أخبار الكهرباءرئيسيةكهرباء

باكستان تشهد أسوأ انقطاع للتيار الكهربائي.. وهذه أبرز الأسباب (تقرير)

دينا قدري

أعادت باكستان إمدادات التيار الكهربائي بالكامل اليوم الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني(2023)، بعد 24 ساعة من انهيار الشبكة الذي ترك ملايين الأشخاص دون كهرباء.

وألقى وزير الطاقة الباكستاني خورام داستغير باللوم في أسوأ انقطاع للتيار الكهربائي منذ شهور، على نقص الاستثمار في الشبكة، مشيرًا إلى أن الدولة التي تعتمد على المساعدات "تعلمت دروسًا" من الأزمة الأخيرة.

وكان انقطاع التيار الكهربائي -الذي بدأ صباح الإثنين- ثاني انهيار كبير منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، وفق المعلومات التي رصدّتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

ويُعد هذا الانقطاع ثاني فشل رئيس في الشبكة خلال 3 أشهر، ويُضاف إلى عمليات انقطاع التيار الكهربائي الذي يعانيه نحو 220 مليون شخص في باكستان على أساس يومي تقريبًا.

نقص الاستثمارات في قطاع الكهرباء

صرّح داستغير للصحفيين عندما أعلن أن الكهرباء أُعيدت بالكامل: "تعلمنا دروسًا من أمس أننا بحاجة إلى الاستثمار في نظام التوزيع".

وأضاف: "لم يكن هناك أي استثمار في تحسين هذه الأنظمة من الحكومة السابقة".

وقال داستغير إن سبب الانقطاع لم يُعرف بعد، لكن الوزارة تجري تدقيقًا لسلامة الشبكة بأكملها، مشيرًا إلى أن "الحكومة تخطط لإضافة المزيد من خطوط توزيع الكهرباء خلال الأشهر الـ36 المقبلة".

ويعاني ملايين الباكستانيين انقطاعًا جزئيًا للتيار الكهربائي بصفة شبه يومية، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي المجدول "فصل الأحمال" بهدف توفير الكهرباء.

ومثل الكثير من البنية التحتية الوطنية، فإن شبكة الكهرباء بحاجة ماسة إلى تحديث، لكن التمويل كان متقطعًا، إذ كانت باكستان تتأرجح من خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي إلى الأخرى.

أسوأ انقطاع للكهرباء في باكستان
أحد المواطنين يشغّل مولدًا كهربائيًا - الصورة من رويترز

إعادة التيار الكهربائي في باكستان

كانت باكستان قد بدأت إعادة الكهرباء إلى ملايين الأشخاص يوم الإثنين (23 يناير/كانون الثاني)، بعد أن تسبب انهيار في الشبكة في أسوأ انقطاع للكهرباء منذ شهور يسلط الضوء على ضعف البنية التحتية في الدولة المثقلة بالديون.

ويُحقق في الانقطاع -الذي بدأ نحو الساعة 7:00 صباحًا بالتوقيت المحلي (5:00 صباحًا بتوقيت السعودية)- الذي حدث خلال ذروة موسم الشتاء.

وكتب وزير الطاقة خورام داستغير على "تويتر" أن السلطات بدأت استعادة الكهرباء في جميع أنحاء البلاد، مع حلول المساء وانقطاعها عن المنازل.

وكان داستغير قد قال للصحفيين -في وقت سابق-: "لقد واجهنا بعض العقبات، لكننا سنتغلب عليها، وسنعيد الكهرباء"، وفق التصريحات التي نقلتها وكالة رويترز.

وقال داستغير إن الكهرباء بدأت تعود في أجزاء من العاصمة إسلام آباد وإقليم بلوشستان الجنوبي الغربي.

من جانبه، قال متحدث باسم شركة كيه إلكتريك، مزود الكهرباء في مدينة كراتشي، إنه من المرجح أن تشهد المدينة عودة الكهرباء في غضون 3 إلى 4 ساعات.

أزمات وديون

يلقي المحللون والمسؤولون باللوم في مشكلات الكهرباء على الشبكة المتقادمة، التي مثل الكثير من البنية التحتية الوطنية، بحاجة ماسة إلى عملية تحديث تقول الحكومة إنها لا تستطيع تحملها.

وأنقذ صندوق النقد الدولي باكستان 5 مرات في العقدين الماضيين؛ إلا أن شريحة الإنقاذ الأخيرة لها عالقة بسبب الخلافات مع الحكومة بشأن مراجعة البرنامج التي كان من المفترض أن تكتمل في نوفمبر/تشرين الثاني.

وتمتلك باكستان طاقة كهربائية مركبة كافية لتلبية الطلب، لكنها تفتقر إلى الموارد لتشغيل محطاتها التي تعمل بالنفط والغاز.

يُذكر أن القطاع مثقل بالديون، لدرجة أنه لا يستطيع الاستثمار في البنية التحتية وخطوط الكهرباء، ويقول المحللون إن النقل والتوزيع هما الحلقات الأضعف.

واستثمرت الصين في قطاع الكهرباء الباكستاني في إطار خطة للبنية التحتية بقيمة 60 مليار دولار تغذّي مبادرة "الحزام والطريق" في بكين.

أسوأ انقطاع للكهرباء في باكستان
جانب من انقطاع الكهرباء في شوارع باكستان - الصورة من رويترز

مصادر طاقة بديلة.. ولكن!

أصبح أسوأ انقطاع للتيار الكهربائي في باكستان منذ شهور مصدرًا للسخرية بالنسبة إلى البعض داخل البلاد، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.

وعلى الرغم من أن انقطاع الخدمة قد أثرّ في شبكة الإنترنت وخدمات الهاتف المحمول، فإنه لم يمنع العديد من الباكستانيين من الانتقال إلى تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى لمشاركة النكات والرسوم الساخرة.

فقد علّق أحد متابعي تويتر على صورة تظهر منفذ كهرباء واحدًا مع 5 شواحن هواتف محمولة بارزة منه: "مشاهد في منزل ذلك الصديق الذي لديه ألواح شمسية".

وغذّت الاضطرابات سنوات من الطلب القوي على إمدادات الكهرباء البديلة، وتقدم بعض الحكومات المحلية الألواح الشمسية المدعومة.

وفي قرية خارج مدينة جاكوب آباد التي تشهد بانتظام عمليات انقطاع التيار الكهربائي التي تستمر حتى 18 ساعة يوميًا، ظهر لوح شمسي واحد على سطح منزل من غرفة واحدة لعائلة من مزارعي البطيخ.

وقالت مديرة مدرسة البنات في جاكوب آباد، سارة خان: "في الوقت الحاضر، يمتلك الجميع ألواحًا شمسية.. لكنهم يواجهون مشكلات في الليل، لأنه ليس لديهم مصدر آخر للكهرباء".

وفي العديد من المدن الكبرى، بما في ذلك العاصمة إسلام آباد وكراتشي، ركّب العديد من السكان 3 مصادر احتياطية على الأقل: الألواح الشمسية، ووحدات إمدادات الكهرباء غير المنقطعة، والمولدات التي تعمل بالوقود.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق