نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيا

هوامش تكرير البنزين في أوروبا تسجل أعلى مستوياتها منذ 2016

وتوقعات بزيادتها مع حظر واردات الديزل الروسي

عمرو عز الدين

سجّلت هوامش تكرير البنزين في أوروبا، خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري، أعلى مستوياتها منذ عام 2016، مدفوعة بالطلب الأميركي المتزايد، وسط توقعات باستمرار صعودها مع دخول قرار الحظر الأوروبي لواردات الديزل الروسي حيز التنفيذ.

وأدت موجات الصقيع والثلوج الكثيفة في الولايات المتحدة إلى سلسلة من الإغلاقات غير المتوقعة لعدد من مصافي التكرير ومصانع البتروكيماويات على طول ساحل الخليج الأميركي، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

واضطرت الولايات المتحدة -التي تصدر الغاز المسال إلى أوروبا حاليًا- للاستنجاد بالأسواق الأوروبية؛ لتغطية عجز إمدادات البنزين المحلية؛ بسبب تعطل المصافي، وفقًا لموقع أرغوس المتخصص في تحليل أسواق الطاقة.

ارتفاع الهوامش 15.7 دولارًا

أدى الطلب الأميركي إلى قفزة في هوامش تكرير البنزين في أوروبا بقيمة 15.7 دولارًا لبرميل خام بحر الشمال، في 16 يناير/كانون الثاني 2023، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

كما بلغ متوسط هوامش تكرير البنزين في أوروبا، خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023، قرابة 13 دولارًا للبرميل، وهو أعلى متوسط موسمي مسجل في شهر يناير منذ عام 2016، حينما سجلت 14.3 دولارًا للبرميل.

وتزامن الطلب الأميركي على البنزين عبر المحيط الأطلسي مع الانخفاض السريع في أسعار شحن الناقلات النظيفة؛ ما شجّع التجار الأميركيين على زيادة طلبات شحن المنتج الحيوي إلى الولايات المتحدة.

انخفاض أسعار الناقلات النظيفة

هوامش تكرير البنزين في أوروبا
شاحنات نفط متجهة إلى الولايات المتحدة - الصورة من بلومبرغ

انخفضت أسعار الناقلات النظيفة متوسطة المدى على طريق الساحل الأطلسي بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، بأكثر من 44% في 11 يناير/كانون الثاني 2023، مقارنة بالرقم القياسي المسجّل في 9 ديسمبر/كانون الأول 2022، والذي بلغ 57.3 دولارًا لشحن الطن.

وترجع أسباب الانخفاض الحاد في أسعار الناقلات النظيفة إلى تراجع معدلات الحجز من قِبل مشتري الديزل خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023، مقارنة بتسارع الحجر خلال الشهر السابق.

وأدى تسابق تجار الديزل على تأمين حجوزات الناقلات من نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إلى بداية ديسمبر/كانون الأول، إلى ارتفاع أسعار الشحن إلى أعلى مستوياتها في عامين لتصل إلى 57.3 دولارًا للطن.

وأسهم الطلب الأميركي المتزايد على المشتقات النفطية مع انخفاض تكاليف الشحن، إلى فتح باب المقايضة على العقود الآجلة عبر المحيط الأطلسي مرة أخرى، بعد توقفها في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وارتفعت هوامش تكرير البنزين في أوروبا في العقود الآجلة للشهر الثاني في الولايات المتحدة إلى 1.24 دولارًا أميركيًا للبرميل، مقارنة بمقايضات الشهر الأمامي في ديسمبر/كانون الأول، والخصم البالغ 3.55 دولارًا للبرميل في نوفمبر/تشرين الثاني.

وتشير هذه البيانات إلى قابلية تصدير شحنات المشتقات النفطية من أوروبا إلى الولايات المتحدة بهوامش تكرير محفزة، بدأت من ديسمبر ومستمرة حتى يناير/كانون الثاني 2023، ويتوقع استمرارها مع دخول الحظر الأوروبي لواردات الديزل الروسي حيز التنفيذ، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

600 ألف برميل بنزين يوميًا

بلغ متوسط واردات الولايات المتحدة من البنزين قرابة 600 ألف برميل يوميًا، خلال ديسمبر/كانون الأول 2022، مقارنة بنحو 546 ألف برميل يوميًا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتبيع أوروبا المشتقات النفطية من البنزين والديزل وغيرهما، إلى دول أخرى في غرب أفريقيا، إضافة إلى البرازيل، وبصورة مستقرة منذ سنوات؛ ما يرجّح استمرار تحقيق هوامش تكرير البنزين في أوروبا مستويات أعلى، مع انضمام الطلب الأميركي على المنافسة.

ويشهد الطلب على النفط ومشتقاته في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، نموًا محلوظًا بدفع زيادة الطلب الصيني، بعد أن خففت الحكومة الإجراءات الاحترازية من كورونا بداية من يناير/كانون الثاني 2023؛ ما قد يوفر وجهة أخرى مربحة للمشتقات الأوروبية.

وتأتي هذه التوقعات على غير المعتاد في مواسم الشتاء التي تنخفض فيها معدلات استهلاك البنزين إلى أدنى مستوياتها على مدار العام، لكن الأسواق قد تتعرض لبعض الأزمات المتعلقة بالمعروض، خلال الأسابيع المقبلة، بسبب الإضرابات العمالية في فرنسا، وفقًا لتحليلات منصة أرغوس المتخصصة.

إضرابات مصافي فرنسا تتجدد

هوامش تكرير البنزين في أوروبا
جانب من إضرابات عمال المصافي في فرنسا - الصورة من بلومبرغ

تشهد فرنسا سلسلة من الإضرابات العمالية في مصافي التكرير الفرنسية؛ ما أدى إلى إغلاق 5 مصافٍ من أصل 6 مصافٍ عاملة في البلاد، أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية.

وأضرب عمال المصافي مرة أخرى في 19 يناير/كانون الثاني 2023، بسبب خلافات مع الحكومة بشأن سن التقاعد، مع تهديدات بتنظيم إضرابات أخرى في 26 يناير/كانون الثاني و6 فبراير/شباط المقبل؛ ما دفع هوامش تكرير البنزين في أوروبا لتسجيل قفزة وصلت إلى 28 دولارًا لبرميل خام بحر الشمال.

كما يُتوقع أن تدخل المصافي الأوروبية في موسم الصيانة الدورية خلال الربيع المقبل؛ ما سيؤدى إلى إغلاقات مؤقتة أخرى لأسباب فنية هذه المرة، من شأنها أن ترجح استمرار هوامش تكرير مرتفعة.

ومن المتوقع كذلك أن يؤثر قرار الحظر الأوروبي الوشيك -على واردات الديزل روسية المنشأ- في أسعار البنزين بصورة غير مباشرة؛ إذ سيؤدي قرار الحظر إلى انخفاض معروض مادة النافثا المستخدمة بصورة رئيسة في مزيج البنزين المخصص لفصل الشتاء، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

والنافثا هي المادة الخام التي تضاف إليها مكونات أخرى لإنتاج البنزين بمختلف أنواعه في أغلب دول العالم، كما تستخدم في العديد من الصناعات البتروكيماوية.

حظر الديزل الروسي

من المقرر أن يدخل قرار الحظر الأوروبي على شحنات الديزل المنقولة بحرًا من روسيا حيز التنفيذ، بداية من الأحد الموافق 5 فبراير/شباط 2023.

وسبق للاتحاد الأوروبي أن فرض حظرًا شبه كامل على واردات النفط الروسي منذ 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، في إطار تشديد العقوبات على موسكو بسبب الحرب على أوكرانيا.

ويستعد الاتحاد هذه المرة لمحاصرة المشتقات النفطية الروسية ذاتها بداية من 5 فبراير/شباط 2023، في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا حتى الآن.

وتراهن أوروبا المأزومة على أسواق السعودية والهند لتعويض واردات الديزل الروسي التي كانت تعتمد عليها بنسبة 50% حتى عام 2021.

وانخفضت واردات أوروبا من الديزل الروسي بنسبة 40% خلال عام 2022 إلى 220 مليون برميل، بفضل زيادة الإمدادات من السعودية والهند، وفقًا لبيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق