التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

الهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط يسحب البساط من كبار المنتجين عالميًا

بسبب إمكانات الطاقة المتجددة الهائلة

محمد عبد السند

باتت منطقة الشرق الأوسط قاب قوسين من أن تتبوأ موقع الريادة العالمية في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ لما يتوافر لديها من إمكانات هائلة في مجال الطاقة المتجددة، والتي تساعد دولها على إنجاز خُططها في التحول إلى الوقود النظيف.

ويحظى الشرق الأوسط بمكانة متفردة، تساعده على أن يصبح منطقة رائدة في المستقبل في إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون؛ ما يجعله الوجهة المثالية للشركات العالمية الراغبة في استكشاف الفرص المتاحة في تلك الصناعة الحيوية، حسبما ذكر موقع هيدروجين سنترال (Hydrogen Central).

فالاستثمار في صُنع وتطوير نظام بيئي مستدام لوقود الهيدروجين الأخضر، من الممكن أن يجعل الشرق الأوسط مُنتِجًا رائدًا للهيدروجين منخفض الكربون، ومصدرًا رئيسًا إلى أوروبا وشمال شرق آسيا، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تحديات قائمة

مع ذلك لا تزال هناك تحديات عدة تعترض المسار الذي يقود إلى تحقيق تلك الطموحات، ويتعلق الكثير منها بعدم توافر البنية التحتية، والإستراتيجيات واللوائح التنظيمية.

وبينما هناك كثير من الاهتمام في أن يصبح الشرق الأوسط مستودعًا للهيدروجين الأخضر، لما يزخر به من إمكانات هائلة في هذا المجال، ورغم ارتفاع أعداد مشروعات الهيدروجين الأخضر المُعلنة في المنطقة، لم يُكشف بعد عن إستراتيجية شاملة، رغم أن معظم الدول قد قطعت شوطًا كبيرًا في عملية إعداد تلك الإستراتيجيات.

ويتعين على صناع القرار مواجهة التحديات الأساسية بغية تمكين عملية تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر في المستقبل، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وإذا ما حدث ووُضعت الإستراتيجيات الوطنية، ونُفذت على النحو المنشود، ستشهد منطقة الشرق الأوسط طفرة في مشروعات الهيدروجين الضخمة، وزيادة وديان الهيدروجين وكذلك انخفاض تكاليف الإنتاج.

ليس هذا فحسب، بل سيصبح الشرق الأوسط أيضًا رائدًا في أنشطة البحوث والتطوير، والإبداع في صناعة الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى تطوره في استحداث أفضل المعايير والممارسات العالمية ذات الصلة.

ويبين الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- المشروعات المعلنة لإنتاج الهيدروجين في الدول العربية حتى نهاية مارس/آذار (2022):

مشروعات الهيدروجين العربية

مشروعات طموحة

تشهد منطقة الشرق الأوسط كثيرًا من المشروعات التي تستهدف تطوير الهيدروجين، في إطار خُطط طموحة لدى العديد من الدول، تستهدف التحول إلى الوقود النظيف، والتحول تدريجيًا عن الوقود الأحفوري.

وفي ضوء هذا السيناريو، أبرمت أكوا باور، الشركة السعودية الرائدة في مجال تزويد الطاقة وتحلية المياه، والهيدروجين الأخضر، اتفاقية شراكة مع فيربوند، شركة الكهرباء النمساوية، خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023، لتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر، حسبما أعلن موقع "إنفيرونمينت إنرجي ليدر".

وبالنظر إلى تأثيراتها الإيجابية في البيئة، وقدرتها على إزالة الكربون من كل القطاعات الصناعية، يُقدِم اللاعبون الرئيسون في قطاع الطاقة حول العالم على تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر، التي ستستغل إمكاناتهم خلال العقود المقبلة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

طرق إنتاج الهيدروجين

وهناك طريقتان شائعتان لإنتاج الهيدروجين؛ أولهما هو تقنية "إصلاح البخار" التي يُستخدم فيها بخار ذو درجة حرارة عالية، لفصل الهيدروجين من جزيئات الغاز الطبيعي.

الطريقة الثانية هي التحليل الكهربائي التي يُفصل خلالها الهيدروجين عن جزيئات المياه، باستخدام الكهرباء.

الهيدروجين الأخضر
صورة لمحطة إنتاج الهيدروجين الأخضر – الصورة من إيكونوميك تايمز

وعلاوة على كونه صديقًا للبيئة، يُعَد الهيدروجين أحد أكثر الحلول الواعدة لمكافحة التغيرات المناخية، وتسريع التحول إلى الوصول للحياد الكربوني.

وتضاعفت السعة العالمية لأجهزة التحليل الكهربائي التي تُنتج وقود الهيدروجين من الكهرباء، وليس الغاز الطبيعي، على مدار السنوات الـ5 الماضية.

عائدات ضخمة

بدءًا من يناير الجاري، وصل عدد مشروعات الهيدروجين المُنفذة حول العالم إلى نحو 500 مشروع.

وتوقع مستشار وممثل سلطنة عمان في وكالة الطاقة الدولية عبدالله بن سليمان العبري، أن تصل العائدات المتحققة من مشروعات الهيدروجين إلى نحو 15 مليار دولار أميركي بحلول أواسط القرن الحالي، ما يمثل نحو 1% فقط من إيرادات النفط والغاز مُجتمعة.

وتوقع العبري أن تتجاوز عائدات تصدير الهيدروجين نظيرتها المتحققة من النفط والخام، بواقع الخُمس، خلال المدة ذاتها، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء العمانية.

وذكر العبري أن معظم الدراسات الاقتصادية التي تُجرى على جدوى استخدام الهيدروجين في الشرق الأوسط، تبرهن على أن تلك السلعة الحيوية ستكون رافدًا مهمًا للدخل، وركيزة أساسية لاقتصادات المنطقة.

ويلخص الرسم التالي أبرز 14 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، بحسب البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة:

مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر

غير أنه أكد أن الهيدروجين لن يكون بديلًا عن العائدات المتحققة من الوقود الأحفوري.

وأشار إلى أن تطوير الهيدروجين يساعد اقتصادات الشرق الأوسط على تحديث إستراتيجياتها التصنيعية والتنافسية؛ بما يسهم في النهوض بتلك الاقتصادات، بجانب كونها عاملًا رئيسًا في تحول دول المنطقة إلى الوقود النظيف.

مشروعات الهيدروجين الأخضر

لطالما اعتُبرت منطقة الشرق الأوسط أكبر المستفيدين من مشروعات الهيدروجين المُعلنة حول العالم حتى نهاية عام 2030، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتوقّع الرئيس التنفيذي لشبكة "دي آي آي ديزرت إنرجي" الدولية المعنية باستثمارات الطاقة النظيفة المسؤولة عن تنظيم القمة منذ 12 عامًا، ومقرّها دبي، كورنيليوس ماتيس، أن تشهد دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسارعًا في إنتاج الطاقة المتجددة، خلال الأوقات المقبلة.

وأوضح ماتيس أن وفرة موارد الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح في دول المنطقة، من شأنها أن تُعلي سقف طموحاتها بشأن إنتاج الهيدروجين الأخضر.

وقدر ماتيس سعة مشروعات الهيدروجين المُعلنة رسميًا حتى الآن في منطقة الشرق الأوسط، عند 20 غيغاواط، لكنه توقع أن تتجاوز تلك السعة هذا الرقم، لتلامس 100 غيغاواط على المدى المتوسط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق