أو إكمال عملية تصنيع هذه المعدّات.

على صعيد آخر، تواجه إيران الكثير من المشكلات في تحويل العملات الأجنبية.

ويمكن أن تؤدي المرحلة 14 من حقل بارس الجنوبي إلى زيادة تصدير مكثفات الغاز الإيرانية وزيادة دخل إيران من النقد الأجنبي، ولكن بسبب استمرار العقوبات، تواجه إيران تحديًا لبيع مكثفات الغاز.

وبالنظر إلى أن المرحلة 14 من حقل بارس الجنوبي لا تُنتج سوى 50 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا، فلا ينبغي توقُّع حلّ مشكلة نقص الغاز الطبيعي في إيران بحلول الشتاء المقبل.

وفقًا لوزير النفط الإيراني جواد أوجي، فقد عانت إيران العام الماضي من نقص يومي في المتوسط يتراوح بين 250 و 300 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، ما يعني أن إنتاج المرحلة 14 من الغاز سيغطي فقط خُمْس نقص الغاز الطبيعي في إيران.

* الدكتور أومود شوكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001."

*هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق