تستهدف "غايل"، أكبر شركة لمعالجة الغاز الطبيعي وتوزيعه في الهند، تعزيز وارداتها من الغاز المسال، عبر اقتناص حصص من الأسهم في مشروعات أجنبية، بغية سد احتياجات الطلب المحلي.
وتتجه سوق الغاز الهندية على الأرجح صوب تسجيل تعافٍ قوي من تقلبات الأسعار التي شهدتها الدولة الواقعة جنوب آسيا في العام الماضي (2022)؛ ما قاد بدوره إلى هبوط الطلب المحلي.
وفي إطار إستراتيجيتها الجديدة، تتطلع "غايل" لشراء حصة من الأسهم تصل نسبتها إلى 26% في محطة لتسييل الغاز المسال أو حتى مشروع مقترح مشابه في الولايات المتحدة الأميركية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
وشهدت "غايل" اضطرابات في الإمدادات، في العام الماضي (2022)، بعدما عجزت "غازبروم" عملاقة الطاقة الحكومية الروسية عن تزويد عملائها ببعض شحنات الغاز المسال، في أعقاب العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، على خلفية الحرب الأوكرانية التي تدير روسيا رحاها دون هوادة منذ 24 فبراير/شباط (2022).
وتستكشف الشركة، سواء بصورة مباشرة أو حتى عبر الكيانات التابعة لها، فرص شراء أسهم في مشروع قائم أو لاحق لتسييل الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة الأميركية، حسبما أفادت وثيقة أفرجت عنها "غايل"، يعود تاريخها إلى أمس الخميس 16 فبراير/شباط (2023).
لكن لم تكشف الوثيقة عن السعر الذي خصصته "غايل" لأي اتفاقية محتملة في هذا الخصوص.
ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات الغاز الطبيعي المسال عالميًا:
تصدير الغاز المسال
علاوة على ذلك، تبدي غايل، بصورة مباشرة أو حتى عبر أي من الكيانات التابعة لها، اهتمامًا بتصدير مليون طن سنويًا من الغاز المسال من المشروع أو محطة تسييل الغاز الطبيعي لمدة 15 عامًا، بموجب بنود يتفق عليها الطرفان، حسبما جاء في الوثيقة.
وأضافت الوثيقة أن مدة العقد الخاص بإمدادات الغاز المسال يمكن تمديدها بواقع 5 أو 10 سنوات بموافقة الطرفين -أيضًا- على أن تبدأ الشركة في إتاحة إمداداتها من الغاز المسال من الربع الأخير لعام 2026.
وأشارت الوثيقة إلى أن آخر موعد لتلقي العطاءات من الشركات الراغبة في التقدم للحصول على حصص من تلك الإمدادات، هو 10 مارس/آذار (2023).
اتفاقيات طويلة الأجل
في يناير/كانون الثاني (2023)، صرح المدير المالي لشركة "غايل" بأن الأخيرة تسعى لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال، بُغية تعويض إمداداتها التي تعطلت، وتنخرط الشركة في مباحثات مكثفة مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وكيانات أخرى للحصول على شحنات الغاز المسال بهدف تلبية الطلب المحلي.
وأبرمت "غايل" اتفاقية مدتها 20 عامًا مع "جي إم تي إس" في عام 2012 للحصول على مشتريات سنوية يبلغ متوسطها 2.5 مليون طن من الغاز المسال.
كانت "جي إم تي إس" الذراع الألمانية لشركة "غازبروم" قبل أن يتحول اسمها إلى "سيفي"، بعد تخلي عملاقة الغاز عنها في أبريل/نيسان (2022) نتيجة العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
تراجع أسعار الغاز المسال
منح التراجع الذي شهدته أسعار الغاز المسال في الأسواق العالمية دفعة قوية لواردات الهند من السلعة الحيوية، بينما تستهدف نيودلهي تعزيز الشحنات المستوردة من الخارج، في إطار مساعيها الرامية لرفع حصة الغاز بمزيج الطاقة.
وهبطت أسعار العقود الفورية للغاز المسال في الأسواق الآسيوية من نطاق يتراوح بين 30 و35 دولارًا/وحدة حرارية بريطانية إلى 17 دولارًا/وحدة حرارية بريطانية، خلال الربع الرابع الممتد من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول من العام المنقضي (2022).
وقد أسهم الطقس الشتوي المعتدل في أوروبا، بصورة كبيرة، جنبًا إلى جنب مع زيادة مخزونات الغاز في القارة العجوز، إلى هبوط أسعار العقود الفورية للغاز المسال في آسيا، وفق ما ذكرته رويترز.
في ضوء تلك العوامل، يبدو جليًا أن قطاع الغاز الهندي سيشهد على الأرجح تعافيًا ملحوظًا من اضطرابات الأشهر السابقة؛ حيث سبق أن سجل الطلب على الوقود تراجعًا، تفاديًا لموجة الأسعار التي علت بجنون في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
معدلات الطلب
أثر هبوط الطلب المحلي في واردات نيودلهي من الغاز المسال، تخوفًا من المستويات القياسية للأسعار في عام 2022؛ ما ألقى بثقله على معدلات الطلب المتقلبة على عدد الشحنات التي جلبتها البلاد من الخارج.
وهبطت واردات الهند من الغاز المسال خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني (2022) إلى 1.8% مليون طن، من أعلى مستوى لها في شهر مايو/أيار (2022) حينما لامست 2.2 مليون طن، وبمعدل انخفاض يصل إلى الخُمس.
لكن تمضي الهند قًدما صوب زيادة تلك الحصة خلال المدة المقبلة لزيادة حصة الغاز في مزيج الطاقة، ورفعها من 6.2% -حاليًا- إلى 15% بحلول نهاية 2030.
وتأتي خطط نيودلهي تماشيًا مع أهدافها المناخية التي كشفت عنها النقاب خلال مشاركتها في قمة المناخ كوب 27، التي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، حينما تعهدت الدولة بالعمل على خفض اعتمادها على الفحم في عمليات توليد الكهرباء بصورة تدريجية.
موضوعات متعلقة..
- واردات الهند من الغاز المسال.. هل تنتعش مدفوعة بانخفاض الأسعار العالمية؟
- أسعار الغاز المسال في آسيا تواجه حالة من الضبابية خلال 2023
- واردات الهند من الغاز المسال تسجل أدنى مستوياتها منذ 2018
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: مخزون النفط الإستراتيجي يضرَّ بالاستثمارات في أميركا
- أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم.. دولتان عربيتان ضمن قائمة الـ10
- مخزونات المشتقات النفطية في المغرب لا تكفي أكثر من شهر