إيران تنقل 2.1 مليون برميل نفط إلى سوريا.. وحيلة جديدة لسهولة عبور قناة السويس
هبة مصطفى
لجأت إيران إلى حيلة من شأنها نقل تدفقات النفط إلى سوريا بصورة سلسة، وتخلّت عن ناقلات النفط العملاقة التي تجد صعوبة في المرور عبر قناة السويس إذا كانت محمّلة بالكامل وعميقة.
وخاضت طهران مغامرة يُطلق عليها "الشحن المظلم" بنقل الشحنات من متن سفينة عملاقة إلى سفن أخرى في قلب البحر الأحمر، بحسب شركة تانكر تراكرز (Tanker Trackers) لخدمات تعقُّب شحنات النفط.
وقالت الشركة إن عملية النقل من سفينة إلى أخرى، التي اتبعتها طهران لنقل 2.1 مليون برميل إلى سوريا، تهدف إلى توفير الوقت والحفاظ على سعة أسطول الناقلات العملاقة.
النفط الإيراني إلى سوريا
قسمت إيران شحنات النفط المنقولة إلى سوريا والتي كانت محمّلة بالكامل على متن سفينة عملاقة "في إل سي سي"، وقسّمتها في عرض البحر إلى شحنات أصغر حجمًا على ناقلات "أفراماكس".
كانت صادرات النفط الإيراني إلى سوريا قد شهدت ارتفاعًا في سعرها إلى الضعف، مع وضع اشتراطات جديدة من قِبل طهران تقضي باتباع نظام "الدفع المسبق" مقابل الشحنات، بحسب ما أُعلن الأسبوع الماضي.
وتفصيليًا، سجّل سعر برميل النفط الإيراني قفزة إلى ما يزيد على 70 دولارًا، ارتفاعًا من 30 دولارًا في السابق.
ويبدو أن الأزمات الاقتصادية التي لحقت بالأسواق العالمية بصورة عامة، وطهران الواقعة تحت نطاق العقوبات الأميركية بصورة خاصة، أدت إلى تغير موقف الأخيرة تجاه حلفائها وأبرزهم سوريا.
وبدلًا من الاستمرار على وتيرة التصدير السابقة إلى سوريا بأسعار مخفضة وتسهيلات سداد بعد تسلم الشحنات، جاءت الاشتراطات الجديدة سواء فيما يتعلق بالدفع أو مستويات الأسعار لتكشف عن المزيد من معاناة الاقتصاد الإيراني.
أزمة الوقود في سوريا
تهدف صادرات النفط الإيراني إلى سوريا بالأساس إلى تلبية الطلب؛ لإنقاذ البلاد من أسوأ أزمات الوقود التي لحقت بها منذ ما يزيد على 10 سنوات.
وتكدّست الطوابير أمام محطات الوقود في دمشق للحصول على تدفقات الوقود اللازمة للتدفئة ومواجهة البرد القارس.
وفي ظل تضاعف أسعار الكهرباء بالبلاد إلى 5 أمثال، لجأ السوريون إلى أدوات جديدة؛ من بينها حرق الأخشاب وقشور الفستق والمكسرات واستخدامها في أغراض الطهي المنزلي والتدفئة.
وتعوّل سوريا كثيرًا على تدفقات النفط من إيران بمعدل شحنتين شهريًا، وفق ما كان معتادًا الأشهر الماضية، وفي ظل أزمة الوقود المتفاقمة في دمشق كانت حيلة "النقل المظلم" التي اتبعتها طهران وسيلة لتسريع وصول الشحنة الأخيرة.
وتُشير البيانات إلى تغير دورية شحنات النفط الإيراني إلى سوريا؛ إذ من المقرر مغادرة شحنة النفط المقبلة طهران قبل 11 مارس/آذار المقبل.
اقرأ أيضًا..
- استثمارات الطاقة المتجددة في أميركا قد ترتفع إلى 114 مليار دولار سنويًا
- أنواع السخانات الشمسية في مصر وكيفية اختيار الأفضل
- أمن الطاقة محور رئيس لتعزيز العلاقات بين أميركا ودول الخليج (مقال)