غازأخبار الغازأخبار النفطرئيسيةنفط

شل تصدم نشطاء المناخ وتتراجع عن خطط خفض إنتاج النفط حتى 2030

بي بي البريطانية المنافسة لجأت إلى الأسلوب نفسه

رجب عز الدين

تراجعت شركة شل، إحدى كبريات شركات النفط والغاز العالمية، عن خطط خفض إنتاج النفط بصورة مفاجئة ومخيبة لآمال خطط خفض الانبعاثات ونشطاء البيئة والمناخ.

وأعلنت الشركة الأنغلو-هولندية دخولها في حالة مراجعة لخطة خفض إنتاج النفط الحالية بنسبة 1 إلى 2% سنويًا حتى عام 2030، وفقًا لصحيفة التايمز البريطانية.

وأقدمت شل على هذه الخطوة، بعد أن أعلنت شركة النفط البريطانية بي بي المنافسة التراجع عن خطط مماثلة لخفض إنتاج النفط والغاز معًا.

الخفض غير معقول

تعهّد الرئيس التنفيذي الجديد لشركة شل وائل صوان، بدعم خطط سلفه فان بيردن، للتحول الإستراتيجي نحو إنتاج مصادر طاقة منخفضة الكربون.

ورغم ذلك التعهد، أعلن صوان -الذي تولى منصبه منذ بداية 2023- مراجعة الهدف الحالي للشركة في خفض إنتاج النفط بحلول عام 2030.

وقال صوان -في مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية-، إن لديه وجهة نظر راسخة بأن العالم سيحتاج إلى النفط والغاز لمدة طويلة مقبلة، ما يجعل خطط خفض الإنتاج غير معقولة وليست صحيحة.

وتتوقع شل أن يتراوح إنتاجها من النفط والغاز بين 1.8 مليونًا ومليوني برميل من المكافئ النفطي يوميًا خلال الربع الأول من عام 2023.

النفط البريطانية بي بي

تراجعت شركة النفط البريطانية بي بي المنافسة، الشهر الماضي، عن خططها لخفض إنتاج النفط والغاز بنسبة 40% بحلول نهاية العقد الحالي.

وخفّضت الشركة البريطانية الهدف المرصود من 40% إلى 25%، ما يُعد ضربة صادمة لجهود خفض الانبعاثات والحياد الكربوني في أوروبا، وفقًا لوكالة رويترز.

شل
الرئيس التنفيذي لشركة شل، وائل صوان - الصورة من بلومبرغ

ولم تحدد شل هدفًا لخفض إنتاجها من الغاز مطلقًا، بل يدور الحديث عن خفض إنتاج النفط فقط، على عكس منافستها البريطانية التي استهدفت المصدرين الأحفوريين، ثم تراجعت عن خططها بصورة جزئية صادمة للطموحات السابقة.

وسجل كل من الشركتين أرباحًا قياسية خلال العام الماضي، مستفيدتين من اشتعال أسعار النفط والغاز بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

40 مليار دولار

سجلت شل صافي ربح قياسي بلغ 40 مليار دولار خلال عام 2022، بنسبة نمو تجاوزت 100% عن الرقم المسجل في 2021، وفقًا لأحدث نتائج أعمال سنوية للشركة.

ويتجاوز صافي الربح المسجل في عام 2022، رقم الـ31 مليار دولار القياسي المسجل في عام 2008، الذي يُعد مرجعًا لأداء الشركة منذ سنوات، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأسهمت نتائج الربع الأخير من 2022، في ظهور النتائج السنوية الكاملة بهذه الطفرة القياسية، إذ سجلت 9.8 مليار دولار خلال الربع، متجاوزة توقعات المحللين المستقرة عند 8 مليار دولار.

وأعلن الرئيس التنفيذي الجديد وائل صوان -الكندي من أصل لبناني- خططًا لإعادة هيكلة أنشطة وعمليات شل بصورة شاملة منذ توليه المنصب في يناير/كانون الثاني 2023.

وتشمل خطط إعادة الهيكلة مراجعة الاستمرار في أعمال البيع بالتجزئة في أكثر من بلد أوروبي بعد تراجع عوائد القطاع.

مراجعة بيع التجزئة

أعلنت الشركة، في 26 يناير/كانون الثاني 2023، دراستها الانسحاب من أعمال بيع التجزئة للمنازل في المملكة المتحدة وهولندا وألمانيا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

واشتكت الشركة تأثر قطاعات بيع التجزئة بظروف السوق الأوروبية الخانقة التي عانت ارتفاعات قياسية في أسعار بيع الغاز بالجملة خلال العام الماضي بسبب حرب أوكرانيا.

وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بمعدل 300% وأكثر خلال العام الماضي 2022، ما انعكس على فواتير المستهلكين بصورة قياسية لم يألفوها منذ عقود.

ورفعت الحكومات الأوروبية مخصصات دعم الطاقة بمبالغ مالية ضخمة، في محاولة لتخفيف المعاناة عن المواطنين، مع وضع سقف لأسعار بيع الغاز بالجملة داخل الاتحاد، ما أثر في شركات البيع بالتجزئة، واضطر بعضها للانسحاب وتصفية بعض أعمالها.

وحاولت شل إنقاذ فروع البيع بالتجزئة في بريطانيا خلال العام الماضي عبر إقراضها 1.5 مليار دولار، تجنبًا لانهيارها كما حصل مع بعض المنافسين.

شل
أحد فروع شل لبيع التجزئة - الصورة من موقع الشركة

الانسحاب من 3 دول

ترغب شل في مراجعة المركز المالي لفروع البيع بالتجزئة في بريطانيا وهولندا وألمانيا، لاتخاذ قرار بشأن الاستمرار أو التخارج في نهاية المطاف.

وأطلقت الشركة عملية المراجعة في يناير/كانون الثاني 2023، لكنها لا تتوقع أن يصدر قرار نهائي بشأنها قبل عدة أشهر لم تحددها على وجه الدقة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويقدم فرع التجزئة التابع في بريطانيا خدمات البيع إلى عدد ضخم من العملاء يصل إلى 1.4 مليون عميل، في حين يقدم الفرع الألماني الخدمة لـ110 آلاف عميل، بالإضافة إلى 16 ألف عميل يخدمهم الفرع الهولندي.

ولدى شل شركات أخرى للبيع بالتجزئة في دول أخرى مثل الولايات المتحدة وأستراليا، إلا أن هذه الفروع لم تُدرج في خطة إعادة الهيكلة المعلنة الشهر الماضي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق