نفطأخبار النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيا

الصين تكثف مشتريات النفط الروسي خوفًا من تهديدات "الخفض"

وصول كميات قياسية مرتقبة خلال مارس

رجب عز الدين

كثفت الصين طلبات شراء النفط الروسي خلال الأسابيع الماضية، وسط مخاوف من لجوء موسكو إلى خفض الإنتاج؛ ردًا على العقوبات الغربية التي تضطرها لتقديم تخفيضات تضرّ بعوائدها بصورة كبيرة.

واستغلت مصافي التكرير الصينية الخصومات المغرية التي تقدّمها روسيا، وكثفت عمليات الشراء عبر طلبات الاستيراد بكميات ضخمة تزامنًا مع انتعاش الطلب المحلي بعد رفع قيود كورونا منذ يناير/كانون الثاني 2023، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وترجح بيانات تتبّع السفن استمرار ارتفاع معدلات الشراء الصينية للنفط الروسي لتسجل رقمًا قياسيًا خلال شهر مارس/آذار 2023، وفقًا لوكالة رويترز.

موسكو تخفض الصادرات

النفط الروسي
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - الصورة من بلومبرغ

تخشى مصافي التكرير الصينية من خطة روسية محتملة لخفض الإنتاج والصادرات خلال الأشهر المقبلة، ردًا على تشديد محتمل للعقوبات من قبل الولايات المتحدة وأوروبا.

ولا ترغب الصين والهند -أكبر كتلتين بشريتين في العالم- في خفض الإنتاج الروسي، حتى لا تُحرم من الخصومات المغرية التي تتراوح بين 20% و30% على كميات كبيرة تشتريها من موسكو شهريًا.

وإذا لجأت روسيا إلى خفض الإنتاج، فلن تحصل أكبر الاقتصادات في آسيا والعالم على كميات كبيرة، وربما لن تحصل على الخصومات التي كانت تُقدَّم في السابق.

تسلسل العقوبات

استمرت موسكو في توجيه أغلب صادراتها النفطية إلى آسيا بكميات كبيرة منذ حظر دخولها إلى أوروبا على خلفية الحرب الأوكرانية المندلعة في فبراير/شباط 2022، وما زالت مستمرة حتى الآن.

وفرض الاتحاد الأوروبي حظرًا شبه كامل على دخول النفط الروسي المنقول بحرًا منذ 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، مع استثناء بعض دول شرق أوروبا من ذلك لصعوبة أوضاعها الاقتصادية وضعف فرصها في البحث عن بدائل، مثل بلغاريا، والتشيك، وسلوفاكيا، والمجر.

كما فرضت مجموعة الـ7 سقفًا لتداول الخام الروسي في الأسواق العالمية لا يزيد عن 60 دولارًا في محاولة لتكبيد موسكو خسائر تتراوح بين 20 إلى 25 دولارًا للبرميل، إذا رغبت في تصريفه إنتاجها أو إجبارها على خفض الإنتاج والتصدير، ما يعرّضها لخسارة أكبر في الحالتين.

وشدد الاتحاد الأوروبي العقوبات على روسيا عبر إدراج المشتقات النفطية، لا سيما الديزل الروسي، إلى قائمة الحظر منذ 5 فبراير/شباط 2023.

واضطرت روسيا إلى تقديم خصومات سخية للقوى الاقتصادية القادرة على شراء أكبر الكميات بصورة دورية مستمرة تضمن لها جانبًا مستقرًا من العوائد، في ظل استمرار الحرب على أوكرانيا دون حسم حتى الآن.

ويعبّر مدير المشتريات في إحدى مصافي التكرير بإقليم شاندونغ عن هذه المقايضة بوضوح عبر قوله: " السعر هو الملك"، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

43 مليون برميل في الطرق

تشير بيانات تتبّع السفن إلى اقتراب وصول ناقلات تحمل 43 مليون برميل من نوعيات النفط الروسي إلى المواني الصينية خلال شهر مارس/آذار 2023.

وتشمل هذه الشحنات على 20 مليون برميل من مزيج إسبو المفضل لدى مصافي التكرير الصينية، و11 مليون برميل من خام الأورال الرئيس، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتنتج روسيا نوعيات مختلفة من النفط الثقيل والخفيف، أبرزها خام الأورال الرئيس، ومزيج شرق سيبيريا والمحيط الهادئ، ومزيج سوكول، ومزيج سخالين، ومزيج فاراندي بلند، ومزيج نوفي بورت، ومزيج إسبو، ومزيج أركو الثقيل الحامض.

ولم تكن كثير من هذه النوعيات تباع إلى مصافي التكرير المستقلة في الصين قبل الحرب الأوكرانية، إذ كان أغلبها يتجه إلى مصافي التكرير الأوروبية التي التزمت بالعقوبات، ولم تعد تستقبل شحنات روسية منذ العام الماضي.

نوعيات قطبية أخرى

النفط الروسي
ناقلة نفط روسية - الصورة من نيويورك تايمز

تعدّ شحنات شهر مارس/آذار 2023، الأعلى في تاريخ الاستيراد الصيني للنفط الروسي، إذ بلغ أعلى مستوى سابق قرابة 42.48 مليون برميل في يونيو/حزيران 2020، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

كما سيشهد شهر مارس/آذار 2023 استقبال الصين كميات قياسية من الخام الروسي المنتج في القطب الشمالي على متن 3 ناقلات تحمل 3.15 مليون برميل من الخام القطبي مقارنة بحجم أقلّ بلغ 2.7 مليون برميل في فبراير/شباط 2023.

واضطرت مصافي التكرير الحكومية لخفض مشتريات خام الأورال، منذ ديسمبر/كانون الأول 2022، تحسبًا للعقوبات المفروضة على موسكو، إلّا أن المصافي المستقلة ظلّت تستورد كميات ثابتة من خام إسبو الروسي.

خام إسبو مفضل

تفضّل المصافي المستقلة خام إسبو الروسي الخفيف لجودة تركيبه الكيميائي واحتوائه على نسب كبريت منخفضة تنعكس على جودة المشتقات النفطية النهائية، مثل البنزين والديزل وغيرها.

وعادت شركتا سينوبك وبترو شينا الحكوميتان لاستئناف شراء خام الأورال الروسي- مؤخرًا- بعد الحصول على إذن القيادة التنفيذية المركزية بهدف تعزيز هوامش التكرير خلال الأشهر المقبلة.

وتستعمل المصافي الصينية ناقلات عملاقة مملوكة للحكومة في نقل بعض الشحنات الروسية من المواني الغربية إلى المواني الصينية، بينما تأتي شحنات أخرى على متن ناقلات تحمل أعلام أخرى.

وتشمل واردات شهر مارس/شباط 2023 شحنتين على الأقلّ ستُنقَلان عبر الناقلات الحكومية إلى مصافي التكرير المستقلة التي باتت تستورد كميات أكبر من نظيرتها الحكومية مستفيدة من خصومات مغرية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الخصومات تتقلص

بلغ حجم الخصم المقدم على خام الأورال قرابة 13 دولارًا للبرميل تسليم مارس/آذار 2023، على أساس السفينة، كما زاد الخصم إلى 14 دولارًا تسليم أبريل/نيسان، ما يقل عن خام النفط العماني المماثل بقيمة دولارين للبرميل.

ويخشى المتعاملون الصينيون من تقلّص الخصومات المغرية خلال الأشهر المقبلة، وسط توقعات بارتفاع الطلب في الصين والهند واحتمالات لجوء روسيا إلى خفض الإنتاج والتصدير.

وظهرت أولى بوادر هذا القلق في تقلّص الخصم على خام إسبو المتجه إلى الصين من إلى 7 و7.5 دولارًا تسليم أبريل/نيسان، مقارنة بنحو 8.5 دولارًا للبرميل في عقود تسليم مارس/آذار 2023.

كما قفزت أسعار الشحن على ظهر السفينة في مواني بحر البلطيق وسط تداول الأنباء حول تفكير روسيا في خفض الصادرات لدعم أسعار منتجاتها البخسة في الأسواق.

ويتوقع مراقبون تراجع الطلب الصيني على النفط الروسي خلال الأشهر المقبلة؛ بسبب تقليص الخصومات وارتفاع تكاليف الشحن في مواني بحر البلطيق، إضافة إلى زيادة الطلب من مصافي التكرير الهندية المنافسة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق