التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

الشبكات الشمسية الصغيرة تنقذ 380 مليون أفريقي من الظلام.. و5 إجراءات داعمة

عبر تركيب 160 ألف شبكة بحلول 2030

هبة مصطفى

تؤدي الشبكات الشمسية الصغيرة دورًا لا غنى عنه في المستقبل القريب، لإنقاذ أفريقيا من ضعف معدلات وصول الكهرباء، وللاستفادة من الموارد الطبيعية الهائلة لأحد أبرز مصادر الطاقة المتجددة.

ورغم توافر الموارد الطبيعية في الآونة الحالية، فإن معدل نشر تلك الشبكات لا يتوافق مع تطلّعات البند الـ7 من أهداف التنمية المستدامة التي أقرّتها الأمم المتحدة للتنفيذ بحلول عام 2030.

ويتطلب تحقيق هذا الهدف توافر تكلفة إجمالية تُقدَّر بنحو 91 مليار دولار، لنشر ما يزيد عن 160 ألف شبكة يمكنها تزويد 380 مليون أفريقي بالكهرباء بحلول نهاية العقد، وفق تقرير نُشر في صحيفة ميراج نيوز (Mirage News) الأسترالية.

ويتناقض ذلك مع وتيرة التركيبات الحالية التي قد تؤدي في نهاية الأمر إلى تركيب 12 ألف شبكة بحلول عام 2030، يمكنها تزويد 46 مليون أفريقي فقط بالكهرباء، طبقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

دور الشبكات الشمسية الصغيرة

تعاني مناطق أفريقية عدّة من ضعف معدلات وصول الكهرباء، لا سيما في قرى ومجتمعات أفريقيا جنوب الصحراء؛ ما يُبرز دور الشبكات الشمسية الصغيرة لسدّ فجوة الكهرباء بحلول عام 2030.

الشبكات الشمسية الصغيرة
مواطن أفريقي يشغل لوحًا شمسيًا يعمل بصفة شبكة صغيرة - الصورة من Mashable

ويتعين على الحكومات والمعنيين بصناعة الطاقة الشمسية التعاون لإنجاز نشر تلك الشبكات بصورة منخفضة التكاليف يمكنها تخطّي عقبة التمويل، وفق ما ورد بتوقعات السوق ودليل صانعي القرار التي طرحها البنك الدولي.

وبحسب مديرة برنامج مساعدة إدارة قطاع الكهرباء لدى البنك الدولي، غابرييلا إليزوندو أزويلا، فإن القارة الأفريقية تحمل تناقضًا بين إمكاناتها التي تعزز نشر الشبكات الشمسية الصغيرة، وبين كونها القارة الأضعف في معدلات وصول الكهرباء.

وأوضحت أن تلك الشبكات يمكنها اختزال الأعوام المتوقعة لحين توصيل إمدادات الكهرباء لسكان القارة بالطرق التقليدية، كما أنها توفر دعمًا خاصًا لمناطق أفريقيا جنوب الصحراء.

وتكتسب الشبكات الشمسية الصغيرة ميزة إضافية لدى المهتمين بشؤون المناخ، إذ إنها تعزز خفض الانبعاثات بخلاف التركيبات التقليدية العاملة بالديزل والكيروسين.

الكهرباء في أفريقيا

بالنظر إلى معدلات وصول الكهرباء العالمية، من ضمن كل 10 أشخاص يعانون نقص الكهرباء يقطن 8 منهم في أفريقيا؛ ما يشير إلى أن معدلات الوصول بالقارة السمراء ما زالت تسجل نقصًا كبيرًا.

وتُشير البيانات إلى أن عدد من يعانون نقص الكهرباء بحلول عام 2030 سيصل إلى 595 مليون أفريقي، إذ استمرت وتيرة نشر وسائل وصول الكهرباء بوتيرتها الحالية.

وشرعت كينيا -على سبيل المثال- في نشر الشبكات الشمسية الصغيرة، بمعدل 62 شبكة في حيز التشغيل بالإضافة إلى 28 شبكة أخرى قيد الإنشاء حاليًا، وخطط لنشر المزيد من تلك الشبكات بحلول نهاية العقد لضمان وصول كامل للكهرباء.

ويرصد الرسم البيان أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز 10 دول أفريقية من حيث معدلات وصول الكهرباء، بحسب بيانات إنرجي كابيتال أند باور:

الكهرباء في أفريقيا

وتستهدف نيروبي نشر 150 شبكة جديدة بالمناطق ذات معدل وصول منخفض، بالمشاركة بين القطاعين العام والخاص، وبدعم من البنك الدولي.

ويفتقر عدد لا بأس به من قاطني مناطق أفريقيا جنوب الصحراء إلى الكهرباء بما قُدِّر بنحو 568 مليون شخص، ورغم ذلك تكافح تلك المناطق لنشر الشبكات الشمسية الصغيرة بصفتها حلًا قد ينقذها من الظلام.

وتطوَّر تركيب تلك الشبكات في دول أفريقيا جنوب الصحراء من 500 شبكة عام 2010، إلى ما يزيد عن 3 آلاف شبكة العام الجاري (2023)، في ظل طموحات بزيادتها إلى 9 آلاف شبكة خلال السنوات المقبلة.

ونشرت نيجيريا ما يزيد عن 100 شبكة جديدة عاملة بالطاقة الشمسية، تحت غطاء مشروع البنك الدولي لدعم قطاع الكهرباء الوطني.

رؤية مستقبلية

أسهم انخفاض تكلفة مكونات الشبكات الشمسية الصغيرة الرئيسة وتزويدها بحلول رقمية وتعاون المطورين بزيادة نشرها في القارة السمراء، ما يدعم القول بأن اتجاه نشرها يواصل مساره الصحيح، غير أن هذا الاتجاه يحتاج إلى زيادة في وتيرته.

الشبكات الشمسية الصغيرة
أطفال أفارقة يشغّلون ألعابهم بالطاقة الشمسية - الصورة من MaRS Discovery District

والتزم البنك الدولي بتوفير ما يزيد عن 1.4 مليار دولار -خلال السنوات الـ7 المقبلة- للتوسع في نشر تلك الشبكات، عبر 38 مشروعًا في 29 دولة.

ومن المقرر وفق تلك الخطط نشر نحو 3 آلاف شبكة صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية بحلول عام 2029، بما يسمح بتوصيل الكهرباء لما يزيد عن 13 مليون شخص.

وتشكّل حصة البنك ما يقرب من 25% ضمن استثمارات الشبكات الصغيرة المخصصة لكل دولة، وتغطي الحكومات والقطاع الخاص والشركاء النسبة المتبقية.

وعلى المدى الطويل، يعزز نشر تلك الشبكات من خفض إنفاق قاطني المناطق المفتقرة للإمدادات على الكهرباء، لتشكّل الحل الأمثل من حيث التكلفة لما يزيد عن 60% من السكان.

5 إجراءات داعمة

اقترح البنك الدولي 5 إجراءات داعمة تضمن توسّع سوق الشبكات الشمسية الصغيرة، لا سيما لدى الدول التي تفتقر لمعدل وصول جيد مثل دول القارة الأفريقية.

  • التكلفة

يسمح خفض تكلفة إنتاج الكهرباء من تلك الشبكات الهجينة إلى 0.20 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة، بحلول نهاية العقد (2030)، بزيادة قابلية نشرها بتكلفة شهرية ملائمة تُقدَّر بنحو 10 دولارات لما يقرب من نصف مليار شخص.

  • الانتشار

ينصح البنك الدولي باستهداف معدل نشر تلك الشبكات يصل إلى ألفي شبكة سنويًا، بدلًا من التركيز على تنفيذ مشروعات كبرى.

  • الطلب

يؤدي نشر الشبكات الشمسية الصغيرة إلى توافر إمدادات كهرباء موثوقة، وتعزز تلك الموثوقية زيادة الطلب على تلك الشبكات لتشغيل ما يقرب من 5 ملايين من المعدّات والتطبيقات والمعدّات الجالبة للدخل، بجانب ما يُقدَّر بنحو 200 ألف مدرسة وعيادة.

  • التمويل

قد ترتفع الاستثمارات المخصصة للإنفاق على توسعات الشبكات الصغيرة بحلول عام 2030، إلى 127 مليار دولار، بعد أن تدفع تمويلات شركاء التنمية والاستثمارات الحكومية نحو تشجيع القطاع الخاص على اقتحام المجال.

  • تهيئة إدارية

يمكن للبلدان التي تعاني فقرًا في معدلات وصول الكهرباء تيسير اللوائح الداعمة لنشر مشروعات الشبكات المصغرة، مع إقرار سياسات داعمة لذلك.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق