رئيسيةالتقاريرتقارير منوعةمنوعات

تحول الطاقة يثير مخاوف سياسية في مقاطعة ألبرتا الكندية

مع تحويل محطة كهرباء بالفحم إلى الغاز قبل موعدها

حياة حسين

تصاعدت المخاوف بشأن استغلال تحول الطاقة في كندا سياسيًا، في وقت تستعد فيه مقاطعة ألبرتا (قلعة الوقود الأحفوري الكندية)، لتحويل آخر محطة تعمل بالفحم إلى العمل بالغاز، في وقت أقرب من المحدد مسبقًا بنحو 7 سنوات.

من المتوقع أن تصدر الحكومة الفيدرالية تشريعًا جديدًا بشأن التحول إلى اقتصاد أكثر اخضرارًا، بينما تحذر بعض القيادات المجتمعية والنقابية من استغلال الأمر سياسيًا؛ في ضوء الاستعدادات لإجراء انتخابات بالمقاطعات في مايو/أيار 2023، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وبينما تعارض ألبرتا التشريع المرتقب إصداره، كونه يهدد اقتصادها وفرص عمل نشاط الوقود الأحفوري في المقاطعة، يرى آخرون أن التحرك نحو تحول الطاقة واقتصاد المستقبل، هو ضمانة لتلك الوظائف، حسبما ذكر تقرير لوكالة رويترز.

إصدار التشريع

من المتوقع أن يصدر رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، تشريعًا طال انتظاره، ينظم عملية تحول الطاقة على صعيد العمالة خلال ربيع 2023.

ويشير الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، إلى دور الغاز الطبيعي في عملية تحول الطاقة عالميًا:

الغاز الطبيعي - تحول الطاقة

ويستهدف التشريع المرتقب تعزيز طموحات كندا في تحقيق الحياد الكربوني، والتخلص من انبعاثات غازات الدفيئة بحلول 2050، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت الحكومة الكندية قد أعلنت، في يوليو/تموز 2021، خطة حظر بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالديزل والبنزين، والشاحنات الخفيفة، بدءًا من عام 2035.

وقالت الحكومة، في بيان حينها، إنها حددت أهدافًا مؤقتة لعامي 2025 و2030، وإنها ستتبع مجموعة من اللوائح لمساعدة الصناعة في تحقيق أهداف علاج تغير المناخ وتحقيق الحياد الكربوني.

تهديد لصناعة النفط

أكدت حكومة مقاطعة ألبرتا، المنتج الرئيس للنفط والغاز في كندا، أن التشريع الذي تستعد الحكومة الفيدرالية لإصداره بشأن تحول الطاقة على مستوى العمالة، يهدد صناعة تمثل مصدرًا لأكثر من 5% من الناتج القومي للبلاد.

وقالت محافظة مقاطعة ألبرتا، دانييل سميث، في تغريدة على موقع تويتر، الأسبوع الماضي: "عندما تسمع كلمة تحول الطاقة؛ فهي لا تعني سوى إلغاء الوظائف في ألبرتا.. هذه ليست بداية للمقاطعة".

ولأن صناعة النفط والغاز في كندا توفر نحو 185 ألف وظيفة في كندا؛ فإن تعليق المقاطعة قد يحمل إشارة إلى استغلال المسألة في انتخابات المقاطعات خلال مايو/أيار المقبل، وفق تقرير وكالة رويترز.

وتوقع التقرير أن تستغل محافظة ألبرتا التشريع الجديد الوشيك بشأن تحول الطاقة في حملتها الانتخابية ضد رئيس الوزراء جاستن ترودو، تحت ادعاء فقد الوظائف.

قواعد إرشادية

تحول الطاقة
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو - الصورة من بي بي إس

قال مصدر مسؤول في الحكومة الفيدرالية الكندية، لم يذكر اسمه لعدم تخويله بالحديث، إن التشريع الخاص بعملية تحول الطاقة، الذي تصدره الحكومة في الربيع المقبل (2023)، سيضع قواعد إرشادية للقرارات ووسائل خلق الوظائف الجديدة.

وكان من المفترض إصدار هذا التشريع منذ عام 2019، ما يعني تأخره أكثر من 3 سنوات.

وكان رئيس الوزراء، جاستن ترودو، قد قال، في حوار أجرته وكالة رويترز معه مؤخرًا: "إنه ليس على أفراد الطبقة السياسية الخوف من المستقبل الأفضل الذي يمثله تشريع تحول الطاقة في سوق العمل".

وأضاف رئيس اتحاد عمال ألبرتا، غيل ماكغوان: "هذه ليست مسألة سياسية، لكنها مسألة تمس حقيقة ما يحدث في الاقتصاد العالمي.. يجب أن نركز على تعزيز فرص المجتمعات في التحول الصناعي وتنويع الاقتصاد".

ولفت رئيس اتحاد العمال بالمقاطعة إلى أن آخر محطة توليد كهرباء بالفحم في ألبرتا، ستتحول إلى العمل بالغاز، خلال 2023، وذلك قبل الموعد المقرر في 2030 بنحو 7 سنوات.

تقاعد مبكر

في 2015، كان قطاع صناعة الفحم في كندا يضم نحو 3100 عامل، بعضهم تقاعد مبكرًا، بينما غيّر آخرون عملهم إلى صناعات بديلة، أو وجدوا وظائف في محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز الطبيعي.

وقال رئيس اتحاد عمال ألبرتا، غيل ماكغوان، إن التشريع الجديد، إذا نُفِّذ بطريقة صحيحة، سيحفز صناعات مثل احتجاز الكربون وتخزينه، وإنتاج الهيدروجين، لتستطيع كندا بذلك الرد على قانون الحد من التضخم الأميركي بحزمة دعم للصناعات الخضراء، أقرتها العام المنصرم، تبلغ قيمتها 430 مليار دولار.

تحول الطاقة
محطات طاقة نظيفة - الصورة من "إيرينا"

وفي عام 2019، توقّع معهد "باركلاند" للبحوث في كندا أن تخلق صناعة الطاقة المتجددة، ومحطات الفحم المتحولة إلى الغاز، نحو 3500 وظيفة جديدة في البلاد، لكن قال المسؤولون عن البحث إن هذه التوقعات كانت هزيلة، وإن عدد الوظائف الجديدة تجاوزها بمراحل.

نقص العمالة

تعاني صناعة النفط والغاز حاليًا نقصًا في العمالة على المستوى العالمي، وهي أقل في كندا بنسبة 18% من ذروتها في 2014، والتي كانت تبلغ حينها 225 ألفًا و900 عامل، وفق بيانات "إنرجي سافتي كندا".

وتوقعت "ثنك تانك كلين إنرجي كندا" أن تبلغ وظائف الطاقة النظيفة في البلاد 200 ألف وظيفة في عام 2030.

وعلّق عامل منجم الفحم السابق، لين أوستن، وهو يدير مركزًا لدعم عمال محطات الفحم السابقين، بمساندة حكومية، على مجهودات السياسيين في إطار تحول الطاقة في سوق العمل، بأنها جيدة، لكنه انتقد ضعف التمويل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق