تقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

الطاقة الحرارية الأرضية في كينيا تجذب تويوتا تسوشو اليابانية

محمد عبد السند

تخطو كينيا خطوات غير مسبوقة بمجال توليد الكهرباء من محطات الطاقة الحرارية الأرضية، في إطار مساعيها الرامية لإنتاج الطاقة بنسبة 100% من مصادر خضراء.

وتُمثّل كينيا تجربةً فريدةً بمجال توليد الكهرباء النظيفة، في أفريقيا، إذ بات لديها مُستهدَف طَموح في هذا الخصوص، في حين يتسابق معظم أقرانها من الدول الأفريقية في توليد الكهرباء بالفحم المستورد من الخارج.

وفي ضوء هذا السيناريو، منحت شركة إنتاج الكهرباء البريطانية المستقلة "غلوبليك"، نظيرتها اليابانية تويوتا تسوشو كوربوريشن، رائدة التجارة والعضو في مجموعة "تويوتا"، عقدًا لبناء محطة الطاقة الحرارية الأرضية "منينغاي" في كينيا، وفق ما أورده موقع "أفريك 21" AfriK 21.

وبموجب العقد، ستضطلع تويوتا تسوشو كوربوريشن، بأعمال الهندسة والشراء والبناء الخاصة بمحطة الطاقة الحرارية الأرضية الكائنة غرب كينيا.

في المقابل ستتولى "غلوبليك" -ومقرّها العاصمة البريطانية لندن- مهمة تطوير مشروع محطة الطاقة الحرارية الأرضية الذي يستهدف توليد سعة مركبة من الكهرباء قدرها 35 ميغاواط.

وتحظى محطة الطاقة الحرارية الأرضية التي يتطلب بناؤها استثمارات بقيمة 108 مليون دولار، بدعم كل من السلطات الكينية والبريطانية على حدّ سواء.

وعلى هامش مؤتمر قمة المناخ كوب 27، الذي استضافه منتجع شرم الشيخ المصري في شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، كشفت الحكومة البريطانية النقاب عن استثمارات بنحو 4 مليارات دولار في كينيا، يُخصص منها جزء لتغطية تكاليف إنشاء محطة منينغاي الكائنة بمقاطعة ناكورو في الوادي المتصدع "ريفت فالي".

الطاقة الحرارية الأرضية
محطة إنتاج الطاقة الحرارية الأرضية –الصورة من kenyanenterprise

توقيت الانطلاق

يحظى مشروع محطة الطاقة الحرارية الأرضية "منينغاي" -أيضًا- بدعم بنك التنمية الأفريقي، وبنك التجارة والتنمية لدول شرق وجنوب أفريقيا جنبًا إلى جنب مع "فين فاند"، صندوق الاستثمار الفنلندي.

وقد منحت تلك المؤسسات المالية قروضًا بقيمة إجمالية لامست 72 مليون دولار، إلى "غلوبليك".

وتُخطط "غلوبليك" لبدء العمل على محطة الطاقة الحرارية الأرضية في الربع الأول من العام الجاري (2023).

ولإنجاز المشروع، تعاقدت تويوتا تسوشو كوربوريشن للحصول على خدمات مواطنتها "فوجي إلكتريك" التي زوّدت كذلك الوحدة الجديدة بمحطة الطاقة الحرارية الأرضية "أولكاريا 1" -الأولى من نوعها في البلد الكائن شرق أفريقيا- بالمعدّات اللازمة.

وفي هذا الصدد، ستتولى "فوجي إلكتريك" مهام تركيب توربين البخار والمولد في محطة الطاقة الحرارية الأرضية "منينغاي".

وستضطلع "غلوبليك" التي ستتولى مهام تشغيل وصيانة المحطة بمجرد دخولها الخدمة في عام 2025، كذلك بأعمال شراء البخار من شركة تطوير الطاقة الحرارية الأرضية المملوكة للدولة والمعروفة اختصارًا بـ "جي دي سي"، والتي سبق أن نفّذت مشروعات حفر آباء إنتاج عديدة في موقع المشروع المذكور.

يُشار إلى أن محطة الطاقة الحرارية الأرضية ستقوم بتغذية شبكة الكهرباء الوطنية الكينية، بكامل إنتاجها من الكهرباء بموجب اتفاقية شراء الطاقة مدّتها 25 عامًا، مع "كينيا باور"، مرفق الكهرباء الحكومي الذي يتولى مهام نقل وتوزيع الكهرباء في البلاد.

فرس رهان

تعوّل نيروبي كثيرًا على محطات الطاقة الحرارية الأرضية، وكذلك مزارع الرياح والطاقة الشمسية، والكهرومائية، في إنتاج الطاقة النظيفة.

وتحتضن كينيا معظم محطات الطاقة الحرارية الأرضية الموجودة في أفريقيا، وتُنتج البلاد سعة مُركبة من الكهرباء تلامس 2819 ميغاواط، تبلغ حصة محطات الطاقة الحرارية الأرضية منها 828 ميغاواط.

ليس هذا فحسب، بل تعدّ كينيا كذلك موطنًا لأكبر محطة لتوليد طاقة الرياح في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، أو ما يُطلق عليها "أفريقيا السوداء".

الطاقة الحرارية الأرضية في كينيا
عامل يُسهم في تركيب الألواح الشمسية وإصلاحها - الصورة من (Business Tech)

هدف طموح

تسعى السلطات الكينية إلى إنتاج الكهرباء بنسبة 100% من مصادر نظيفة بحلول نهاية العقد الحالي (2030).

وشهدت كينيا زيادة في معدلات توصيل الكهرباء من أقلّ من 30% في عام 2013، إلى ما يربو على 75% في عام 2020.

وبالتبعية، ارتفع عدد عملاء مرفق الكهرباء في كينيا إلى 8.59 مليون عميل في نهاية 2021، مقابل 8.27 مليونًا في يونيو/حزيران من العام ذاته.

وأكد السكرتير الرئيس لوزارة الطاقة في كينيا، غوردون كيهالانغوا، أن مصادر الطاقة المتجددة تُسهم بما نسبته 73% من إجمالي سعة توليد الكهرباء المركّبة، لافتًا إلى أن 90% من الكهرباء المولّدة في كينيا تأتي من مصادر نظيفة للطاقة.

وفوق هذا وذاك، تمضي كينيا قدُمًا صوب تحقيق أهداف الطهو النظيف بحلول عام 2028، علمًا بأن ما نسبته 75% من سكان البلاد يلجؤون إلى الوقود الصلب مصدرًا أساسيًا للطهي، إذ يستعمل 68% منهم الخشب، و 7.8% البارافين، و 23.9% غاز الطهي.

وفي هذا الصدد، يمثّل الإيثانول والغاز الحيوي والكهرباء حلولًا مثالية للطهي النظيف، لما لديها من قدرة على تقليص الانبعاثات الكربونية الضارة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق