التغير المناخيأخبار التغير المناخيرئيسيةعاجل

كوارث تغير المناخ تصيب الإنسان بأمراض المخ وضعف القدرات العقلية (دراسة)

حياة حسين

كشفت دراسة حديثة أن الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ تؤدي إلى تغييرات في القدرة والصحة العقلية للأشخاص الذين يتعرضون لها.

وأوضحت الدراسة المشتركة، بين جامعة سان دياغو وولاية كاليفورنيا الأميركية، أن هذا التأثير قد يمتد إلى مدة تبلغ من 6 أشهر حتى 12 شهرًا، وأن التعرض لتلك الكوارث يوميًا قد يعرّض الأشخاص إلى تغيرات بيولوجية بالمخ على المدى البعيد.

ورغم أن الدراسة عُملت على نوع واحد من الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ، وهو الحرائق، فإن الباحثين المشاركين يعتقدون أن تلك الآثار قد تكون شائعة بين كل أنواع تلك الكوارث، حسبما ذكر موقع "ذا هيل" الأميركي.

وتعرَّض العالم خلال السنوات الأخيرة لأكبر كمية من الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ، تنوعت بين الحرائق والفيضانات والجفاف، ولم تفلت منها أيّ من المناطق، وإن كان تأثيرها الأسوأ في الدول الهشة اقتصاديًا، والتي تضم أكبر عدد من فقراء العالم مثل أفريقيا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

كامب فاير

تغير المناخ
بعض آثار حريق كامب فاير في أميركا - الصورة من "إيه بي سي 7 نيوز"

أجرى باحثون دراسة على ضحايا حريق "كامب فاير" في كاليفورنيا عام 2018، لتحديد ما إذا كانت تلك الكوارث الطبيعية نتيجة تغير المناخ يمكن أن تغيّر من صحة الإنسان العقلية.

وأظهرت الصور الكهربائية لأدمغة الأشخاص الذين تعرّضوا للحريق بصورة مباشرة، اختلافات عديدة لنشاط المخ ووظائفه الإدراكية، وفق الدراسة المشتركة بين جامعة سان دياغو وولاية كاليفورنيا الأميركية.

في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، شهدت ولاية كاليفورنيا الأميركية عدّة حرائق استمرت لأيام، وقتلت عشرات الأشخاص، واضطرت السلطات، التي عدّتها الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، إلى إجلاء نحو 200 ألف شخص، وفق ما ذكره "راديو صوت العرب في أميركا" حينها.

وساعد جفاف الأشجار على الانتشار السريع لحرائق كاليفورنيا في 2018، وذلك بعد موسمَي حرائق غابات متعاقبين في الولاية بسبب الجفاف المستمر منذ وقت طويل، نتيجة لأزمة تغير المناخ، حسب تفسير بعض الخبراء.

وقالت أستاذة الطب النفسي بجامعة سان دياغو، والمشارِكة في إجراء الدراسة جيوتي ميشرا، إن معظم الأبحاث التي تُجرى على آثار الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ تقوم على دراسة التوتر أو تغير المزاج، وفق ما يقوله الأشخاص الذين تعرّضوا لها.

وأضافت: "نحن نتجه إلى ناحية أخرى، تتمثل في تحديد أيّ تغير بوظائف المخ والنشاط الإدراكي للأشخاص الذين تعرّضوا للحريق، وقد وجدنا فروقًا ملحوظة".

أضرار تغير المناخ

تغير المناخ
جانب من تجمُّد أميركا هذا العام - الصورة من "ماركا"

قالت أستاذة الطب النفسي في جامعة سان دياغو الأميركية، والمشارِكة في إجراء دراسة آثار الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ في القوة العقلية للأشخاص المعرّضين لها، جيوتي ميشرا، إن نشاط الدماغ الداخلي للأشخاص الذين تعرّضوا للحريق بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كان يميل للتشوش.

كما أن الفص الأمامي (الجبهي) للمخ كان أكثر نشاطًا، ما قد يعني أن الشخص يبذل مجهودًا أكبر لمعالجة المعلومات الداخلة إليه.

يُذكر أن تضرُّر الجزء الأوسط من هذا الفص يسبّب نوعًا من عدم المبالاة والخمول، ويصبح التفكير بطيئًا، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضافت ميشرا أن الدراسة جرت على آثار الحرائق فقط، لكن الباحثين المشاركين يعتقدون أن للكوارث الطبيعية الأخرى الناجمة عن التغيرات المناخية الأثر ذاته.

وتابعت: "معظم الدراسات -حاليًا- تجري على خسائر الممتلكات والمساكن والجرحى والقتلى، لكن آثار الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ في الصحة العقلية تحتاج إلى المزيد من البحث".

وأوضحت أن تلك الآثار، وفق الدراسة، قد تستمر مع الأشخاص 6 أشهر إلى 12 شهرًا عند التعرض لأول مرة لتلك الكوارث الطبيعية، لكن التعرض المستمر لها قد يؤدي إلى تغير فسيولوجي في المخ للتكيف اليومي معها.

وكانت أميركا قد تعرّضت لموجات صقيع -أيضًا- خلال العامين الماضيين، نزلت فيها درجة الحرارة إلى أكثر من 20 درجة مئوية تحت الصفر، لدرجة تجمّد أنابيب نقل الغاز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق