التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

الغاز الطبيعي أم المسال.. إلى أين يتجه الطلب الصيني في 2023؟

أسعار السوق الفورية المحدد الرئيس

هبة مصطفى

تُعَد مستويات الأسعار بالسوق الفورية المتوقعة خلال العام الجاري (2023) محددًا رئيسًا إذا ما كانت الصين ستفضل الاعتماد على الغاز الطبيعي أو قد تلجأ إلى الغاز المسال، بحسب معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن رويترز اليوم الجمعة 3 مارس/آذار.

وتُشير التوقعات إلى أن الطلب الصيني على الغاز سينتعش في ظل تعافي الاقتصاد من إغلاقات جائحة كورونا، ويتزامن ذلك مع غلق القارة الأوروبية أبوابها أمام شحنات الغاز الروسية واحتمال تزايدها إلى القارة الآسيوية بصورة عامة، وبكين بصورة خاصة.

وشهد شهر فبراير/شباط المنتهي قبل أيام قليلة توقيع اتفاق يسمح بتصدير مليون طن متري سنويًا من الغاز المسال العماني إلى الصين بدءًا من عام 2025، كما أحرزت المباحثات حول صفقة مماثلة مع قطر تقدمًا مهمًا.

الطلب والاستهلاك

تعتمد الصين على الغاز المنتج محليًا، بالإضافة إلى وارداته عبر خطوط الأنابيب وكذا شحنات الغاز المسال، لتلبية الطلب.

الغاز الطبيعي
مرافق صينية في قطاع الغاز - الصورة من China Daily

وتوقّع المدير التنفيذي للغاز المسال العالمي والطاقات الجديدة لدى شركة "بتروتشاينا إنترناشيونال" ياو يو تشانغ، تسجيل الطلب على الغاز الطبيعي في الصين نموًا خلال العام الجاري (2023) في ظل التعافي الاقتصادي وتجاوز مرحلة إغلاقات الجائحة.

وقال إن معدلات الاستهلاك ستشهد -أيضًا- ارتفاعًا عن مستويات العام الماضي (2022)، بينما ربط بين الاتجاه لزيادة واردات الغاز المسال والأسعار في السوق الفورية.

وكانت معدلات استهلاك بكين للغاز قد سجّلت 366.3 مليار متر مكعب العام الماضي (2022)، منخفضة بنسبة 1.7% عن العام السابق له (2021)، وعلى الوتيرة ذاتها انخفضت واردات الغاز المسال إلى 63.4 مليون طن، بنسبة 20%.

وتأثرت الواردات الصينية العام الماضي بالإغلاقات وقفزة الأسعار الفورية بالأسواق العالمية، ودفع ذلك نحو إزاحة اليابان لبكين من موقع أكبر مشترٍ عالمي للغاز المسال.

أسعار السوق الفورية

أكد المدير التنفيذي للغاز المسال العالمي والطاقات الجديدة لدى بتروتشاينا -أكبر مستورد صيني للغاز وذراع شركة النفط الوطنية "سي إن بي سي"- ياو يو تشانغ، أنه رغم توقعات ارتفاع الطلب على الغاز خلال العام الجاري (2023)؛ فإنه ستجري أولًا مراقبة مستويات الأسعار بالسوق الفورية.

وشدد على أن استمرار أسعار الغاز المسال على وتيرة العام الماضي المرتفعة في تلك السوق سيحجم عمليات الشراء لدى بكين، مقابل زيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي سواء المنتج محليًا أو المستورد عبر خطوط الأنابيب.

وتتضمن خطوات التعافي الصيني جراء إغلاقات جائحة كورونا التوسع في تأهيل البنية التحتية لواردات الغاز الطبيعي، بما يتلاءم مع توقعات الطلب.

وكشف تقرير صادر عن "غلوبال إنرجي مونيتور" عن أن الصين ضمن أبرز الدول الآسيوية التي تعكف على تطوير خطوط أنابيب نقل الغاز، تليها الهند.

وتُخطط أكبر الاقتصادات الآسيوية إلى مضاعفة طول خطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي بحلول عام 2025؛ إذ لديها خطوط قيد الإنشاء بمسافة تمتد بنحو 17 ألفًا و800 كيلومتر، بلغت تكلفة تطويرها 21.9 مليار دولار.

ويكشف الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- عن حجم واردات الغاز الصينية خلال عام (2021)، سواء عبر خطوط الأنابيب أو الغاز المسال:

واردات الصين من الغاز

منافذ الواردات

أمام الصين خيارات عدة لتعزيز وارداتها سواء من الغاز الطبيعي أو المسال، وتأتي روسيا على قائمة الدول المصدرة لبكين، كما تشير التوقعات إلى زيادة التعاون في هذا المجال خلال الآونة المقبلة أسوة بالتعاملات النفطية.

وتشكل شركة بتروتشاينا أحد أضلاع هذا التعاون؛ إذ تشارك موسكو في مشروعيها "يامال" و"أركتيك 2" للغاز المسال، بجانب مشتريات بكين من الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب.

ويبدو أن موسكو تحاول تعزيز منافذها الآسيوية بعدما شهدت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا جدلًا واسعًا خلال العام الماضي (2022)، وانتهى بقطعها تمامًا ودفع القارة العجوز نحو ملء مخزوناتها عبر السوق الفورية والمنافذ البديلة.

وتخطط موسكو لزيادة صادرات الغاز الطبيعي إلى الصين وتعمل على إنشاء مسارات وخطوط جديدة، بجانب زيادة شحنات الغاز المسال.

وشجعت توقعات النمو وزيادة الطلب، خلال العام الجاري (2023)، بكين على عقد المزيد من الصفقات خلال الأشهر الماضية، وأبرزها اتفاق استيراد الغاز المسال العماني، والمضي قدمًا نحو إنجاح صفقة مماثلة حول الغاز القطري.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق