التقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

أسعار النفط ومستويات الطلب في 2023.. روسيا والصين تديران المشهد

هبة مصطفى

شهدت الأيام الأولى من العام الجاري (2023) مستجدات تؤثر في توقعات اتجاه أسعار النفط ومؤشرات الطلب حتى نهاية العام، ولا سيما أنها تتعلق بلاعبين رئيسين في أسواق الطاقة العالمية.

ويُنظر إلى التغيرات التي قادتها روسيا والصين مؤخرًا باعتبارها أبرز عوامل التأثير بالربط بين معدل الطلب على النفط وتداعيات الصراعات الجيوسياسية، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن جانب آخر، ارتفعت أسعار خامات أوروبا وأفريقيا وأميركا، حتى الآن، خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري، مقارنة بالشهر السابق له في ديسمبر/كانون الأول نهاية العام الماضي (2022)، وفق تحليل أجرته رويترز؛ ما يشير إلى حجم تأثير موسكو وبكين في خرائط الشراء.

أولًا: القوى المؤثرة في 2023

عكست أسعار النفط بأسواق عدة -خلال الأيام الأولى من العام الجاري (2023)، حتى الآن- حجم تأثر الأسواق بمستجدات السوق الروسية والصينية، وفيما يلي نستعرضها بصورة تفصيلية.

وسجّلت أسعار الخام في شهر يناير/كانون الثاني الجاري ارتفاعًا، مع توقعات باستمرار الوتيرة ذاتها، خلال شهر فبراير/شباط المقبل؛ ما يعكس قوة الطلب، بحسب أحد التجار في لندن.

  • روسيا

اختتمت أسواق الطاقة العام الماضي (2022) بحزمة عقوبات جديدة فُرضت على النفط الروسي وتنفذ عبر مرحلتين؛ ودخلت المرحلة الأولى حيز التنفيذ فعليًا في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي، من خلال بدء تطبيق حد أقصى وسقف سعري لخامات موسكو المنقولة بحرًا، وفق اتفاق بين مجموعة الدول الـ7 والاتحاد الأوروبي وأستراليا.

أسعار النفط
ناقلة نفط - الصورة من Flipboard

وتترقب الأسواق بدء سريان المرحلة الثانية من العقوبات في 5 فبراير/شباط المقبل والمتعلقة بتوسعة نطاق السقف السعري ليشمل -بالإضافة إلى النفط الخام- المنتجات المكررة والمشتقات الروسية، وهي مرحلة أكثر صعوبة وأشد تأثيرًا في أسواق النفط باعتبارها تشمل منتجات عدة ومتغلغلة في الأسواق بنطاق واسع.

وسبق أن وصفت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، المرحلة الثانية المرتقبة من حزمة العقوبات الأخيرة المفروضة على النفط الروسي بأنها "معقّدة" بالنظر إلى تنوع المشتقات وتباين أسعارها بما يضمن استمرار تدفقات الديزل الروسي إلى الأسواق.

ومع نمو المخاوف من محاصرة النفط الروسي ومشتقاته، زاد معدل الطلب على خامات موسكو خاصة من الدول الآسيوية للاستفادة من الخصومات التي قدمتها روسيا لعملائها، لإنقاذ شحنات خاماتها وزيادة عائدات الصادرات النفطية.

ورغم أن ائتلاف السقف السعري حدد 60 دولارًا للبرميل حتى تتمكن روسيا من نقل شحناتها النفطية بحرًا؛ فإن أسعار النفط الفعلية لخامات موسكو كانت تدور في نطاق أقل من ذلك، ما جذب انتباه الصين والهند بصورة رئيسة.

  • الصين

تُشير التوقعات إلى أن الصين على موعد مع زيادة الطلب على النفط بشراهة بعدما خففت من قيود جائحة كورونا والإغلاقات مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ودفع ذلك نحو توقع الوكالة الدولية للطاقة تأثر أسعار النفط وتعزيز مستويات الطلب العالمية إلى مستويات قياسية.

وفعليًا، زادت وتيرة الشراء الصيني للخام وفتحت منافذ عدة لها؛ إذ بجانب شراء شحنات أكبر من روسيا للاستفادة من أسعار الخام المخفضة واصلت أيضًا الشراء من الشرق الأوسط والأميركتين.

وبلغ حجم الشحنات التي اشترتها شركة يونيبك -الذراع التجارية لشركة سينوبك الصينية- خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري لتسليم مارس/آذار نحو 17 شحنة من خام "زاكوم العلوي" الإماراتي، و3 ناقلات عملاقة (تتسع لنحو مليوني برميل) من الخام الأميركي، و5 ناقلات عملاقة أيضًا من الخام البرازيلي.

وتهدف بكين إلى إعادة بناء مخزوناتها بعدما زودت مصافي التكرير المستقلة مؤخرًا بحصص ضخمة لزيادة إنتاج الوقود، وتُشير التوقعات إلى استفادتها من أسعار النفط الروسية وخدمات الشحن من موردين آخرين لزيادة عمليات الشراء بدءًا من مارس/آذار المقبل.

ويرصد الرسم أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- حجم الاستهلاك الصيني للنفط منذ عام 2019 حتى العام الماضي (2022)، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية:

الطلب على النفط في الصين

ثانيًا: تقلبات أسعار النفط

سجّلت أسعار النفط في أميركا وأوروبا وأفريقيا ارتفاعًا، خلال الأيام الأخيرة من شهر يناير/كانون الثاني الجاري، ويرجح محللون استمرارها على الوتيرة ذاتها في ظل استمرار نمو العوامل المؤثرة.

  • أميركا:

بصورة محددة، سجّل الأسبوع ونصف الأسبوع الماضي ارتفاعًا في أسعار الخام الأميركي مدعومة بالطلب القوي وزيادة الاستهلاك المحلي.

وبلغت أسعار خام غرب تكساس الوسيط (خام خفيف حلو) أعلى مستوياتها منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعلاوة قدرها 1.70 دولار للعقود الآجلة للأسبوع الماضي.

وارتفع خام مارس (الحامض) الرئيس في أميركا أيضًا لأعلى مستوياته منذ 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وخضع للتداول بخصم يصل إلى 2.5 دولارًا في العقود الآجلة للأسبوع الماضي أيضًا.

وحظي خام برنت القياسي بأكبر خصوماته منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى 6 دولارات للبرميل في العقود الآجلة للأسبوع الماضي.

  • أوروبا:

كان لأسعار النفط في أوروبا نصيب من مستويات الزيادة التي شهدتها الأيام الأولى من العام الجاري (2023)، وسجّل خام فورتيس المُنتج من بحر الشمال -ذو الصلة بتحديد أسعار خام برنت المؤرخة- زيادة مؤخرًا بنحو 30 سنتًا ارتفاعًا من الخصم الذي لحق به مطلع العام في حدود 92 سنتًا.

ويُشير الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- إلى توقعات أسعار النفط خلال العام الجاري (2023)، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، و"آي إن جي"، وغولدمان ساكس:

توقعات أسعار النفط في 2022

  • أفريقيا:

كان لخامات أفريقيا دور في تحديد اتجاه أسعار الخام ومؤشرات الطلب في مستهل أيام العام الجاري (2023)، ولا سيما وسط القارة السمراء وغربها.

وقفزت أسعار النفط في أنغولا، خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري، واستعادت قوتها بعدما عانت ضعف الطلب، خلال الآونة الماضية، والذي دفع نحو تسجيلها أدنى مستوياتها منذ ما يزيد على عامين في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وسجّلت أسعار شحنات النفط الشهر الجاري في الدولة الواقعة وسط القارة الأفريقية ارتفاعًا، ولا سيما خام جيراسول.

الأمر ذاته تكرر في نيجيريا التي تعاني سرقة الخام وتهريبه وتخريب المرافق، وسجّلت عروض الخامات الخفيفة والحلوة ارتفاعًا.

وبشكل خاص، يبحث بائعو خام "كوا إيبو" النيجيري عن مشترين بسعر يزيد عن خام برنت المؤرخ بنحو 3 دولارات للبرميل.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق