التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

تقنيات تصنيع رقائق الألواح الشمسية الصينية قد تخضع لضوابط التصدير (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • الصين تمثل حاليًا مجمل إنتاج السبائك الشمسية والرقائق على مستوى العالم تقريبًا
  • • الهيمنة الصينية على صناعة الألواح الشمسية تُقلِق واضعي السياسات في أميركا والهند وأوروبا
  • • الشركات الصينية تسيطر على نحو 80% من سلسلة التوريد العالمية لتصنيع الطاقة الشمسية
  • • أقرت أميركا العام الماضي تشريعًا يشجع على بناء مرافق تصنيع الألواح الشمسية محليًا
  • • لا توجد حاليًا مصانع تصنّع السبائك أو الرقائق الشمسية في الولايات المتحدة

تدرس وزارتا التجارة والعلوم والتكنولوجيا في الصين، إضافة تكنولوجيا إنتاج سبائك ورقائق الألواح الشمسية إلى قائمة التقنيات الخاضعة لضوابط التصدير.

ويرى خبراء الصناعة أن خطة بكين لتقييد صادرات تكنولوجيا تصنيع ألواح الطاقة الشمسية يمكن أن تؤخّر محاولات بناء سلسلة توريد محلية للطاقة الشمسية في الولايات المتحدة، حسبما أوردت نشرت صحيفة ذا وول ستريت جورنال الأميركية (The Wall Street Journal).

ويقولون إن الصين تمثّل -حاليًا- مُجمَل إنتاج سبائك الألواح الشمسية والرقائق على مستوى العالم تقريبًا، فضلًا عن الكثير من المعدات المستعملة في عملية التصنيع، خصوصًا الألواح واسعة النطاق، التي تزداد هيمنتها على السوق، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويندرج التغيير المقترح في سياق عشرات المراجعات المحتملة لقائمة الرقابة على الصادرات الصينية، التي تهدف إلى "تعزيز إدارة استيراد وتصدير التكنولوجيا"، وفقًا لإعلان الحكومة الصينية الصادر في أواخر ديسمبر/كانون الأول.

تصدير تقنيات صناعة الرقائق

تستطلع بكين المواقف العامة بشأن خطتها لفرض قيود غير محددة حتى الآن على تصدير التقنيات المستخدمة لتصنيع رقائق الطاقة الشمسية الكبيرة والسيليكون الأسود والسيليكون أحادي البلورية ومتعدد البلورات، وفقًا لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست (South China Morning Post).

الألواح الشمسية
تركيب ألواح الطاقة الشمسية على سطح مصنع في مقاطعة خبي الشمالية الصينية - الصورة من ساوث تشاينا مورنينغ بوست

وعند تبني الخطة، سيُطلب من مصنعي الطاقة الشمسية الصينيين الحصول على ترخيص من سلطات التجارة الإقليمية لتصدير مثل هذه التقنيات.

تُجدر الإشارة إلى أن الرقائق تُعدّ مربعات سيليكون رقيقة للغاية تُجمع معًا في ألواح الطاقة الشمسية، وتشكل الصين 97% من الإنتاج العالمي.

وتؤكد هذه الخطوة من جانب الصين الأهمية الإستراتيجية المتزايدة التي توليها الحكومات في العالم لتصنيع ألواح الطاقة الشمسية، إذ أصبحت التكنولوجيا أكبر مصدر للطاقة الجديدة على كوكب الأرض، حسبما نشرت وكالة بلومبرغ (Bloomberg) في 26 يناير/كانون الثاني الماضي.

ولذلك، تحاول الولايات المتحدة والهند تطوير سلاسل التوريد المحلية لديهما لتقويض هيمنة الصين.

تأثير الخطة في صناعة الألواح الشمسية

قالت الرئيسة المديرة التنفيذية لجمعية صناعات الطاقة الشمسية -لوبي الأعمال في الولايات المتحدة- أبيجيل روس هوبر: "إن قيود التصدير المقترحة في الصين تُعدّ انتكاسة في ضوء الحاجة إلى التوسع السريع في تصنيع ألواح الطاقة الشمسية الأميركية".

وتُصنع الألواح الشمسية عن طريق استخراج السيليكون عالي الجودة من الكوارتز وتحويله إلى سبائك أسطوانية، وتُقطع بعد ذلك إلى شرائح رقيقة ومعالجتها كيميائيًا لإنشاء خلايا قادرة على تحويل ضوء الشمس إلى كهرباء.

وتستهدف ضوابط التصدير الصينية المقترحة المعدات والتقنيات الحيوية للمراحل الوسطى من تلك العملي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى صعيد آخر، أثارت الهيمنة الصينية على صناعة الألواح الشمسية قلق واضعي السياسات في الولايات المتحدة والهند وأوروبا، وجميعها تمتلك خططًا طموحة لزيادة كمية الطاقة الشمسية في مزيج الطاقة لديها.

وتسيطر الشركات الصينية على ما يُقدّر بـ80% من سلسلة التوريد العالمية لتصنيع الطاقة الشمسية، وتنتج ما يقرب من نصف جميع المعدات اللازمة لتصنيع الألواح الشمسية ومكوناتها، وفقًا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية، ومقرها باريس.

وفي الوقت الحالي، تُعدّ الشركات الصينية فقط هي القادرة على صنع رقائق أكبر من قياس 182 و 210 ملم، وفقًا لشركة أبحاث السوق ترند فورس في العاصمة التايوانية تايبيه.

وتوقعت ترند فورس أن تشكل الرقائق الأكبر حجمًا، التي تسمح بتصنيع الألواح الشمسية الأرخص ثمنًا والأكثر كفاءة، 96% من حصة السوق العالمية في عام 2023.

من ناحيتها، أقرت الولايات المتحدة، خلال العام الماضي، تشريعًا يشجع على بناء مرافق تصنيع الطاقة الشمسية محليًا، وكشفت الشركات عن مليارات الدولارات في استثمارات المصانع نتيجة لذلك.

ولا توجد -حاليًا- مصانع تصنع السبائك أو الرقائق الشمسية في الولايات المتحدة، ويتوقع أن تدخل شركتان على الأقل، وحدة "كيو سيلز" التابعة لمجموعة "هانوا غروب" الكورية الجنوبية وشركة "كيوبيك بي في"، الخدمة في السنوات القليلة المقبلة.

ويشبه صنع سبائك وشرائح السيليكون العملية الجارية في صناعة الرقائق، وهي سلسلة إمداد تهيمن عليها الولايات المتحدة.

وقد فرض البيت الأبيض قيودًا واسعة النطاق على صادرات الرقائق إلى الصين العام الماضي تهدد بتقويض الطموحات التكنولوجية للبلاد، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تأمين هيمنة الصين على القطاع

قال محللون في الصناعة إن الخطط الصينية لا يبدو أنها انتقام من قيود الولايات المتحدة على الرقائق، لكنها مصممة على الأرجح لتأمين هيمنة الصين في قطاع الطاقة الشمسية وتعطيل جهود الدول الأخرى لبناء سلاسل التوريد الخاصة بها.

الألواح الشمسية
أحد مصانع تصنيع ألواح الطاقة الشمسية في الصين - الصورة من وول ستريت جورنال

وأضافوا أن قيود الصين على الطاقة الشمسية إذا نُفذت فلن تكون ضارة مثل ضوابط الرقائق الأميركية، لأن تصنيع الطاقة الشمسية لا يتطلب المستوى نفسه من الدقة، والولايات المتحدة لديها المعرفة اللازمة لبناء الآلات في نهاية المطاف.

وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الخطوة ستسبّب ألمًا في الولايات المتحدة، وفقًا للباحثة في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، إيلاريا مازوكو.

وقال المحلل لدى شركة غافيكال دراغونوميكس الاستشارية في هونغ كونغ، دان وانغ: "لأن الطاقة الشمسية تُعدّ تقنية سلعية على نطاق واسع، فإن القدرة التنافسية من حيث التكلفة هي واحدة من المزايا الرئيسة لقطاع الطاقة الشمسية في الصين".

وأوضح أن عدم القدرة على الوصول إلى تكنولوجيا التصنيع لهذه الوحدات كبيرة الحجم، من المرجح أن يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج في الولايات المتحدة.

وأضاف أن ذلك سيجبر المصنعين المحتملين في الولايات المتحدة على العثور على معدات في مكان آخر، أو انتظار زيادة التصنيع المحلي لتلك الآلات؛ وهي عملية قد تستغرق بضع سنوات.

ويمكن أن تضر الخطة الصينية المقترحة بصناعة الطاقة الشمسية في الصين من خلال تعقيد جهودها لعولمة سلاسل التوريد وتنويعها لديها، وفقًا لمحللين في شركة ترند فورس.

انتقال المصانع الصينية

ردًّا على الرسوم الأميركية المفروضة على الألواح الشمسية المصنوعة في الصين، أنشأت الشركات الصينية مصانع في جنوب شرق آسيا، التي تمثّل ما يقرب من 80% من واردات الولايات المتحدة من الألواح الشمسية.

وفي ديسمبر/كانون الأول، أصدر تحقيق وزارة التجارة استنتاجًا أوليًا مفاده بأن بعض شركات الألواح الشمسية الصينية قد تحايلت على الرسوم الأميركية من خلال توجيه عملياتها عبر جنوب شرق آسيا، وما تزال تقوم بمعظم عمليات التصنيع عالية القيمة، مثل إنتاج السبائك المعدنية والرقائق في الصين.

ويبدو الآن أن الصين قد انقلبت ضد التدفق الحر للمواهب والتكنولوجيا ورأس المال، الذي مكّن صناعة الطاقة الشمسية لديها من النمو والسيطرة على السوق العالمية في المقام الأول، وفقًا للباحثة في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، إيلاريا مازوكو.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق