سياراتأخبار السياراتأخبار الطاقة المتجددةأخبار الكهرباءرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

الهند تكتشف احتياطيات ضخمة من الليثيوم في مناطق نزاع مع باكستان

المسح الجيولوجي يؤكد العثور على 6 ملايين طن

رجب عزالدين

في خطوة قد تقلب موازين أسواق الليثيوم العالمية وتؤجج الصراع مع باكستان، أعلنت الهند اكتشاف احتياطيات كبيرة من الخام النادر المستعمل في صناعة السيارات الكهربائية وتقنيات الطاقة المتجددة.

وأعلنت وزارة المناجم الهندية عثورها على 5.9 مليون طن من احتياطيات خام الليثيوم لأول مرة في البلاد بإقليم جامو وكشمير المتنازع عليه مع باكستان منذ عقود، وفقًا لموقع ذا إيكونوميك تايمز المحلي المتخصص (economic times).

ويُطلق اسم جامو وكشمير على الجزء الهندي من إقليم كشمير الكبير، المتنازع عليه مع باكستان منذ أربعينيات القرن الماضي، وتبلغ مساحة الجزء الهندي قرابة 86.3 ألف كيلومتر مربع تقريبًا من إجمالي 138.4 ألف كيلومتر مربع.

بينما تسيطر باكستان على الجزء الآخر من إقليم كشمير بصورة غير مباشرة، ويُعرف باسم ولاية كشمير الحرة (آزد كشمير باللغة الأوردية)، وتصل مساحته إلى 53 ألف كيلومتر مربع تقريبًا.

كما تخضع مساحة صغيرة من إقليم كشمير الكبير للصين منذ عام 1962، ويطلق عليها اسم "أكساي تشين"، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

خام الليثيوم
رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف - الصورة من سي إن إن

وضع إقليم كشمير

ويُصنف إقليم جامو وكشمير -وفقًا لقرار أممي رقم 47 لسنة 1948- منطقة نزاع إقليمي، إذ ضمّت الهند الإقليم إليها بالقوة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 1947، وفرضت عليه حماية مؤقتة مع منحه حكمًا ذاتيًا جزئيًا وتعهدها بإتاحة الفرصة لسكانه -أغلبهم مسلمون- في ممارسة الحق في تقرير مصيرهم، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.

ولم تهدأ العلاقات بين البلدين حول الإقليم منذ عقود، في ظل محاولات مستمرة من نيودلهي لضم مساحات أكبر منه بالأمر الواقع، وعبر طرق أخرى من بينها تغيير معالم الوضع الديموغرافي للسكان من خلال تعديل قانون الجنسية الوطني.

وأصدرت الهند في 5 أغسطس/آب 2019 قرارًا بإلغاء وضع الحكم الذاتي الخاص الممنوح لإقليم جامو وكشمير عام 1947، وعده ولاية اتحادية مثل غيرها من الولايات الهندية.

وأثارت هذه الخطوة انتقادات باكستان إلى جانب انتقادات المنظمات الدولية التي رأت فيها انتكاسة تُسهم في تأجيج وضع إقليم لم يُحسم أمره منذ عقود.

باكستان لم تعلّق حتى الآن

من شأن إعلان الهند اكتشاف احتياطيات كبيرة من خام الليثيوم النادر في إحدى مناطق إقليم كشمير تأجيج الصراع مع باكستان مجددًا، ولكن لأسباب اقتصادية هذه المرة، بعد أن بات الإقليم مغنمًا للمستحوذ عليه.

وأعلنت هيئة المسح الجيولوجي في الهند اكتشاف مواد حجرية تحوي مادة الليثيوم بكميات تصل إلى 5.9 مليون طن في منطقة صلال هايمانا بدائرة ريسي، إحدى مقاطعات إقليم جامو وكشمير، وفقًا للتقسيم الإدارى الهندي.

وسلمت الهيئة 51 كتلة معدنية -تحتوي على عناصر الليثيوم والذهب- إلى حكومات الولايات المعنية، ولم يصدر عن الجانب الباكستاني أي تعليق حول الاكتشاف حتى الآن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

المسح مستمر منذ 5 سنوات

تقول الهيئة، إن هذه الكتل تمثّل حصيلة جهد متراكم من أعمال المسح الجيولوجي المستمرة منذ 5 سنوات وحتى الآن (2018-2023).

والليثيوم هو معدن غير حديدي يُصنّف ضمن المعادن الأرضية النادرة المطلوبة عالميًا، لاستعماله بصورة أساسية في صناعة تقنيات الطاقة المتجددة، لا سيما البطاريات المشغلة للسيارات الكهربائية، بالإضافة إلى صناعة الألواح الشمسية وتوربينات الرياح وبطاريات تخزين الكهرباء النظيفة.

وتسيطر الصين في الوقت الحالي على 60% من إنتاج المعادن الأرضية النادرة وتكريرها في العالم بما في ذلك الليثيوم، ما يثير قلق الولايات المتحدة والهند المتنافستين على الصدارة الاقتصادية للعالم مع بكين.

إيلون ماسك يشتكي

خام الليثيوم
رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، الصورة من فايننشال تايمز

ارتفعت تكاليف صناعة بطاريات الليثيوم أيون المستعملة في تشغيل السيارات الكهربائية بصورة جنونية لأول مرة في تاريخ الصناعة خلال العام الماضي، بسبب ارتفاع أسعار الليثيوم، وفقًا لوكالة بلومبرغ.

ودفعت هذه الأزمة أكبر مصنعي السيارات الكهربائية في العالم إلى رفع أسعار منتجاتهم بمعدلات تفوق قدرة غالبية المستهلكين المحتملين، ما قد يعوق انتشار هذا النمط من السيارات النظيفة على مستوى العالم لأسباب اقتصادية تفوق قدرة الأفراد، أو سيضطر الأمر الحكومات إلى مضاعفة حزم الدعم المقدمة إلى الصناعة بمليارات الدولارات.

واشتكى رجل الأعمال الأميركي المثير للجدل إيلون ماسك، من ارتفاع أسعار الليثيوم الجنونية، وتأثيراتها السلبية في خطط شركته الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية "تيسلا".

حوافز بقيمة 3.4 مليار دولار

أعلنت الحكومة الهندية -مؤخرًا- حزمة حوافز مالية تصل إلى 3.4 مليار دولار لتسريع الخطط المتأخرة في تبني المركبات الكهربائية على مستوى البلاد.

وتأتي هذه الحوافز في إطار الخطط الطموحة التي أعلنها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والتي تستهدف الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2070.

وتراهن الهند على قدرتها التقنية -المتطورة عامًا بعد عام- باتجاه تصنيع البطاريات محليًا، ومن شأن اكتشافات الليثيوم الأخيرة تعزيز آمالها في اقتحام سوق المادة الرئيسة المستعلمة في صناعة السيارات الكهربائية عالميًا.

كما تعزّز هذه الاكتشافات من القدرة التنافسية للهند في أسواق الليثيوم العالمية التي تسيطر عليها الصين في الوقت الحالي، ما قد يقلب موازين السوق ويحقق لنيودلهي مكاسب ضخمة من تلبية جزء من الطلب العالمي المتهافت على المعادن الأرضية النادرة.

ملياردير هندي يترقب

ويتطلع رجال أعمال هنود للاستفادة من حزم الدعم الحكومي المقدم لتطوير تقنيات السيارات الكهربائية، خاصة الملياردير الهندي موكيش أمباني صاحب شركة ريلاينس إندستريز المحدودة.

وتعمل ريلاينس إندستريز المحدودة في الوقت على بناء مصنع لإنشاء البطاريات الكهربائية في الهند، في إطار خطة استثمارية ضخمة في مصادر الطاقة النظيفة تبلغ قيمتها قرابة 76 مليار دولار حتى عام 2030.

وتستفيد ريلاينس إندستريز -في الوقت الحالي- من برنامج دعم حكومي بقيمة 2.3 مليار دولار مخصص لتطوير خلايا البطاريات المتقدمة.

وينخرط في الاستفادة من هذا البرنامج شركات هندية أخرى مثل شركة أولا إلكتريك موبليتي المتخصصة في صناعة "السكوتر"، وشركة راجيش إكسبورتس لتكرير السبائك.

ولا تمتلك ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم سوى جزء بسيط من المواد الخام اللازمة لتلبية الطلب المحلي على بطاريات الليثيوم أيون في الوقت الحالي.

أول مصفاة لتكرير الليثيوم في الهند

من المتوقع ارتفاع الطلب المحلي على بطاريات الليثيوم أيون في الهند بمعدل 1000% بحلول عام 2030، وفقًا لتقديرات شركة سيرسل الهندية المتخصصة في خدمات التصنيف الائتماني، والتابعة لمنصة إس آند بي غلوبال الأميركية.

ويتزايد الطلب العالمي على معادن الطاقة المتجددة بمعدلات متصاعدة، لا سيما الليثيوم والنيكل والكوبالت والنحاس والنيكل وغيرها من المعادن التي يطلق عليها المعادن الأرضية النادرة.

ويراهن مدير شركة "مانيكاران باور المحدودة" الهندية جامسيت سينغ كالسي، على قدرة الهند في الدخول إلى المنافسة العالمية لكسر احتقار الصين سوق معادن الطاقة المتجددة والمنافسة مع الولايات المتحدة التي تطمح إلى ذلك -أيضًا- خلال الأعوام المقبلة.

وتتخصص "مانيكاران باور المحدودة" في حلول الطاقة المتجددة، وتعمل في الوقت الحالي على إنشاء أول مصفاة لتكرير الليثيوم في الهند، بالإضافة إلى أنشطتها الخارجية في استكشاف أصول النيكل والكوبالت والنحاس.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

البنك الدولي يبحث تطورات مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا
ما أسباب قرار خفض إنتاج النفط الروسي المفاجئ؟.. تقرير يجيب
ترافيغورا تتعرّض للاحتيال بعد تسلم شحنات خالية من النيكل

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق