التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

الغموض يحيط بتمويل تحول الطاقة في إندونيسيا.. تحتاج 20 مليار دولار

حياة حسين

يزور وفد من ممثلي حكومات الدول الغنية والبنوك الأجنبية إندونيسيا الأسبوع المقبل؛ لبحث تعهداتها المناخية من خلال تمويل تحول الطاقة في البلاد، التي أطلقتها في قمة الـ20، نهاية 2022.

وتعهدت حكومات الدول الغنية بدعم إندونيسيا بنحو 20 مليار دولار لتنفيذ عمليات تحول الطاقة، والتخلص من الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء، الذي يُعدّ مصدرًا رئيسًا لها، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

غير أن تمويل تحول الطاقة المرتقب يبدو غامضًا، ومن غير المعروف مصادر الحصول عليه حتى الآن، رغم مرور أكثر من 3 أشهر ونصف، إذ انطلقت التعهدات في قمة الـ20 في بالي الإندونيسية، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حسب تقرير مؤخرًا لموقع "كليمت هوم نيوز".

وتعهدت إندونيسيا بالاستغناء التدريجي السريع عن الفحم بحلول عام 2040، على أبعد تقدير.

زيارة فبراير

زار وفد رسمي من حكومتي أميركا واليابان إندونيسيا في 16 فبراير/شباط 2023، واستضافته وزارة الطاقة في البلاد؛ كون الزيارة تأتي ضمن إطار مباحثات تفعيل اتفاقات تحول الطاقة في إندونيسيا، وتعهدات تمويله من عدد من الدول الغنية.

وأحيت تلك الزيارة، والثانية المرتقبة في الأسبوع المقبل، الآمال في البلاد للكشف عن تفاصيل تمويل تحول الطاقة، خاصة أن كلًا من الحكومة المحلية والجهات الممولة لم تكشف عن أيّ تفاصيل سوى المبلغ الإجمالي.

ورغم أن بنك الاستثمار الأوروبي الوحيد الذي أعلن نيّته المشاركة بنحو مليار يورو (1.06 مليار دولار أميركي) في حزمة التمويل المرتقبة لعمليات تحول الطاقة في إندونيسيا، إلّا أن متحدثًا رسميًا من البنك قال: "الاتفاق ما يزال في طور التجهيز".

وقال وزير الاستثمار الإندونيسي لوهوت باندجايتان، إن شراكة تحول الطاقة نموذج للتعاون الدولي الذي يصنع سياسة تنعكس إيجابًا على الأجيال المقبلة.

تحول الطاقة في إندونيسيا

تحول الطاقة في إندونيسيا
شعار قمة الـ20 في بالي الإندونيسية - الصورة من "ذا هيندو"

من المرتقب أن تحصل إندونيسيا على نصف المبلغ الذي تعهدت به حكومات الدول الغنية والبنوك الأجنبية لتمويل تحول الطاقة، وهو 10 مليارات دولار من القطاع العام، والنصف الثاني من القطاع الخاص، في إطار تحالف مموّلي الحياد الكربوني "جي فانز" الذي انطلق في قمة المناخ كوب 26، التي انعقدت في غلاكسو الإسكتلندية عام 2021.

وبينما يختلف هذا الاتفاق عمّا حدث مع جنوب أفريقيا في كوب 26، إذ تعهدت الدول بتقديم تمويل يُقدَّر بنحو 8.5 مليار دولار من المال العام، فقد تضمنت اتفاقية فيتنام جزءًا من القطاع الخاص.

ومثل اتفاق إندونيسيا، ظلت تفاصيل اتفاق جنوب أفريقيا سرية حتى حصل عليها موقع "كليمت نيوز".

وكشفت البيانات الخاصة بالدولة الأفريقية، التي تعتمد بصورة كبيرة على الفحم -أيضًا-، أن 3% من التمويل المرتقب فقط منح، والباقي قروض؛ ما يمثّل عبئًا على ميزانية الدولة.

يُذكر أن شركة مرفق الكهرباء في جنوب أفريقيا (أسكوم) تعاني من تدهور أوضاعها التمويلية، وقِدَم معداتها، وتراكم ديونها؛ ما يسبّب انقطاعًا واسعًا للكهرباء في البلاد.

وفي إندونيسيا، كشفت المفوضية الأوروبية أن 1% من تمويل قيمته 2.5 مليار دولار، شاملًا تمويل بنك الاستثمار الأوروبي، فقط سيكون منحًا.

وقالت المملكة المتحدة، إنها ستسهم بنحو مليار دولار في صورة ضمان من البنك الدولي.

تكتّم على حجم التمويل

لم تعلن كل من أميركا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والدنمارك والنرويج حجم مساهمتها في تمويل تحول الطاقة في إندونيسيا البالغ 20 مليار دولار.

وقالت مصادر رسمية لم تكشف عن هويتها، إن هذه التمويلات ستأتي بخطوات بطيئة؛ بسبب ظروف الدول المشاركة الحالية.

وتعاني الدول المشاركة -رغم كونها من الحكومات الغنية- من مشكلات اقتصادية وارتفاع معدلات التضخم بصورة حادّة، عقب غزو روسيا أوكرانيا، وارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير.

إلّا أنه وفق اتفاق إندونيسيا مع تلك الدول، فإنها ستُجري في المرحلة الأولى إصلاحًا اقتصاديًا، يجب أن يحظى برضى حكوماتها.

غير أن عملية الإصلاح ستكون صعبة ومحفوفة بالمخاطر، خاصة في ضوء الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في فبراير/شباط 2024.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق