غازالتقاريرتقارير الغازروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسية

روسيا لن تُصلح خطي نورد ستريم قريبًا.. وهذه هي الأسباب (تقرير)

أحد الخطوط سليم وقابل للعمل لكن برلين ترفض

رجب عز الدين

توشك روسيا على إغلاق ملف إصلاح خطوط أنابيب نورد ستريم المتصدعة لأجل غير مسمى، وسط توقعات باستمرار الحرب في أوكرانيا، وتدهور أكبر في علاقاتها مع أوروبا وأميركا.

وتتجه الحكومة الروسية إلى تعليق خطط إصلاح الخطوط المخربة بنهاية سبتمبر/أيلول الماضي (2022)، وسط انعدام أي إشارات لتحسن العلاقة مع أوروبا، وفقًا لوكالة رويترز.

وشرعت غازبروم الروسية، منذ أشهر، في عمليات أولية لإصلاح خطوط أنابيب نورد ستريم على أمل تهيئتها لإعادة ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا في أي وقت، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وبنت شركة غازبروم -المملوكة للحكومة- خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 منذ سنوات، وكلاهما يتكوّن من أنبوبين بسعة نقل تصل إلى 110 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا إلى أوروبا.

أحد الخطوط يعمل

خطوط أنابيب نورد ستريم
إعلان تشغيل خط نورد ستريم عام 2005 في عهد ميركل - الصورة من دويتشه فيله

 

دفعت العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا، منذ عداونها على أوكرانيا، إلى رد موسكو بقطع إمدادات الغاز الروسي تدريجيًا عبر خط نورد ستريم الرئيس، إلى أن وقعت حادثة التخريب مجهولة المصدر نهاية سبتمبر/أيلول 2022، فانقطع الإمداد بصورة كاملة.

وأسهمت حادثة التفجيرات المجهولة في تصدع 3 خطوط أنابيب، في حين لا يزال خط نورد ستريم 2 سليمًا وصالحًا لضخ الغاز الروسي، إلا أن التوترات مع أوروبا بلغت حدًا يتجاوز مسألة إعادة الضخ، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتقول شركة غازبروم الروسية العملاقة، إن إصلاح الخطوط المتصدعة ممكن من الناحية الفنية والهندسية، لكن يبدو أن الحكومة في موسكو لا ترغب في استمرار الإصلاح المكلف، بسبب انعدام الأمل في تحسن العلاقات مع أوروبا في المستقبل المنظور، ما يجعلها في غنى عن التكلفة المهدرة.

وتضررت الشركة الروسية بصورة ضخمة من تدهور العلاقات السياسية بين أوروبا وموسكو، إذ بلغ حجم الانخفاض في صادراتها خارج دول الاتحاد السوفيتي السابق، أكثر من النصف تقريبًا خلال 2022.

وانخفضت صادرات الغاز الروسي في 2022 إلى 101 مليار متر مكعب، وهو أدنى مستوى منذ انهيار الاتحاد السوفيتي أوائل تسعينيات القرن الماضي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وانقطع أمل شركة غازبروم في إحياء ضخ الغاز إلى أوروبا بعد دخول الحرب الأوكرانية عامها الثاني دون حسم حتى الآن، وسط توقعات باستمرارها لما بعد 2023.

كما باتت الحكومة الروسية تنظر إلى مشروع خطوط نورد ستريم بقليل من الأمل، إلى حد اعتبار مشروعًا قد مات ودُفن، على حد تعبير أحد المسؤولين الروس.

طلاء الأنابيب قريبًا

خطوط أنابيب نورد ستريم
لقطة من انفجار خطوط أنابيب نورد ستريم - الصورة من رويترز

تدور الأفكار المتداولة في روسيا حاليًا حول سد الأجزاء المتصدعة في خطوط أنابيب نورد ستريم، ووضع كميات من الطلاء داخلها، لمنع تآكلها والحفاظ على كيانها صالحًا لإعادة التنشيط في المستقبل البعيد.

وتأمل موسكو في عودة الأوروبيين إلى أحضانها مجددًا، بعد أن يذوقوا تكاليف استبدال الغاز الروسي عبر الولايات المتحدة التي تعوضهم بكميات كبيرة لكن بأسعار مضاعفة، من المتوقع أن يشعروا بثقلها خلال سنوات، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ولم ترد وزارة الطاقة الروسية أو شركة غازبروم أو الشركات الأوروبية المساهمة في الخطوط، على طلبات التعليق على الأنباء المتداولة بكثافة حول إغلاق ملف الإصلاحات إلى أجل غير مسمى.

بينما نفت شركة إي أون الألمانية المالكة لحصة أقلية في شركة "نورد ستريم إيه جي"، علمها بأي قرار جديد سواء مع أو ضد استعادة الخطوط لعملها في نقل الغاز.

مَن فجّر الخطوط؟

ما زالت التحقيقات الأوروبية مستمرة حول حادثة تفجير خطوط أنابيب نورد ستريم نهاية سبتمبر/أيلول 2022، إلا أنها لم تصل إلى تحديد الفاعل بعد، وسط تراشق الاتهامات السياسية المتبادلة بين موسكو وأوروبا وواشنطن.

وتروج موسكو إلى أن الغرب هو المسؤول عن التفجيرات، كما اتهم الصحفي الاستقصائي الأميركي سيمور هيرش، إدارة بايدن بوقوفها وراء الحادث بصورة أو بأخرى، ما دفع البيت الأبيض إلى وصف ما وصل إليه في تحقيقه الصحفي بـ"الخيال الكامل".

ولم تنته تحقيقات الدنمارك وألمانيا والسويد حول الحادث بعد، وسط صعوبات فنية شديدة في استكشاف مسرح الجريمة في أعماق بحر البلطيق، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وكان خط نورد ستريم 1 معطلًا لإجراء أعمال صيانة ادعتها غازبروم الروسية منذ أواخر أغسطس/آب 2022، ولم يعد تشغيله خلال الأشهر التالية، إلى أن وقعت حادثة التخريب نهاية سبتمبر/أيلول 2022، فتصدعت خطوطه من أغلب الاتجاهات.

وأما مشروع خط نورد ستريم 2 فقد بنته شركة غازبروم عام 2021، بالتعاون مع شركات أوروبية بتكلفة 11 مليار دولار، في إطار خطط توسعية لمضاعفة تدفق الغاز الروسي إلى ألمانيا.

ويبلغ طول هذا الخط قرابة 1233 كيلومترًا، وكان على وشك بدء التشغيل التجاري قبيل الحرب الأوكرانية بأسابيع قليلة، إلا أن الحكومة الألمانية رفضت افتتاحه وجمدته، ردًا على اعتراف موسكو بمنطقتين منفصلتين شرق أوكرانيا قبيل أيام من إرسال قواتها المسلحة للغزو البري.

بوتين يقترح وبرلين ترفض

خطوط أنابيب نورد ستريم
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - الصورة من أسوشيتد برس

يقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ أشهر، استعمال الخط غير المتصدع من نورد ستريم 2 لإعادة ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا، وسط رفض شديد من برلين التي اتخذت قرارًا إستراتيجيًا بالاستقلال عن مصادر الطاقة الروسية.

كما توقفت بولندا عن شراء الغاز الروسي، بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية الأخرى في إطار الالتزام بالعقوبات المفروضة على موسكو، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ولا تصدر روسيا في الوقت الحالي سوى 40 مليون متر مكعب من الغاز إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب المارة من مدينة سودجا الروسية على الحدود بين أوكرانيا وسلوفاكيا.

وقطع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأمل في عودة الغاز الروسي إلى أوروبا بقوله: "لن نعتمد على الغرب شريكًا في مجال الطاقة بعد الآن".

وتدرس روسيا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، إنشاء مركز لتصدير الغاز إلى أوروبا عبر تركيا، وما زالت الفكرة محل دراسة ولم تنفذ بعد حتى الآن، على الرغم من حديث الرئيسين التركي والروسي عنها أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا...

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق