أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أنس الحجي: مخزون النفط الإستراتيجي يضرَّ بالاستثمارات في أميركا (صوت)

ويحذر من تطبيق السقف السعري على السعودية ودول الخليج

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصاديات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن استعمال مخزون النفط الإستراتيجي من جانب الرئيس الأميركي جو بايدن، كان الغرض منه السيطرة.

وأوضح الحجي، في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة" بموقع تويتر، تحت عنوان "العالم بين التطرف والعقلانية.. بين الأسقف السعرية والضرائب الاستثنائية.. بين النمو الاقتصادي والركود"، أن الولايات المتحدة استعملت كميات ضخمة، تمكنت من خلال تحقيق أهداف اقتصادية مختلفة بجانب خفض الأسعار.

وأضاف: "ما يؤكد فكرة السيطرة أن مخزون النفط الإستراتيجي ثمنه مدفوع من جانب دافع الضرائب، وهو إعانة لشركات النفط، لأنه إذا لم يكن موجودًا ستضطر الشركات لبناء مخزون تجاري، تدفع ثمنه، وتحصل على مئات الملايين من الدولارات، وتحتجزها في صورة مخزون".

أهداف مخزون النفط الإستراتيجي

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الحكومة الأميركية كان من بين أهدافها الإستراتيجية بناء مخزون النفط الإستراتيجي، فخفضت الشركات مخزونها التجاري، لأن الإستراتيجي موجود، وفي أيّ وقت يمكنها الحصول عليه بصفته إعانة لشركات النفط.

مخزون النفط الإستراتيجي
مخزون النفط الإستراتيجي الأميركي - الصورة من بلومبرغ

الغريب في الأمر، وفق الحجي، هو أن الديمقراطيين من أنصار البيئة، ومن ثم فإنهم معادون للنفط وشركات النفط ودول النفط، فلماذا لم يثيروا هذه النقطة؟ والإجابة أن هناك مئات الملايين من الدولارات إعانات من دافع الضرائب لشركات النفط على شكل مخزون إستراتيجي.

وأوضح أن ما حدث في عام 2022 يجيب عن هذا السؤال، وهو أن الديمقراطيين يحصلون على أداة أو وسيلة للتحكم لا يمكن تثمينها، فهي غالية جدًا، ومن ثم فإنها لا تريد أن تخسرها، وهو ما حدث مع الرئيس بايدن عندما استعملَ مخزون النفط الإستراتيجي، لتوفير الخام لبلاده والعالم، وأنصاره الاقتصاديين والماليين والسياسيين.

لذا، بحسب الدكتور أنس الحجي، فإن الموضوع تحكُّم وليس فقط مخزونًا يُستَعمَل في حالة الطوارئ، وبالطبع هناك آثار سلبية لاستعمال مخزون النفط الإستراتيجي، فهو بالفعل حقق خدمات لأميركا، ولكنه ضرب الاستثمارات في الولايات المتحدة وعدّة مناطق حول العالم.

وأشار خبير اقتصاديات الطاقة إلى أن أسعار النفط سترتفع مرة أخرى بسبب ضرب الاستثمارات، بينما المخزون الكبير غير موجود الآن لأنه انخفض بعد السحب الكبير منه، وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة الآن.

وأضاف: "مخزون النفط الإستراتيجي لم يعد كما كان بعد السحب منه، لذا فالإشكالية هنا أن كل أمور التحكم التي تقوم بها دول أوروبا وأميركا وغيرها، كلها تسهم إمّا في إبطاء النمو الاقتصادي أو إحداث ركود اقتصادي، وهذه دائمًا نتيجة التحكم في هذه الأمور".

التحكم بالضرائب الاستثنائية

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس جمعَ كبار القوم وأغناهم، وكبار القادة السياسيين والماليين في العالم، وكان الحديث يدور حول تطبيق ضرائب استثنائية على الشركات الزراعية وشركات الأطعمة.

وأوضح أن القادة يرون أن هذه الشركات حققت أرباحًا إضافية في 2022، ويجب فرض ضرائب عليها، تمامًا مثلما حدث مع شركات النفط، مضيفًا: "بعبارة أخرى، هم جرّبوها على النفط فنجحت وحققوا أموال، والآن يريدون استعمالها في السيطرة على القطاعات الأخرى.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، خطة الولايات المتحدة للسحب من مخزون النفط الإستراتيجي الأخيرة:

مخزون النفط الإستراتيجي - أميركا

وتابع: "فكرة السقف السعري الذي طُبِّق على روسيا، إذا نجح سيُطبَّق على أوبك والسعودية ودول الخليج والدول الأخرى، ثم يُطبَّق على كل المواد العالمية الأخرى"، مؤكدًا أن الهدف هو السيطرة، التي ستؤدي إلى ركود اقتصادي.

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن المدة الماضية شهدت استفادة من الإنفاق على الطاقة المتجددة، التي كانت بمئات المليارات، الأمر الذي دعم النمو الاقتصادي، ولكن عند انتهاء هذه المشروعات، ستكون هناك مشكلة كبيرة.

وأضاف: "الإنفاق في مشروعات الطاقة المتجددة كان السبب الوحيد الذي منع الركود بشكل كبير، أو منع التباطؤ الاقتصادي، فقد كان هناك فائض أموال، ولكن الآن لا توجد أموال، هناك مشكلات ضخمة، فالاقتصاد الأوروبي يعاني".

وأشار إلى أن وزارة الخزانة الأميركية تصرّ على أن سقف أسعار النفط الذي طُبِّق قبل 40 يومًا قد خفض إيرادات روسيا، مؤكدًا أن وزيرة الخزانة أصبح لديها هوس بموضوع السقف السعري، فما تقوله يتناقض مع كل ما درسته في الجامعة خلال عملها بها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق