غازالتقاريرتقارير الغازرئيسية

محطات الغاز المسال في ألمانيا تكلف خزانة الدولة أكثر من 10 مليارات دولار

دخول 6 محطات الخدمة 2023

رجب عز الدين

تتحسب ألمانيا لارتفاع تكلفة محطات الغاز المسال الجديدة في البلاد إلى ما يتجاوز المخصصات المالية المرصودة سابقًا، وسط مخاوف من استمرار الاضطرابات العالمية المؤثرة في تكاليف الإنشاء.

وتتوقع وزارة الاقتصاد الألمانية ارتفاع تكلفة إنشاء البنية التحتية للغاز عن الرقم المعلن الذي أقره البرلمان الألماني خلال العام الماضي، وفقًا لوكالة رويترز.

واعتمد البرلمان الألماني "البوندستاغ" خطة مقدمة من الحكومة الألمانية العام الماضي، لإنشاء عدد من محطات الغاز المسال العائمة خلال المدة من 2022 إلى 2038 بقيمة 9.8 مليار يورو (10.3 مليار دولار)، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

محطات الغاز المسال
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك - الصورة من بلومبرغ

تنبيه إلى دافعي الضرائب

أصدرت وزارة الاقتصاد الألمانية تنبيهًا محدثًا إلى دافعي الضرائب باحتمال زيادة هذه التكلفة، لضمان عدم تعرض أمن الطاقة في البلاد لأي مخاطر مستقبلية.

وجاء هذا التنبيه في ورقة عمل متخصصة حول التكاليف، أعدتها الوزارة بالتعاون مع معهد كولون للبحوث الاقتصادية "إي دبليو أي".

وتبحث ألمانيا -المعتمدة على الغاز الروسي بصورة كبيرة- عن بدائل طويلة الأمد لمصادر الطاقة الروسية المنقطعة عبر خط نورد ستريم، ردًا على العقوبات الأوروبية على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا.

التخلص من روسيا 2024

تخطط برلين لاستبدال جميع واردات الطاقة الروسية بحلول منتصف عام 2024، حتى لا تتعرض لمخاطر استمرار الحرب الأوكرانية أو أي اضطربات عالمية أخرى تثيرها روسيا.

وتعتمد قطاعات الصناعة في ألمانيا على الغاز الطبيعي بصورة مكثفة، بالإضافة إلى قطاع المنازل، ما دفع الحكومة إلى البحث عن بدائل الاستيراد في دول أخرى مثل قطر وعمان وبعض الدول الأوروبية المنتجة للغاز.

وتستلزم هذه الخطط تهيئة البنية التحتية في ألمانيا عبر إنشاء عدد من محطات الغاز المسال لاستقبال الواردات القادمة من دول أخرى وإعادة تسييلها وتوزيعها على قطاعات الصناعة والمنازل.

مخاوف بيئية

تواجه خطط الحكومة الألمانية للتوسع في محطات التخزين والإسالة انتقادات واسعة من نشطاء البيئة والمناخ الذين يخشون انغماس البلاد في الاعتماد على الوقود الأحفوري لسنوات أطول من المأمول.

كما تروج المنظمات البيئية مخاوف حول احتمال تأثر الحياة البرية والسياحة المحلية في ألمانيا من جراء محطات الإسالة المرتقب إنشاؤها في المناطق الساحلية للبلاد.

وشرعت ألمانيا منذ العام الماضي في بناء عدد من منشآت التخزين العائمة بمواقع ساحلية مختلفة في وقت قياسي، استعدادًا لاستقبال شحنات الغاز المسال القادمة من دول مختلفة لتأمين شتاء 2023 و2024.

وتتجاوز سعة محطات الإسالة الجديدة الطلب المحلي في ألمانيا، إذ تخطط برلين لمساعدة دول أوروبية أخرى في إمدادات الغاز في وقت شديد الحساسية بالنسبة إلى قارة مأزومة تبحث عن التضامن بين أعضائها أكثر من أي وقت مضى.

محطات الغاز المسال
إحدى محطات الغاز المسال في ألمانيا - الصورة من دويتشه فيله

ربط 6 محطات بالإنترنت

ينظر الأوروبيون إلى ألمانيا بوصفها دولة قائدة للاتحاد إلى جانب دول أخرى مثل فرنسا، ما يجعل المسؤولين في برلين يشعرون بأن دورهم في الأزمة يتجاوز مجرد تلبية الطلب المحلي في البلاد.

وحصلت ألمانيا خلال العام الماضي على شحنات غاز مسال من بعض الدول الأوروبية المجاورة مكّنتها من تجاوز الشتاء المنصرم دون اضطرابات ملحوظة.

وتأمل ألمانيا في توسعة البنية التحتية لمحطات الغاز المسال لتعزيز الترابط والتضامن بين دول أوروبا، عبر تعزيز قدرتها على دعم الجيران، وفقًا لوزارة الاقتصاد الألمانية.

ومن المقرر ربط 6 محطات تخزين وإسالة في مواقع ساحلية مختلفة في ألمانيا، بشبكة الإنترنت بحلول نهاية 2023، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

5 محطات في الطريق

كما ستدخل 5 وحدات أخرى مستأجرة من الحكومة الألمانية إلى الخدمة خلال عامي 2024 و2025، بسعة تحويلية متوقعة تصل إلى 27 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.

كذلك يجري إنشاء مشروع وحدة تخزين وإسالة في ميناء لومبين بقدرة تحويل تصل إلى 5 مليارات متر مكعب سنويًا خلال 2023، ترتفع إلى10 مليارات متر مكعب بداية من 2024.

وتخطط الشركات الألمانية المنخرطة في هذا المشروع لتصميم مشروعات محطات الإسالة بصورة تصلح لاستقبال مصادر الوقود غير الأحفوري في المستقبل مثل الهيدروجين الأخضر والأمونيا.

وتدرس شركة يونيبر بناء مركز للغازات الخضراء في ميناء فيلهلمسهافن بولاية ساكسونيا، بالتعاون مع شركة الطاقة الألمانية الكبرى "أر دبليو إي"، وآخرين، لكن القرار الاستثماري بشأن هذه المشروعات لم يُتخذ بعد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا...

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق