نفطأسعار النفطتقارير النفطرئيسية

نقص البنزين في الولايات المتحدة قد يتفاقم بسبب حظر الديزل الروسي (تقرير)

مع تراجع المخزونات لأدنى مستوى منذ 13 عامًا

عمرو عز الدين

تتجه أزمة نقص البنزين في الولايات المتحدة الأميركية للتفاقم خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، مع تراجع مخزونات الوقود الموسمية لأدنى مستوياتها خلال 13 عامًا.

ومن المتوقع أن تتعرض نيويورك وأغلب ولايات الساحل الشرقي للولايات المتحدة لخطر نقص الوقود بصورة حادة هذا الصيف، مع دخول قرار حظر شحنات الديزل الروسي حيز التنفيذ، وفقًا لوكالة بلومبرغ.

ويترقب العالم دخول قرار الحظر الأوروبي على شحنات الديزل الروسي المنقولة بحرًا حيز التنفيذ بداية 5 فبراير/شباط 2023، في إطار تشديد العقوبات على روسيا لإنهاء الحرب الأوكرانية المستمرة حتى الآن.

بداية الحظر

يخشى مراقبون من تداعيات هذا القرار على قارة أوروبا المأزومة، التي تحاول البحث عن بدائل الديزل الروسي في دول أخرى مثل السعودية والهند، بعد ما كانت تعتمد عليه بنسبة 40% قبل الحرب الأوكرانية.

وسيؤدي قرار الحظر إلى انخفاض معروض المواد الأولية المستَعمَلة في مزيج البنزين، لا سيما مادة النافثا التي لا غنى عنها في تكرير الوقود وبعض الصناعات الكيماوية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

كما ستدخل المصافي الأوروبية موسم الصيانة الدوري خلال الربيع؛ ما يرجّح انخفاض كميات البنزين التي تنتجها لصالح دول الاتحاد أو لصالح ولايات الساحل الشرقي في الولايات المتحدة.

موسم صيانة أطول

نقص البنزين في الولايات المتحدة
مصفاة تكرير شركة فاليرو إنرجي الأميركية - الصورة من بلومبرغ

تعتمد ولاية نيويورك وأغلب ولايات الساحل الشرقي في أميركا على واردات البنزين الاحتياطية القادمة من أوروبا عبر ناقلات المحيط الأطلسي في موسم الصيف من كل عام.

وزادت الولايات المتحدة من واردات البنزين الأوروبية خلال موسم الشتاء على خلاف العادة؛ بسبب عاصفة إليوت الثلجية التي عطّلت أغلب المصافي الأميركية عن الإنتاج، وأصابتها بضرر بالغ.

ولا يُتوقع انتهاء موسم صيانة المصافي الحالي في مواعيده الدورية المعروفة في القطاع، وربما يستمر أكثر من المعتاد، بسبب الأضرار التي لحقت بأغلب مصافي ساحل الخليج الأميركي.

وتسببت عاصفة إليوت في انخفاض إجمالي طاقة التكرير في الولايات المتحدة بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2022.

كما أرجأت بعض الشركات الأميركية خطط بعض الإصلاحات والصيانات خلال عامي 2020، و2021؛ بسبب جائحة كورونا وتداعيات الإغلاق التي أضعفت الطلب على الوقود بصورة ضخمة.

وسيؤثّر تكثيف الصيانة في زيادة ضغوط إمدادات البنزين والديزل في أميركا، إضافة إلى مخاطر انخفاض المخزونات الموسمية لأدنى مستوى منذ عام 2013؛ ما يهدد باستمرار ارتفاع الأسعار في كثير من الولايات الأميركية.

مخزونات البنزين أقل 10%

تقلّ مخزونات البنزين في الولايات المتحدة -حاليًا- بنسبة 10% عن المعدل الاعتيادي، بينما تنخفض مخزونات الديزل بنسبة أكبر تصل إلى 20%؛ ما يهدد بتفاقم أزمة البنزين خلال فصل الصيف كثيف الاستهلاك.

وارتفعت أسعار البنزين في ولاية تكساس إلى 3.07 دولارًا/غالون في الأسبوع الأخير من يناير/كانون الثاني 2023، بزيادة 44 سنتًا عن المتوسط المسجل خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2022.

كما ارتفع متوسط سعر البنزين في ولاية أوكلاهوما إلى 3.31 دولارًا/غالون بزيادة 45 سنتًا، وفقًا لبيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة في 24 يناير/كانون الثاني 2023.

وشهدت أسعار البنزين في أميركا صعودًا حادًا في يونيو/حزيران 2022، ثم هدأت الأسعار قليلًا في الأشهر التالية، وحتى نهاية العام.

توقعات أسعار البنزين في 2023

نقص البنزين في الولايات المتحدة
محطة وقود في لوس أنجلوس - الصورة من موقع Los Angeles Times

بلغ متوسط سعر البنزين في الولايات المتحدة قرابة 3.97 دولارًا/غالون، باستثناء ولاية كاليفورنيا التي يرتفع فيها المتوسط بصورة أعلى دائمًا.

وتتراوح توقعات أسعار البنزين خلال عام 2023 بين 3.39 و3.49 دولارًا/ غالون، عام 2022، وفقًا لتقديرات شركة خدمة معلومات أسعار النفط (أو بي آي إس) الأميركية.

وانخفض حجم استهلاك الولايات المتحدة من البنزين إلى 8.7 مليون برميل يوميًا في عام 2022، بما يقلّ 600 ألف برميل يوميًا عن متوسطه البالغ 9.3 مليون برميل يوميًا خلال المدة من 2016 إلى 2019.

ومن المتوقع استمرار ارتفاع الاستهلاك الأميركي إلى 8.8 مليون برميل يوميًا، تعادل 365 مليون غالون يوميًا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ارتفاع هوامش التكرير

دفع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية النهائية للمستهلك إلى زيادة هوامش تكرير النفط الأميركية لأعلى مستوياتها في 3 أشهر، خلال الأسبوع الأخير من يناير/كانون الثاني 2023.

وسجّلت الهوامش الأميركية قرابة 42.41 دولارًا للبرميل في 24 يناير/كانون الثاني 2023، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022.

وليس من المعتاد ارتفاع هوامش التكرير خلال شهر يناير/كانون الثاني من كل عام، بسبب برودة الطقس التي تؤدي بالتبعية لانخفاض حركة التنقل والسفر.

وبلغ متوسط هوامش التكرير الأميركية خلال شهر يناير/كانون الثاني، وعلى مدار 5 سنوات مضت، قرابة 15.56 دولارًا، وفقًا لبيانات شركة ريفينتيف إيكون المتخصصة.

وتعني البيانات المسجلة عن هوامش التكرير، في شهر يناير/كانون الثاني لعام 2023، ارتفاعها بمعدل 200% تقريبًا، مقارنة بمتوسطها خلال عام 2018، وفقًا لحسابات منصة الطاقة المتخصصة.

كما دفع الطلب الأميركي على واردات البنزين الأوروبية إلى ارتفاع هوامش التكرير في أوروبا، خلال شهر يناير/كانون الثاني 2022، لأعلى مستوياتها خلال 7 سنوات.

وبلغ متوسط هوامش التكرير في أوروبا، خلال الأسابيع الـ3 الأولى من شهر يناير/كانون الثاني 2023، قرابة 13 دولارًا للبرميل، وهو أعلى متوسط موسمي مسجل في شهر يناير/كانون الثاني منذ عام 2016.

مصافي التكرير مازالت تعاني

استعادت أكبر مصافي التكرير الأميركية (بورت آرثر) بولاية تكساس نشاطها الطبيعي منذ 25 يناير/كانون الثاني 2023، بينما ما تزال أغلب المصافي تعاني من تداعيات عاصفة إليوت وما بعدها.

وتُعدّ بورت آرثر أكبر مصافي التكرير الأميركية، وتبلغ طاقتها التكريرية قرابة 626 ألف برميل يوميًا، عبر شركة موتيفا إنتربرايزس المملوكة لشركة أرامكو السعودية العملاقة.

وتواجه المصافي الأميركية ضغوطًا إضافية بسبب هروب خام النفط الكندي المجاور إلى آسيا؛ بحثًا عن مشترين جدد، ربما يؤخرون عودته إلى أميركا الشمالية، أو يجعلون عودته أكثر تكلفة عبر أسعار أكثر تنافسية.

وتعاقد بعض التجار الآسيويين على شراء 7 ملايين برميل من الخام الكندي للتحميل في فبراير/شباط 2023، وهي أكبر كمية يشتريها الآسيويون منذ 2021، وفقًا لوكالة بلومبرغ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق