التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

أزمة الكهرباء تهدد تحقيق الحياد الكربوني في جنوب أفريقيا بحلول 2050 (تقرير)

هبة مصطفى

في ظل تحديات عالمية وإقليمية ومحلية، يبدو أن خطط الوصول إلى الحياد الكربوني في جنوب أفريقيا بحلول عام 2050 باتت في مهب الريح، ولا سيما أن انقطاعات الكهرباء باتت أمرًا متكررًا يضطر الدولة للجوء إلى خيارات عدة من ضمنها إعادة إحياء محطات الكهرباء العاملة بالفحم.

وأقر الرئيس التنفيذي لمجلس الطاقة في البلاد "جيمس ماكاي" بذلك؛ إذ أكد أن الحديث عن إزالة الكربون والحياد الكربوني بحلول منتصف القرن أمر بعيد إلى حد ما، ويشير إلى ضرورة تطوير خطط الاستدامة، حسب تصريحات نقلها موقع إي إس آي أفريكا (ESI Africa) خلال إحدى جلسات مؤتمر "الطاقة الشمسية في أفريقيا" الذي انعقد مؤخرًا في كيب تاون.

ودعا "ماكاي" إلى اعتبار "أمن الطاقة" في بلاده أولوية لدى الحديث حول خطط الاستدامة، مشيرًا إلى أن الحفاظ على استمرار تدفق الكهرباء وانتظام الصناعات وفرص العمل يكتسب أهمية كبرى في الآونة الحالية، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

تحديات جنوب أفريقيا

أكد جيمس ماكاي أنه لتحقيق الحياد الكربوني في جنوب أفريقيا يتعين على المسؤولين المعنيين بشؤون الطاقة تطوير خطط الاستدامة مع مراعاة أمن الطاقة في البلاد.

وعلّق ضمان أمن الطاقة بحلول نهاية العقد الجاري (2030) في بلاده على قدرة هيئة تنظيم الكهرباء في البلاد "إسكوم" لاستعادة عوامل توفير الطاقة.

الحياد الكربوني في أفريقيا
شعار شركة إسكوم - الصورة من CNBC Africa

وبجانب دور إسكوم، أوضح ماكاي أن أمن الطاقة ومستهدفات الحياد الكربوني في جنوب أفريقيا يحتاجان إلى جهود مكثفة خلال السنوات المقبلة، تشمل نشر 50 غيغاواط (50 ألف ميغاواط) من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى 5 غيغاواط (5 آلاف ميغاواط) من الكهرباء المنتجة اعتمادًا على الغاز، و8 غيغاواط (8 آلاف ميغاواط) من بطاريات التخزين.

وفجّر ماكاي مفاجأة بتقديره حجم الإنفاق الذي تحتاج إليه البلاد لتطوير عملية انتقال الطاقة خلال السنوات الـ8 المقبلة بنحو 1.2 تريليون راند جنوب أفريقي.

(راند جنوب أفريقي = 0.056 دولارًا أميركيًا)

التكاليف والمشروعات الصغيرة

من بين تحديات انتقال الطاقة بصورة عادلة وتحقيق الحياد الكربوني في جنوب أفريقيا، كانت قدرة البلاد على تحمل تكلفة هذا الانتقال المعضلة الأبرز ولا سيما للأسر ذات الدخل المحدود.

ويُعَد النظر إلى قدرة الشركات والأسر ميسورة الحال فقط لا يُشكّل عدالة للانتقال، وفق كبير اقتصاديي إستراتيجيات التجارة والسياسات الصناعية "غايلور مونتماسون كلير".

وأضاف كلير أن مشروعات انتقال الطاقة في البلاد بحاجة إلى المزيد من الاستثمارات، ولا سيما أن المستهدفات الضخمة تزيد من صعوبة تحقيق الوصول الكامل للكهرباء بل تجعله أمرًا غير قابل للتنفيذ.

وطالب بدراسة تحويل المشروعات الكبيرة إلى مشروعات أصغر نسبيًا، تكون متطلباتها محدودة إلى حد ما، وتعزز استمرار العمل الوظيفي بصورة آمنة في الوقت ذاته.

واتفق معه مؤسس ومدير شركة "ماهلاكو إيه فاهلا" للاستثمارات، ميتا مهلاري، مشيرًا إلى أن عوامل الوصول إلى الحياد الكربوني في جنوب أفريقيا غير متوازنة في الآونة الحالية؛ إذ ما زالت البلاد تعاني نقص القدرة على تحمل التكاليف وتوافر الإمكانات وغيرها.

دور القطاع الخاص

لفت الرئيس التنفيذي لمجموعة توزيع الكهرباء الأفريقية "دي بي إيه" نورمان مويو، إلى دور القطاع الخاص في الوصول إلى الحياد الكربوني في أفريقيا وتحقيق انتقال الطاقة بصورة عادلة، قائلًا إنه يمكن أن يغير قواعد اللعبة ويدعم تغلب البلاد على أزمة الطاقة الي تعانيها.

وأشار مويو إلى قدرة القطاع الخاص على جذب الاستثمارات؛ بما يسمح للحكومة بالتركيز على مسؤولياتها الرئيسة، وترك الاتجاه الجديد ومشروعات انتقال الطاقة للاعبين المعنيين.

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- حجم سعة مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا خلال عام (2021):

السعة الحالية/قيد الإنشاء لمشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا

وكانت واحدة من الشركات المُنتجة للفحم في جنوب أفريقيا قد اتخذت -قبل أيام- خطوة مهمة بتعديل مسارها نحو الطاقة المتجددة؛ إذ وقعت شركة "شيرتي ريسورسيز" اتفاقًا طويل الأمد يسمح بتشغيل عملياتها التعدينية مع مراعاة خطط خفض الانبعاثات.

وتقضي الاتفاقية بإنشاء مزرعة رياح لتوليد الكهرباء من أحد أبرز مصادر الطاقة المتجددة، تبلغ سعتها 155 ميغاواط، وبتكلفة تقدر بنحو 4 مليارات راند (235 مليون دولار أميركي).

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق