سياراتتقارير السياراترئيسية

حوافز السيارات الكهربائية تزيد الضغوط على بايدن.. ومطالب بتغيير القواعد

محمد عبد السند

يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن، لمواجهة ضغوط وشيكة، بسبب قواعد الإعفاءات الضريبية على السيارات الكهربائية، وسط جهود أوروبية تطالبه بتغيير القواعد المنظمة لتلك التحفيزات الضريبية.

في المقابل، تحث معظم النقابات وجماعات المصالح العامة وكذا الجماعات المعنية بالدفاع عن قضايا البيئة، الإدارة الأميركية على رفض المساعي التي يبذلها الاتحاد الأوروبي وحكومات أجنبية أخرى لمراجعة الحوافز الضريبية التي تمنحها واشنطن للسيارات الكهربائية، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.

وفي أغسطس/آب 2022، مرر الكونغرس قانون خفض التضخم، الذى تبلغ قيمته 430 مليار دولار أميركي، والذي يقيد الإعفاءات الضريبية الخاصة بالمستهلك وتلامس قيمتها 7 آلاف و500 دولار، وتُمنح على السيارات الكهربائية المُصنعة في أميركا الشمالية.

غير أن وزارة الخزانة الأميركية أعلنت، في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن مستهلكي السيارات المُجمعة في أميركا الشمالية من الممكن أن يستفيدوا من الإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية التجارية، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ضغوط أجنبية

تضغط حكومات دول أوروبية على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن؛ لاتخاذ مزيد من الإجراءات بهدف توسيع قاعدة الاستحقاق الضريبي ذات الصلة بالسيارات الكهربائية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت الرابطة الدولية للميكانيكيين وعمال الفضاء الجوي، ونادي "سيرا" المعني بقضايا البيئة ومنظمة "بابليك سيتزن" غير الهادفة للربح والمعنية بالدفاع عن حقوق المستهلك، في بيان، إن "قانون خفض التضخم قد يكون عاملًا مغيرًا لقواعد اللعبة بالنسبة للمدن الصناعية الأكثر تضررًا طيلة عقود جراء نقل صناعة السيارات منها إلى الخارج".

وأضافوا: "نناشدكم بقوة أن تضمنوا عملية تنفيذ قانون خفض التضخم، على النحو المأمول، دون تأخيرات أو تغييرات تقنية تؤثر سلبًا فيما يَعد به هذا القانون للعمال في الولايات المتحدة، وكذا بالنسبة للأهداف المناخية".

من جانبه، لم يعلق البيت الأبيض على البيان، إلا أنه أشار إلى تصريحات أطلقها جو بايدن، في شهر سبتمبر/أيلول 2022، قال فيها إن قانون خفض التضخم سيخلق "وظائف مجزية" و"يعزز أمان الطاقة".

السيارات الكهربائية
محطة لشحن السيارات الكهربائية – الصورة من thestreet

فقرة تمييزية

قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى الولايات المتحدة الأميركية، ستاڤروس لامبرينيديس، في تصريحات على هامش فعاليات معرض واشنطن الدولي للسيارات، الخميس 19 يناير/كانون الثاني الجاري، إنه يشعر بالقلق جراء الفقرة "التمييزية" من قانون الائتمان الضريبي ذي الصلة بالسيارات الكهربائية.

وأوضح لامبرينيديس أن تلك الفقرة تعني أن المستهلكين في الولايات المتحدة "ستكون لديهم خيارات أقل بكثير بخصوص السيارات التي يمكنهم اقتناءها" والتي يستطيعون من خلالها الحصول على الإعفاءات الضريبية سالفة الذكر.

وتابع: "يمكنك أن تتحول إلى استخدام السيارات النظيفة دونما تمييز".

ورفض البيان مقترحًا من حكومات أجنبية، مفاده أن الحوافز الضريبية ذات الصلة بالسيارات الكهربائية تخرق قواعد منظمة التجارة العالمية، وأيضًا قواعد التجارة الحرة.

وأضاف البيان: "قواعد التجارة التي عفا عليها الزمن، ينبغي ألا تُستخدم لتحديد قوانيننا التي تستهدف دعم اقتصاد طاقة نظيفة متنامٍ".

وخلال ديسمبر/كانون الأول 2022، أشاد الاتحاد الأوروبي بقرار وزارة الخزانة الأميركية بمنح السيارات الكهربائية المستأجَرة من قبل مستهلكين، ما يصل إلى 7 آلاف و500 دولار، في شكل إعفاءات ضريبية على المركبات التجارية النظيفة.

وخلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، سعت كل من كوريا الجنوبية وأوروبا وبعض شركات صناعة السيارات الأخرى للحصول على موافقة من وزارة الخزانة الأميركية لاستخدام الإعفاءات الضريبية ذات الصلة بالسيارات الكهربائية التجارية؛ لدعم وصول المستهلك إلى تلك السيارات النظيفة.

الإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية

من المقرر أن يتكلف دافعو الضرائب في الولايات المتحدة نحو 85 مليون دولار فقط في العام الجاري، جراء الإعفاءات الضريبية المتضمنة في قانون المناخ، والمخصصة لنحو 11 ألف سيارة، حال حصلت كلها على قيمة تلك الإعفاءات، وفق تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس الأميركي.

وعلق رئيس التحالف من أجل الابتكار في مجال السيارات، جون بوزيلا، الذي يمثل شركات جنرال موتورز وتويوتا موتور، وفورد موتور من بين آخرين، على اقتراح قدمه كل من السيناتور تشاك شومر وجو مانشين، في 27 يوليو/تموز 2022، بقوله إنه سيُقصي 70% من المركبات الكهربائية الهجينة، والعاملة بخلايا الوقود، من قائمة المؤهلين للحصول على الإعفاءات الضريبية.

وتطالب شركات تصنيع السيارات بإدخال تغييرات جذرية على المقترح المقدم، وهو ليس سوى جزء من تسعير أكبر للأدوية والطاقة وفاتورة الضرائب.

يُذكر أنه -دون الإعفاءات الضريبية- تصير السيارات الكهربائية باهظة التكلفة بشكل يعجز عن تحمله المستهلكون الأميركيون؛ ما يلحق الضرر بالطلب والمبيعات.

وقد يؤدي هذا حتى إلى عرقلة جهود الرئيس جو بايدن بشأن أن تصبح نصف السيارات الجديدة المبيعة كهربائية أو حتى طرازات هجينة بحلول نهاية العقد الحالي 2030، في إطار خطة أوسع للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ولن تكون هناك سوى 11 ألف سيارة كهربائية مؤهلة للتمتع بالإعفاءات الضريبية، خلال العام الجاري، بحسب توقعات دراسة تحليلية أجراها مكتب الميزانية في الكونغرس.

يوضح الرسم البياني التالي، الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة، مبيعات سيارات الركاب الكهربائية عالميًا خلال المدة بين عامي 2015 و2022:

مبيعات السيارات الكهربائية تسجل قفزات سنوية مع توجه العالم إلى تقليل الانبعاثات

ارتفاع المبيعات

نمت مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة بنسبة 65%، خلال العام المنصرم 2022، رغم هبوط إجمالي مبيعات السيارات الجديدة للمرة الأولى، وفق بيانات نشرها موقع "تيسلا راتي" نقلًا عن شركة "كيلي بلو بوك،" الأميركية لتقييم المركبات وأبحاث السيارات.

وأظهرت البيانات أن الأميركيين اشتروا وللمرة الأولى منذ نحو 10 سنوات، خلال 2022، سيارات أقل عددًا مما فعلوه في العام السابق، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ومع ذلك، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية على أساس سنوي بنسبة 65%، وبلغ حجم مبيعات المركبات الكهربائية 800 ألف وحدة، وسيستمر هذا المسار الصعودي في السنوات المقبلة.

وترى شركة "كوكس أوتوموتيف" لصناعة السيارات أن مبيعات السيارات الكهربائية سيرتفع مرة أخرى، مضيفة أن 2023 سيكون أول عام تتجاوز فيها مبيعات السيارات الكهربائية حاجز المليون وحدة.

ويُعزى المحللون وخبراء الصناعة تلك الآفاق الإيجابية لمبيعات السيارات الكهربائية في أميركا إلى التحفيزات الحكومية المتمثلة في قانون خفض التضخم الذي أقره الرئيس بايدن، والذي يستهدف جذب المستهلكين إلى السيارات النظيفة.

ولا تزال طرازات تيسلا، عملاقة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية، تتصدر السوق المحلية، بينما تخطط شركات أخرى عديدة لطرح طرازات كهربائية جديدة تنافسية.

ورغم التراجع الطفيف في حصتها السوقية من 70% في الربع الأول إلى 58.3% في الرابع الرابع من 2022؛ فإن "تيسلا" لا تزال صاحبة اليد العليا في سوق السيارات الكهربائية بالولايات المتحدة، بفضل تقنياتها المتطورة، وتوفيرها البنية التحتية للشحن، فضلًا عن كفاءة أداء منتجاتها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق