التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

قطاع التعدين في أفريقيا.. فرصة حاسمة لدعم تحول الطاقة عالميًا (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

من المتوقع أن يؤدي قطاع التعدين في أفريقيا دورًا حاسمًا في تحقيق أهداف الحياد الكربوني، مع امتلاك القارة السمراء ثروات هائلة قد تُسهم في توفير احتياجات العالم من المعادن المطلوبة لدعم تحول الطاقة.

ويوضح تقرير حديث لشركة الأبحاث وود ماكنزي أن الوصول إلى أهداف اتفاقية باريس المتضمنة تحقيق الحياد الكربوني، بحلول 2050، يتطلب مضاعفة إنتاج النحاس والألومنيوم، مع زيادة إمدادات النيكل 3 مرات، كما يحتاج العالم إلى 9 أمثال كمية الليثيوم المنتجة حاليًا.

وبصفة عامة، هناك ضرورة لاستثمار نحو 1.2 تريليون دولار في إنتاج المعادن الضرورية للانتقال إلى الطاقة النظيفة بحلول عام 2050، وفقًا للتقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ويشير التقرير إلى وجود تناقض واضح بين الرغبة في تقليل الانبعاثات وإعاقة إنتاج المعادن المطلوبة لتحقيق الحياد الكربوني، والمتمثل في اتجاه الحكومات والهيئات التنظيمية إلى التركيز على المشروعات التي تحدّ من انبعاثات الكربون بصورة أكبر من تطوير المناجم.

ويوضح التقرير أن الطريقة المثالية هي الاستثمار في خفض الانبعاثات الكربونية، بالتوازي مع دعم التنقيب في مناجم جديدة لتوفير المعادن المطلوبة لتحوّل الطاقة.

دعم قطاع التعدين في أفريقيا

قطاع التعدين في أفريقيا جزء أساسي في تحولات الطاقة عالميًا
منجم تعديني- أرشيفية

يؤكد تقرير وود ماكنزي أن قطاع التعدين في أفريقيا سيؤدي دورًا مهمًا في توفير احتياجات العالم من المعادن اللازمة لتحول الطاقة، كونه يحتوي على 30% من الثروة المعدنية العالمية.

ولكي يتحقق ذلك، لا بد أن تكون الدول الأفريقية قادرة أولًا على تلبية احتياجاتها الخاصة من قطاع التعدين، مع تأكيد أن الفوائد التي ستعود عليها من تحول الطاقة ستفوق المكاسب من التعدين.

وعلى الرغم من ضرورة وجود مسح للمناطق التعدينية والعمالة الماهرة، هناك مجموعة مخاطر تواجه قطاع التعدين في أفريقيا متعلقة بالطاقة إلي جانب المخاطر البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.

وتعمل أزمة موثوقية الكهرباء والوتيرة البطيئة لتغلغل الطاقة المتجددة على تقييد التحول الأخضر وفوائد الطاقة النظيفة للمجتمعات الأفريقية، حسب التقرير.

وشدد التقرير على أولوية الخدمات اللوجستية شرطًا رئيسًا واضحًا لنجاح قطاع التعدين في أفريقيا، خصوصًا المتعلقة بالسكك الحديدية التي تعاني من حالة ضعف في الوقت الراهن.

ورغم أن المستثمرين يعملون على توسيع نطاق إنتاج المعادن، رأت وود ماكنزي أن معدلات نمو قطاع التعدين في أفريقيا ما زالت بطيئة باستثناء النحاس والكوبالت في الكونغو.

وترى وود ماكنزي أنه مع تركيز الشركات على إزالة الكربون في مواقع التعدين الحالية، فإنها لا تحقق النمو الكافي لتوفير المعادن المطلوبة بوتيرة أسرع، داعيةً إلى ضرورة قيام الحكومات بتغيير سياسات التعدين، بالإضافة إلى تلبية متطلبات المستثمرين.

فرصة أمام أفريقيا

رصدت وود ماكنزي مجموعة من المتطلبات التي يجب القيام بها إذا أرادت أفريقيا الاستفادة القصوى من ثرواتها التعدينية الهائلة، ومن أبرزها آليات تمويل مبتكرة تعمل على تقليل تكلفة رأس المال لمشروعات الطاقة النظيفة والتنقيب عن المعادن، حسب التقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

وأشار التقرير -أيضًا- إلى الدعوات التي تطالب بتوسيع التعاون بين الحكومات وشركات التعدين، وتعزيز التقنيات والمشاركة في البنية التحتية، مع تأكيد توافق الأهداف بين الحكومات وصنّاع التعدين.

كما ستكون هناك حاجة إلى البحث عن استثمارات جديدة من الشركات المصنّعة للمعدّات الأصلية، وكذلك جذب استثمارات صناعة النفط والغاز.

ويستعرض الرسم البياني التالي، الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة، المعادن المستعملة في بعض تقنيات الطاقة النظيفة:

 

الطاقة النظيفة - المعادن

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق